الشاهد - - استشهد 11 فلسطينياً، بينهم فتى، وأصيب أكثر من 100 آخرين بالرصاص الحيّ في عملية نفّذها الجيش الإسرائيلي الأربعاء، في مدينة نابلس بشمال الضفّة الغربية المحتلّة.
وفي نيويورك، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الوضع حاليا "في الأراضي الفلسطينية المحتلة الأكثر اشتعالا منذ سنوات" مع "بلوغ التوترات ذروتها" في سياق "تعطّل... عملية السلام" الفلسطينية الإسرائيلية .
وشدّد غوتيريش على أنّ "أولويتنا المباشرة يجب أن تكون منع المزيد من التصعيد وتخفيف التوتر وإعادة الهدوء".
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن "قلقه البالغ"، إذ شدّد مسؤول السياسة الخارجية في التكتل جوزيب بوريل على "الأهمية القصوى لسعي كل الفرقاء لإعادة إرساء الهدوء واحتواء التوترات".
بدورها أعربت الولايات المتحدة عن "قلقها البالغ" إزاء أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة.
وفي باريس قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إنّ "فرنسا تدين كلّ أعمال العنف المرتكبة ضدّ مدنيّين" و"تدعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن أيّ عمل يمكن أن يؤجّج" العنف.
ودانت الرئاسة الفلسطينية "العدوان الإسرائيلي"، وحمّلت "الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد الخطير"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).
ووصف أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ العملية الإسرائيلية في نابلس بأنها "مجزرة"، داعيا المجتمع الدولي "للتدخل الفوري".
ووصفت جامعة الدول العربية العملية الإسرائيلية بأنها "مجزرة جديدة".
وحملت الجامعة في بيان "سلطات الاحتلال والحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة المسؤولية عن هذه المجزرة الرهيبة والجريمة النكراء".
كما عبرت الخارجية السعودية عن "إدانة واستنكار" العملية، مؤكدة "رفض المملكة التام لما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات خطيرة للقانون الدولي".
ودانت الخارجية الأردنية "استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية المحتلة والاعتداءات المتكررة عليها، وآخرها العدوان على مدينة نابلس".
"تحييد ثلاثة مطلوبين"
وفي بيان له قال الجيش الإسرائيلي إنه قام "بتحييد ثلاثة مطلوبين مشتبه بتورطهم في تنفيذ عمليات إطلاق نار (في الضفة الغربية) والتخطيط لهجمات". وأكد أنه نفذ بالتعاون مع شرطة حرس الحدود وجهاز الأمن العام "عمليات مكافحة إرهاب" جاءت نتيجة "جهود استخباراتية مركزة".
وبحسب بيان الجيش فإن المطلوبين "تحصنوا في شقة"، ثم حصل تبادل لإطلاق النار، وهو ما أكده شهود عيان لفرانس برس.
وفي إيجاز صحافي، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هكت أن القوات الإسرائيلية والمشتبه بهم "تبادلوا إطلاق النار، قمنا بتعظيم جهودنا في مرحلة ما، وأطلق الجيش صواريخ على المنزل".
تخلل العملية رشق بالحجارة وإطلاق متفجرات نحو الجنود، وفق الجيش الإسرائيلي الذي قال إنه لم يسجل إصابات في صفوف.
وروى أحد السكان ويدعى مصطفى شاهين، أنه سمع دوي انفجارات وإطلاق نار صباحا، وقال إن "عددا كبيرا من الجنود هاجموا" وسط نابلس.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع أعداد الإصابات إلى "102 إصابة، بينها 7 إصابات خطيرة على الأقل"، موضحة أن بينها "82 إصابة بالرصاص الحي".
رفع مستوى التأهب
ومنذ مطلع العام، أودت أعمال العنف والمواجهات إلى استشهاد أكثر من 60 فلسطينيا بينهم مدنيّون بعضهم قصّر، وتسعة إسرائيليين بينهم ثلاثة قاصرين، فضلا عن امرأة أوكرانية.
وفي حين أعلنت الشرطة الإسرائيلية رفع مستوى التأهب خصوصا في القدس المحتلة، ندّد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة بـ"جريمة كبرى يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، ولذلك من واجبنا كقوى مقاومة أن نرد على هذه الجريمة دون تردد".
وحصيلة وفيات التوغل في نابلس الأربعاء، هي الأكثر فداحة لعملية نفّذها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة منذ العام 2005 على الأقل.
وأكد مراسل فرانس برس انسحاب الجيش الإسرائيلي من المدينة بعد نحو ثلاث ساعات. وبعد الظهر احتشد عدد كبير من الأشخاص في نابلس لتشييع الشهداء.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أسماء الشهداء العشر الذين تراوحت أعمارهم بين 16 عاما و72 عاما، وبينهم مدنيون.
ومساء أعلنت الوزارة عن استشهاد مسن يبلغ 66 عاما، متأثرا بإصابته بعدما نقل إلى المستشفى لتعرّضه "لاختناق بالغاز السام".
وفي بيان لها، نعت مجموعة عرين الأسود المحلية ستة شهداء قالت إنهم "من أبناء العرين وكتيبة بلاطة وكتيبة نابلس" ومن بينهم الثلاثة الذين ذكرهم بيان الجيش الإسرائيلي.
بدورها، نعت حركة الجهاد الإسلامي "قائد سرايا القدس، كتيبة نابلس الشهيد محمد أبو بكر (عبد الغني)" الذي قضى في "معركة صمود ضد قوات الاحتلال المجرم" في نابلس.
وأكد مصدر في تلفزيون فلسطين الرسمي إصابة مراسله في نابلس محمد الخطيب بجروح غير خطرة بالرصاص الحي في اليد.
ودعت لجنة التنسيق الفصائلي في الضفة الغربية إلى "الإضراب الشامل الخميس، غضبا على مجزرة الاحتلال في نابلس".
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن مسعفيها عالجوا 250 حالة استنشاق للغاز المسيل للدموع وعشرات الجروح من طلقات نارية.
ويأتي هذا التصعيد في نابلس في أعقاب نداء وجهه مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الاوسط تور وينسلاند لوقف العنف باعتباره "أولوية ملحة".