الشاهد -
معالمها الاثرية والسياحية مهملة ولا يوجد بها مرافق تجذب السياح
الشاهد-علي ابوربيع تصوير تركي السيلاوي
سوف هي بلدة اردنية تقع في لواء قصبة جرش التابع لمحافظة جرش في شمال الاردن، تبعد عن مدينة جرش (8)كم الى الجهة الشمالية الغربية. وتشير الكتابات القديمة الى ان اسم سوف هو كلمة لاتينية معناه النهر او بلدة الينابيع او المنتجع او المتنزه على حد رواية نفر من اهلها وتذكر احيانا دير ياسوف وكفر ياسوف وياسوف ولكن الكتب تشير ايضا الى انه اطلق عليها عند تحديدها تسمية جارة جراسا كما انه في العهد التركي اطلق الاتراك على سوف تسمية الخانوقة او حنوق او الخندق. وتتميز سوف بمرتفعاتها التي تزيد عن الف متر تصل اقصى ارتفاع (1242) متر فوق سطح البحر في جبل القاعدة. وتنتشر الغابات الحرجية والمناطق المطلة على مختلف مناطق محافظة جرش والطريق المؤدي الى عمان حيث يمكن رؤية منطقة صويلح مدخل امانة عمان الكبرى وايضا رؤية الطريق المؤدي الى مدينة السلط كما يمكن رؤية مرتفعات الضفة الغربية في ايام الصيف حيث تكون الاجواء صافية. ويحدها من الشرق جرش ومن الشمال عبين وصخرة ومن الغرب ساكب ومدينة عنجرة ومن الجنوب ساكب ويبلغ عدد سكان سوف بحسب التعداد العام للسكان والمساكن (32,616) نسمة (16,996) ذكورا و(15,620) اناثا يشكلون (3,566) اسرة تقيم في (4,650) مسكنا وتشتهر سوف بنيابيع المياه والشلالات الصغيرة وتزرع الفواكه على نطاق واسع في سوف بما في ذلك الزيتون والخضروات مثل الفول والبازيلاء والباميا والحمص والعدس والكوسا والباذنجان، الخيار، البندورة، الفليفلة والبصل والفواكه مثل العنب والتين والتوت والكمثرى والخوخ والتفاح والتفاح السكري والمشمش والكرز والدراق والبرقوق، واللوز والجوز بالاضافة الى عسل النحل الطبيعي. كما يوجد الكثير من مزارع تربية الدواجن والابقار وتربية النحل. الى جانب الاراضي المروية في وادي سوف هناك مساحة واسعة من الاراضي غير المروية موزعة على عدد من التلال والجبال التي تعتمد على الامطار الموسمية مثل المنارة وكوم والصبطة والسهلات والمنصورة ووادي وراد وغيرها. كما وتقسم اراضي سوف الى مناطق مروية ومناطق بعلية، المناطق المروية وتروى من نبع عين المغاسل بشكل رئيسي ونبع عين الفوار ايضا، وهي اراضي ذات تربة خصبة جدا تصلح لزراعة الخضار بكافة اشكالها وانواعها على مدار العام ومن اشهر ملاكها كل من (عبدالرحمن مصلح العكاشة العتوم). وتسود في المناطق البعلية المنتشرة في مناطق اعالي الجبال زراعة اشجار الزيتون الذي تشتهر به وبانواعه وجودة ثماره وزيته على مستوى المملكة واشجار التين والتفاح واللوزيات. ومن المعالم الاثرية الموجودة في منطقة سوف هي مسجد جامع سوف القديم الذي بني عهد الدولة العثمانية سنة 1333 هجرية وكلية برهان وتقع في حي جامع العمري وهي بناء على الطراز العثماني القديم وقد تهدمت بعض اجزائه.
واقع التعليم
توجد في سوف (10) مدارس وهي مدارس شاملة للذكور والاناث ومنها ما تأسس عام 1922.
اهالي سوف
ومن اجل الاطلاع على واقع البلدة واهم المشاكل التي تعاني منها قامت الشاهد بدورها بزيارة الى منطقة سوف والتقت باهالي المنطقة وتحديدا مع المهندس احمد العتوم الذي تحدث باسهاب عن مشاكلها والنواقص التي تشهدها منطقة سوف. في البداية تحدث عن المنزل العريق والتراثي والذي يتبع لوزارة الاثار (منزل علي الكايد العتوم) وقال ان مساحته (5) دونمات وهو اول مقر في الشمال وهناك مشاكل عديدة تواجه هذا القصر العريق اهمها الظروف الجوية وتركه لسنوات طويلة ادى الى ظهور تصدعات وشقوق فيه وهو مهدد بالانهيار وقد طالب المهندس احمد من وزارة الاثار ان تفعل اللازم لاعادة ترميم هذا القصر والاعتناء فيه وهذا القصر عمره حوالي (120) عام في منطقة سوف.
