الشاهد - كشف مستشار أول الطب النفسي ممثل الشرق الأوسط في الجمعية العالمية للأطباء النفسيين الدكتور وليد سرحان عن تشكيل خلية للتعامل النفسي مع ضحايا زلزال سوريا.
وأضاف في تصريح الى «الرأي» ان خلية أزمة نفسية تدار من عمان بالتنسيق مع خبراء عرب وأجانب، تتابع أوضاع المتضررين منذ اليوم الأول لوقوع زلزال سوريا وتركيا، وتضم معظم الأطباء النفسيين ومختصي علم النفس الذين لديهم خبرات بالكوارث، إذ يقومون بالاتصالات والتقييمات المستمرة، لتوفير الإمدادات النفسية للعاملين والضحايا.
ولفت سرحان الى ان الخلية تضم حوالي 25 شخصا من أطباء ومتطوعين، وكل شخص يتبعه فريق كامل، فالخلية الموجودة في شمال سوريا تضم حوالي 100 شخص، كذلك في تركيا فرق أخرى، وهناك مجموعة من الأطباء والعاملين النفسيين الأردنيين والعرب موجودين على أرض الحدث، وتأتيهم إمدادات.
وأشار الى انه يتم إجراء محاضرات نفسية يومية، وتدريبات للعاملين للتعامل مع الضحايا، ولفرق متطوعة تخرج الى مكان الحدث، من جمعيات للصحة النفسية، بالإضافة لإرسال قوافل معونات وأطباء نفسيين، مؤكدا ان هناك أطباء وأشخاصاً متطوعين يطلبون يوميا ارسالهم لمناطق الزلزال للمساندة والدعم، سواء للضحايا او العاملين المعالجين، الذين أصيبوا بأزمات نفسية جراء ما شهدوه من حالات صعبة ومأساوية سيما الأطفال، فكل ساعة تصلهم حالات لأطفال فقدوا ذويهم، حيث يصفون الوضع بالكارثي، مبينا ان نصف الفرق النفسية تعمل على حالات الأطفال.
وطالب سرحان جميع الدول التي ترسل المساعدات الطبية، بأن تخصص جزءا منها للأطباء النفسيين والأدوية النفسية، فهناك بالأساس مرضى نفسيون انتكست حالتهم هناك، وضاعت أدويتهم وعلاجاتهم مع حدوث الكارثة.
وعن طبيعة الحالة النفسية للضحايا، أوضح ان الناجين من تحت الأنقاض عانوا من رعب وصدمة شديدة وحالة نفسية صعبة، فقد وجدوا أنفسهم بين ألواح إسمنتية، بين البرد والعطش والجوع، فالحالة النفسية من الممكن ان تؤثر على الحالة الجسدية بشكل كبير مع مرور الوقت.
وتابع ان هناك فروقات بين الأشخاص تجعل الاستجابة النفسية في تلك الظروف مختلفة، فالبعض يبقى صامتا من هول الصدمة، وآخر يصرخ ويبكي، وهناك من يقطع الأمل من أول لحظة، ولذلك لا بد من ان تكون فرق الإنقاذ على درجة عالية من التدريب والتأهيل، وعادة تكون هناك فرق نفسية موجودة بمنطقة الكوارث، لكنها لا تشارك بعملية الإنقاذ، بل تكون مشغولة مع الناجين والمصابين والجرحى.
ويرى سرحان ان الناجين من الكوارث الطبيعية من الممكن ان يعودوا لوضعهم النفسي الطبيعي بعد مدة، فالبعض تتطلب حالتهم علاجا بسيطا، واشخاصا آخرين يحتاجون علاجات لـ 6 اشهر، ومنهم من يحتاج لمتابعة نفسية قد تمتد لسنوات.
وفي سياق متصل، دعا سرحان أجهزة الدولة ومركز الأزمات بالمملكة، الى وجود خطة طوارئ معدة سلفا لكافة الأزمات والكوارث التي من الممكن ان تحدث، كالكوارث الطبيعية والصحية وغيرها، بحيث تكون استباقية قبل وقوع الكارثة، وتكون لكل وحدة خطة عمل وكادر خاص ومتطوعون مسجلون مسبقا، ويتم تحديثها كل 6 أشهر، وتراعي الأبعاد النفسية والاجتماعية والسلوكية للأشخاص، فلا نريد ان نخطئ في اللحظات الأولى من اي كارثة بل الاستعداد لها بجاهزية كاملة على حد قوله.