د.نضال العزب
فهي لم تعد عطلة.. بل صارت عكسها كلنا ينتظر يوم العطلة الاسبوعية ليرتاح، فبعد ايام من الاستيقاظ المضني لمواجهة الازمة الخانقة، المرورية والهواء المعدوم، ينتظر الناس يوما ليستريحوا واذا بالراحة حلم يتبخر، فالمزعجون يواصلون الازعاج حتى ساعات متأخرة تقترب من الفجر (دون رقيب..) ولا رادع والشباب الفرحون بسياراتهم يمارسون كل الممنوعات ليلا فلا نوم ولا راحة ازعاج يتواصل ولا اب ولا ام يسألون عن (حبيب الماما) اين هو؟ لا بل ويقولون خليه يفرح بشبابه فلا فرح الا اذا (ازعج الناس) وايقظ النيام وحرم المرضى من الراحة وجعل الاطفال في الرعب والخوف والشيوخ يتوترون هذه هي سهرة الخميس، هذه سهرة الخميس الجميلة في بلدي اما الجمعة فمن حمام عريس الى اشعال (سيستم) مجون منذ ساعات الصباح باغان هي ليست اغان بل هي اسفاف وانحطاط واقلاق للراحة يستمر حتى تأتي السيارات بسرعتها المجنونة قبيل صلاة الجمعة، فكل شيء تحله السرعة المجنونة، ولا وقت للتسوق الا قبل ثوان من الصلاة الا يوجد حل اخر؟ الا يوجد حل اخر غير (الزامور المجنون) واقلاق راحة الاخرين. واما ان يقف احدهم تحت منزلك لتسمع ما لا تحب هو مبسوط وانت متوتر فهل انت مبسوط؟ بالطبل والزمر الرخيص وهل يحق لك ان تحتج ولمن ستحتج وكم عدد الذين ستحتج عليهم. يوم العطلة صار يوما متعبا مرهقا تتكدس به المناسبات يوم شاق بكل المعايير لا راحة فيه لا بل اقلاق للراحة فاذا كانوا يزعجوننا (فلمن المشتكى) وما الصيغة؟ وعند من ؟ في مجتمع اصبح خليطا، لا نعرف (فيه) من هذا ومن هذا ولا ابن من هذا! لا قيم العيب فيه ظاهرة ولا اب ولا ام تقول لابنها ما الحق وما يصح وما لا يصح ولا الابن يستمع لوالده من رباه الا الموبايل ولا يعرف قيم الدين والعرف والخلق فهل يسأل الاباء ابناءهم عن مكبرات الصوت ومسجلات السيارة التي تجعل العمارات تهتز عن اثمانها وضرورتها؟. ثم يشكو (الجميع الطفر والفقر) فماذا تستفيد الامة والوطن من هذه الاجهزة واقلاق (الراحة) بالصنوف والاشكال المتنوعة اليس من حق الناس ان ترتاح؟ وهل يملك الاخرون يومك، ام انت عبد (مستعبد) لشاب متوتر، موتور، مستهتر! اذن من الافضل ان نذهب وننتج، ونواصل الساعات بالعمل ولا داعي ليوم العطلة افضل من مقارعة شاب لا يعرف خلقا ولا قيمة افضل ان نركب صاروخا ونمضي خارج ديرتنا عل مكانا اخرا يتسعنا.