الشاهد - قال زعيم جماعة الحوثي في اليمن عبد الملك الحوثي، الجمعة، إن جماعته تسعى إلى إنجاح الوساطة العمانية بشأن بلاده.
جاء ذلك في خطاب متلفز بثته قناة “المسيرة” الفضائية الناطقة باسم الحوثيين، بمناسبة الذكرى 19 لمقتل مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي (26 رجب عام 1424 هجرية).
وقال الحوثي تعليقا على الوضع الحالي في اليمن: “نحن في حالة حرب مستمرة ولسنا في اتفاق هدنة، وهناك خفض للتصعيد في ظل وساطة عمانية مشكورة”.
وأضاف: “نشكر الإخوة في سلطنة عمان الذين يتعاملون معنا بمبدأ حسن الجوار، ونقدر لهم جهودهم، ونسعى لأن نعطيهم الفرصة الكافية في نجاح مساعيهم”.
ولتقريب وجهات النظر بين الحكومة اليمنية الشرعية والحوثيين، تقوم سلطنة عمان جهودا دبلوماسية مستمرة بين طرفي الصراع في اليمن.
وعن الموقف من المفاوضات، قال الحوثي إن جماعته “تؤكد في كل الحوارات أنها لا يمكن أن تتجاهل الملف الإنساني، ولن نسكت عنه ولن نضيع هذه الأولوية لحساب أي أولوية أخرى”.
أكد أنّ “المرحلة، التي نحن فيها في اليمن، هي مرحلة حرب، وما هدأ هو التصعيد العسكري”، لافتاً إلى “أننا اليوم في موقع التصدي للاستهداف والأخطار، وانتهت المرحلة التي نتابع فيها أخبار الاعتداء على أمتنا”.
ووجّه السيد الحوثي “التحذير والنصح إلى تحالف العدوان، وصبرنا سينفد، إذ لا يمكن أن نقبل حرمان شعبنا من ثروتنا الوطنية”.
وأشاد إلى أنه “إذا كانوا يريدون السلام فطريقه واضح ومفتاحه هو الملف الإنساني وغايته إنهاء العدوان والحصار والاحتلال”.
وأضاف السيد الحوثي أنّ “الأميركيين ودول الغرب يحتلون البلدان ويؤسّسون حكومات عميلة، من أجل التنكيل بكل من يعارض هيمنتهم عليها. إضافة إلى انتهاكهم سيادة الدول، ويتدخل سفراؤهم في كل شيء، ويصدرون التوجيهات كحاكم على أي بلد من البلدان”.
وتابع أن “الأميركيين يباشرون الهجوم العسكري والعدوان، مثل غزوهم العراق وأفغانستان، وعدوانهم على اليمن”، مشيراً إلى أنهم “عملوا على زعزعة أمن أمتنا، عبر إنشاء الجماعات التكفيرية، والضغط على الأنظمة لتسهيل عملياتها”.
وجدد تأكيده أنّ “الجماعات التكفيرية هي صناعة أميركية غربية من أجل تشويه الإسلام”، لافتاً إلى أنّ “الأعداء عملوا على زعزعة أمن أمتنا، عبر إنشاء الجماعات التكفيرية والضغط على الأنظمة لتسهيل عملياتها”.
وأشار حركة أنصار الله إلى أنّ “الأعداء يقدّمون كل أنواع الأسلحة، وصولاً إلى تقديم الأسلحة النووية إلى الدول التي تمارس العدوان، بينما تُحرم الدول المستهدفة من الأسلحة”.
وأكد أنه “يُراد لنا أن نكون أمة لا تملك أي قدرة على الدفاع عن نفسها. ولهذا، يعملون (الأميركيون) على حظر توريد السلاح إلى أي بلد يريدون استهدافه”.
والأربعاء، تحدث وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الحكومة اليمنية الشرعية أحمد عوض بن مبارك، عن “وجود فرص قد تحدث تحولات إيجابية بمسار السلام في البلاد”، دون مزيد توضيح.
يأتي ذلك في وقت تبذل الأمم المتحدة وجهات دولية وإقليمية جهودا مستمرة لتمديد هدنة في اليمن استمرت 6 أشهر وانتهت في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتتبادل الحكومة والحوثيون اتهامات بشأن المسؤولية عن فشل تمديدها.
ويعاني اليمن حربا بدأت عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014، بإسناد من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي قتل في 2017 بمواجهات مع مسلحي الجماعة إثر انتهاء التحالف بينهما.
وازداد النزاع منذ مارس/ آذار 2015، بعد أن تدخل تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية لإسناد قوات الحكومة الشرعية في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.الأناضول