الشاهد -
في بانوراما الشاهد لشرارة رفع الاسعار التي اشعلت الشارع والبرلمان
كتب عبدالله النسور
تصعيد الشارع التي عبر عنها المواطن على مدار اربعة ايام، جلسة النواب الاحد الماضي افضى عن نتائج مثمرة في احتجاجاته وثورته على رفع سعر اسطوانة الغاز في ظل الظروف الغير مقنعة للمواطن وخصوصا بان الفترة التي تشهد انخفاضا لسعر النفط عالميا بالاضافة الى الضجة التي احدثتها ايضا تسعيرة رسوم السيارات. هذا التصعيد واكبه تصعيد اخر انتقلت اثاره الى النواب خلال عطلة نهاية الاسبوع حيث تسابق النواب على المواقع الاخبارية عبر اتصالاتهم بها وادراجهم ذات العبارات التي يئن بها الرأي العام الاردني من اجل ايصالها عبر صفحات الفيس بوك. وهذا ما دفع ببعض النواب لاحقا بان نقلوا تفاهمات الحكومة مع المكتب الدائم على صفحاتهم في تراجع الحكومة عن قرارها وقبل الاعلان عنها من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد الاجتماع لهذه الغاية ما بين رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة ووزير شؤون الاعلام محمد المومني، لنقل رسالة للشارع فحواها انتصار النواب بعودة الحكومة عن القرار من خلالهم. ما بعد اجتماع الحكومة بالمكتب الدائم ولتوضيح المشهد النيابي بعد اجتماع الحكومة الممثلة برئيسها ووزير الاعلام والمالية والطاقة والشؤون البرلمانية، والداخلية مع اعضاء المكتب الدائم الخمسة في المجلس. تنفس النواب الصعداء فور تلقيهم خبر عودة الحكومة عن قرارها، الا ان جانبا من النواب ابدى استهجانه وامتعاضه من القرارات الجديدة، حيث اجتمع البعض منهم في حلقات مغلقة للعودة للتصعيد ضد الحكومة، من منطلق اعتبارات اخرى منها فشل الحكومة في سياساتها الاقتصادية واخرى تستطيع ان تقول انها لاعتبارات شخصية ونتيجة تراكمات في مواقف النواب مع بعضهم البعض وصدامهم مع رئاستهم حيث اعتبر هذا الفريق من النواب ان المكتب الدائم باعضائه الخمسة لا يمثلون قرارات المجلس ورأيهم وهذا ما دفع بالبعض لاحداث فوضى تحت القبة في بداية الجلسة المقررة على جدول الاعمال للاستماع لخطاب وزير المالية للموازنة العامة 2016 ونتيجة للتحشيد النيابي قبل الدخول الى قبة والضرب على المقاعد لعدد من النواب والمناداة برحيل الحكومة ورفضهم للسماع اليها، رفعت رئاسة المجلس الجلسة وعلقتها دون الاعلان عن موعد جديد لها، واثناء ذلك بقي اغلبية النواب تحت القبة ولم يغادروها في حين اجتمع رئيس المجلس ورئيس الوزراء وعدد ضئيل من النواب، في مكتب الرئيس المجاور للقاعة، واجتهد الطرفان للعودة لعقد الجلسة تحاشيا لاية مضاعفات قد تؤدي لتوسيع الفجوة ما بين المجلس والحكومة. اكثر مما كانت عليه قبل الخطوة الاستباقية التي اتخذتها الحكومة في اجتماعها بالمكتب الدائم بساعات معدودة لامتصاص غضب الشارع وحملة النواب في طرح الثقة وبحكمة رئاسة المجلس والحكومة عاد المجلس لعقد الجلسة واثناء ذلك وبعد ان تحدث قسم من النواب استطاع رئيس الحكومة النسور اقناع الاغلبية في خطوات الحكومة، والمشاكل التي تواجهها في موضوع الطاقة وافحامهم وكانت اولى اشارات الاقناع التي بدت على المجلس كلمة النائب يحيى السعود الذي كان يتوعد الحكومة للتو في منع النسور من الدخول للقبة. حيث طلب من زميله عساف الشوبكي الذي يتزعم الاعتراض على الحكومة بالسكوت اثناء اصداره عبارات غطت على اجواء الجلسة وبالضرب على المقاعد وقال السعود انه لاول مرة يقنع بكلام النسور وانه يقف الى جانبه بهذه اللحظة العصيبة التي تواجه حكومته بالاضافة لعبارات الاطراء والمزاح مع النسور. التصويت على قرار الحكومة بعد التراجع رغم نداء الطراونة في التصويت على ما قاله النسور ورفع النواب ايدهم والاعلان عن ذلك بالاغلبية الا ان المجلس اختلف مع نفسه وعاد للمناقشة مرة اخرى على اعتبار ان قرار التصويت لاغيا. وهذا من اجل ان لا يحمل النواب مسؤولية القرار بشتى انواعه سواء بالالغاء او الابقاء عليه وهنا تقدم رئيس مجلس النواب الاسبق سعد السرور بمقترح لانقاذ المجلس من اية انتقادات او هجمات ستواجهه لاحقا من الشارع في تحديد جلسة عامة لبحث سياسات الحكومة الاقتصادية وجدواها والتصويت لاحقا على طرح الثقة او عدمها حسب ما يرتأيه النواب في حينه. ما قاله النسور وما قيل عنه من النواب بالاضافة الى ما ذكر من مواقف في امتصاص غضب الجسم النيابي فقد كان لبعض من العبارات التي القاها النسور وقع غير في قناعات النواب ومن تلك اعتراف النسور بمسؤولية الحكومة لعدم خروجها للرأي العام لتوضيح آلية تسعير رسوم السيارات وكذلك قوله بانه فقير ابن فقير يشعر بمعاناة الفقراء وهو منهم ويحس بوجعهم، بالاضافة الى تحديه لوجود اي خطأ في الارقام التي تحدث عنها في موضوع الطاقة. ومن الجانب النيابي فقد اتهم البعض منهم النسور بالساحر الذي يقلب الموازين لمصلحته في امتصاصه لموجات الغضب التي يعبر عنها لنواب وتوعدهم له بلحظة الاستماع اليه وصفة الاتهام هذه لم تصدر عن النواب لاول مرة حيث سبق وان عبر عنها الاغلب منهم في مرات ومواقف مماثلة ولهذا كان الفريق النيابي الذي يسعى لشد المجلس نحو طرح الثقة مصرا على رفع صوته تحت القبة ومقاطعة النسور واحداث الفوضى، من اجل عدم ايصال جملة الرئاسة ذات وقع في اخماد الغضب كوقع صب الماء على الجمر ان جاز التعبير.