علي القيسي
إن ازدياد عدد المسيرات والتظاهرات في البلد، ليس دائما دليلا صحيا على أنه هذا الحراك يعكس رغبة الملايين من الشعب الأردني بهذه المسيرات..!! لقد أثبتت المسيرة التي نظمها ودعمها جماعة الإخوان المسلمين يوم الجمعة في ساحة النخيل وأمام ساحة المسجد الحسيني في عمان، فشل تلك المسيرة التي عول عليها الإخوان بالنجاح وبالزحف المقدس، حيث توقع الإخوان أن تزيد هذه المسيرة في عدد المشاركين فيها عن الخمسين ألفا لا بل أصروا على أكثر من ذلك الرقم، وذلك لإحراج الحكومة ومحاولة التشكيك في الإنتخابات القادمة والتي لم تبدأ بعد، إذا رأى معظم الشعب الأردني في مقاطعة هذه المسيرة غير البريئة ملاذا آمنا في البعد عن التوتير وإثارة المزيد من المشاكل والإنقسامات والتخندق في حضن الوطن حيث قرر الشعب الأردني بمعظمه الإبتعاد عن هذه المسيرة الإخوانية والإنضمام إلى الأغلبية الساحقة من أبناء الوطن، وذلك بالرغم من الإستعدادات الكبيرة التي بذلتها الجماعة على مدى الأسابيع الماضية إن كان في الإعلام والإعلان والإجتماعات والتحضير والتجمهر والدعوة لمحاولة تعبئة الشارع الأردني بأقصى طاقته وجماهيره للنزول إلى الشارع في يوم الجمعة الموافق 5/10/2012م وذلك للتنديد بسياسات الحكومة واتهامها بالتقصير في عمليات الإصلاح ومحاربة الفساد وغير ذلك من شعارات باتت لا تنطلي على أحد لأن تلك الشعارات غدت مملة ومستهلكة وعفا عليها الزمن. ولعل مشكلة الإخوان المسلمين في البلد أنهم يريدون التغيير وهذا التغيير الذي يعكس نوايا الجماعة لا ينسجم مع مصلحة الوطن حاضرا ومستقبلا لأن الشعب الأردني لا يريد بديلا عن نظامه السياسي الحالي فهذه الحشود من الناس التي أعلنت أنها لن تسير بهكذا مسيرات هي بالواقع تعبر عن رأي الشعب الأردني كله وهذا يعكس مدى تشبت الأردنيين بنظامهم السياسي وقيادتهم الهاشمية المباركة، فالإخوان غايتهم وهدفهم بث الرعب والفرقة والفوضى في شرائح ومكونات المجتمع الأردني كله، وهذا لن يحدث أبدا لأن الشعب الأردني قد أدرك أن ما يحدث حولنا من تغييرات في ظل ثورات الربيع العربي لا يعنينا كثيرا حيث الوطن الأردني محصن ويتمتع بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان منذ عقود وهو لا يريد أن يسمع إلا صوت الحق والعدل والسلام مهما كانت أصوات النشاز تدعوا الناس إلى إثارة الإضطرابات والفوضى وعدم الإستقرار وختاما بقي أن أضيف أن الوطن الأردني بخير وأن المسيرة الأردنية ماضية قدما نحو غايتها في التقدم والإزدهار في ظل الديمقراطية التي يتمتع بها الأردنييون وما تفرزه تلك الإنتخابات القادمة من برلمان يرضي جميع الأردنيين ويفرز حكومات برلمانية تقطع الطريق على العابثين والمشككين في مسيرتنا الديمقراطية ونظامنا السياسي الحضاري.