د.ذوقان عبيدات
استنكر كثيرون ما قلته في يوم المرأة بأن المرأة: إنسان مفكر مستقل، ليس مضافًا إلى أحد، وليس مكمِّلًا لأحد، وليس جزءًا مبهجًا لأحد! فهي ليست الأم لأن كثيرًا من السيدات لا ينجبن أو لا يرغبن في الإنجاب، بل ولم يتزوجن أصلًا! وكذلك المرأة ليست الأخت، لأن كثيرًا من النساء لا إخوة لهنّ، وليست العمة والجدة والخالة لنفس الأسباب. وفي المنطق؛ عرّف المناطقة الإنسان بأنه حيوان مفكر! ولم يعرفوه بأنه الأب والزوج أو الأم والزوجة! وقالوا: هناك صفات جوهرية يشترك بها
جميع الناس ذكورًا وإناثًا ، وهناك صفات جوهرية تخص الرجال وحدهم وتميزهم عن غيرهم ليس بينها إنه الأب والزوج والأخ… الخ. ولا يجوز أن نعرف رجلًا بإضافته إلى صفة معروفة كأن نقول:
الرجل زوج المرأة وابن المرأة وعم المرأة وأب المرأة… الخ!
فلماذا يصِرُّ بعضنا على تعريف المرأة بإضافتها إلى رجل؟
طبعًا هناك صفات أساسية جوهرية وأخرى عرضية، فحين نعرّف السيارة لا نقول لونها أصفر
وطولها ٤م وبها أربعة مقاعد!
فالسيارة تعرف بخصائص جوهرية ليس بينها السعر واللون والشكل! وكذلك الإنسان: رجلًا كان أو امرأة، فكلاهما كائن مستقل بذاته، يعرف بطبيعته الجوهرية وليس بإضافته إلى غيره، أو بتعريفه بلونه وملابسه وطوله….. الخ.
طبعًا هناك خصائص عرضية قد تكون مفيدة في التعريف، ولكنها لا تنطبق على الجميع ،فبعض النساء مثلًا لسنا زوجات وأمهات،
وبعض الرجال ليسوا أزواجًا وآباءَ.
فهذه صفات عرضية يتصف بها بعضهم ولا تنطبق على الجميع!
وهكذا ؛ أرجو أن يكون واضحًا: يعرّف الشيء بذاته وليس بصفاته
وعلاقاته، فالمرأة إنسان مستقل مفكر، وكذلك الرجل.
فهل نتوقف عن إضافة المرأة إلى
من"هو أعظم منها ،"سيادة الرجل؟