المناطق الحرجية
كما اشار الى اهم المشاكل الموجودة في المناطق الحرجية والتي اصبح يرتادها اهالي الخليج خاصة وايضا الاحداث الاخيرة التي حصلت في سوريا سبب رئيسي للجوء السوريين الى هذه المناطق ولا توجد اي مرافق فيها. ولا يوجد مناطق آمنة لجلوس الناس فيها بامان ولا يوجد اي متنزة ليجذب الزائرين خلال زيارتهم لمنطقة سوف. وقد طالب وزارة السياحة بتعزيز هذه المرافق ودعمها في الصيف لانها تشكل رافدا للاقتصاد الاردني من ناحية السياحة نظرا لوجود اشجار حرجية ومناظر جميلة يسعى اليها السياح من الاردن وخارجه الا انها بحاجة الى متنزه عام (متنزه قومي) لجذب السياحة المحلية العربية وايضا بحاجة الى بنية تحتية ولا يوجد اي اهتمام فيها والمحميات الموجودة في منطقة سوف اصبحت محميات مغلقة ولا يوجد اي استثمار للسياحة المحلية وبحاجة الى ان تصبح المتنزهات الموجودة في منطقة سوف متنزهات عامة وكبيرة وشاملة بكل المرافق. ولا يوجد اي مطعم سياحي في منطقة سوف وكنا وما زلنا نطالب وزارة السياحة بالاهتمام بالمنطقة اكثر لكن لا حياةلمن تنادي فعلى سبيل المثال بيت الباشا علي الكايد الذي ترك هكذا رغم انه معلم حضاري تراثي يجذب السياح والزائرين. وطالب المهندس احمد بان يعود قصر الباشا (علي الكايد) كالسابق بيت لكل اردني وتعود العادات والتقاليد الاصيلة التي كان ضيافة لكل مواطن. وكان بيتا للصلحات والمشاكل التي تحصل في المنطقة كانت تحل داخل هذا القصر وهو فارغ تماما من الداخل.
المدارس
وقد تطرق المهندس احمد الى بعض ممارسات الشباب امام مدارس البنات وكانت هذه المشكلة تسبب الكثير من النزاعات الا ان اهالي البلدة وتحديدا أئمة المساجد تصدوا لها بقوة وطالب الاهالي بردع ابنائهم عن هكذا ممارسات وتم اختيار مجموعة من الشباب العاطلين عن العمل للتصدي لهذه الظاهرة مقابل مبلغ مادي معنوي يدفع لهم بمشاركة الاهالي. اما بالنسبة لقضاء الشباب وقت فراغهم قال المهندس احمد (نيابة عن اهالي المنطقة) ان هناك مركز شباب في المنطقة مجهز بكافة المستلزمات لكن هناك عزوف من الشباب على ارتياده وتجده خاويا الا من موظفيه.
مياه وكهرباء
اما مشكلة المياه فقال انها تأتيهم مرتين في الشهر وهذا غير كاف لان المنطقة مرتفعة وكثيرون لا تصلهم المياه ولا يتمكنون من التعبئة في الاوقات المحددة وطالب البلدية بالعمل على ايصالها لهم اسبوعيا اسوة بالمناطق الاخرى. وتحدث ايضا عن الانقطاع المستمر في الكهرباء خاصة في فصل الشتاء وبحاجة اكثر الى توعية المواطنين بقدوم المنخفضات واخذ كل الاحتياطات اللازمة لتجنب حدوث الحوادث في المنطقة. وقال انه يجب على المواطن ان يقوم بشراء حاجاته قبل دخول اي منخفض جوي. الشوارع والمطبات وتطرق الى مشكلة الشوارع الخطيرة الموجودة في منطقة سوف نظرا لارتفاع المنطقة مما ينتج عنها انزلاقات وحوادث خاصة في فصل الشتاء والانارات في القرية ضعيفة جدا. وفي نهاية حديثه للشاهد طالب بان تصبح منطقة سوف مدينة بدلا من قرية.