الشاهد -
مدارس غير مؤهلة .. مركز صحي اولي .. شبكات مياه معطلة .. شوارع معتمة وغير معبدة
الشاهد-علي أبو ربيع /تصوير تركي السيلاوي
ناعور هي بلدة اردنية تابعة لمحافظة العاصمة وهي مركز لواء ناعور تشتهر بمناخها المعتدل صيفا والبارد شتاء ويسكن لواء ناعور حوالي (120000) نسمة اما بلدة ناعور مركز اللواء فيسكنها حوالي (15) الف نسمة وهي بلدة مرتفعة تطل على الغور الاردني الاوسط وتتصل به من خلال منخفض وادي ابو سليط الساحر كما تطل وترنو بشوق ولهفة ابدية الى مرتفعات مدينة القدس الشريف السليبة ومرتفعات فلسطين المغتصبة ومن قراها الروضة ناعور. وكانت ناعور عبارة عن خرائب قديمة اثرية تعود بعضها الى عهد الهكسوس الرعاة وعهود العمونيين والمؤابيين وبعضها الى عهد الرومان واليونان والعهود الاسلامية المختلفة كما كانت فيها مغر كثيرة وخاصة في الجهة الغربية استعملها بعض العائلات البدوية لتخزين الاعلاف والغلال احيانا وكانت ينابيعها موارد لرعاة الماشية الذين يتنقلون مع مواشيهم من منطقة لاخرى طلبا للماء والكلأ. وفي حوالي (1900) م نزل فيها المهاجرون الشراكسة الذين هجروا قسرا بعد احتلال وطنهم الام في شمال (القفقاس) عام 1864 م بعد حروب استعمارية احتلالية طويلة. ويعد اسكان الشراكسة في منطقة ناعور في الفترة 1900 - 1901م قبل سقوط دولة الخلافة العثمانية الاسلامية التي شجعتهم على الهجرة من بلادهم حتى لا يظلوا مستعبدين من قبل روسيا آنذاك وتم تخطيط القرية تخطيطا هندسيا جيدا بحيث يكون مكان المسجد في وسط البلدة وتم بناء المنازل فيها داخل خانات محددة مستطيلة او مربعة وتوزيع بعض الاراضي الصالحة للزراعة عليهم لتكون مصدرا لمعيشتهم فنشطوا في ذلك وزرعوا الحبوب والبقوليات وانشأوا البساتين والكروم والمراعي وشقوا الكثير من الطرق الزراعية وبنوا المسجد الجامع الكبير في وسط البلدة وانشأوا مدرسة البلدة في الجهة الشرقية من البلدة قرب عين الشركس (عين الخشبة) ورفدوها بعدة كتاتيب تعلم القرآن الكريم والقراءة والكتابة للصغار قبل ذهابهم للمدرسة وبنوا عيون الماء واسسوا العديد من المطاحن وبعض الدكاكين والمناجر والمحادد بحيث ازدهرت البلدة واصبحت منطقة جذب سكانية ساعدت على استقرار العشائر البدوية فيها وبجوارها كما جذبت اليها عددا من سكان السلط. وقد توسعت البلدة وتطورت حتى اصبحت مدينة عامرة تضم البلدة الاصلية باحيائها الثلاثة حي الشركس ويشكل وسط البلد كله والجهات الشرقية والجنوبية منه وحي (العفيشات) على التلة الغربية وحي المسيحية في الشمال الشرقي من البلدة والمناطق الجديدة مثل منطقة ناعور الجديدة ومعظم سكانها من عشيرة السواعير (العجارمة) ومنطقة الدير شمال حي المسيحية ومنطقة البيادر جنوب البلدة ومنطقة شارع السلام شرق البلدة ومنطقة عين الكبرى وسكان هذه المناطق الجديدة ينتمون لمختلف العشائر والعائلات الناعورية. ومن الجدير بالذكر ان المجلس القروي لناعور قد تحول الى بلدية في عام 1961م. وتمتاز ناعور بشجر اللزاب والصنوبر وكان يوجد بها (13) عين ماء صالحة للشرب اشهرها عين الكبرى وعين الشركس الصغرى وعين الشركس الكبرى (عين الخشبة) وعين المسيحية وعين جاموس وعين وادي السير ويوجد في منطقة ناعور العديد من الجمعيات الخيرية منها الجمعية الخيرية الشركسية وجمعية سيدات ناعور وجمعية احياء تراث ناعور وفيها العديد من الدوائر الحكومية والمساجد والمدارس وعدد من الشركات والمصانع والكثير من المزارع المختلفة. جولة الشاهد الشاهد بدورها قامت بجولة في منطقة ناعور للحديث عن نقص الخدمات الاساسية التي ينتظرونها من زمن والتقت مجموعة من المواطنين لتعرف منهم اهم المشاكل التي تواجههم. المواطن بسام مشاعلة قال انه قام بتقديم شكوى الى بلدية ناعور بسبب انارة الطرق الموجودة في الشوارع والطرق الفرعية التي يوجد فيها اشارات ضوئية معطلة مما يسبب العديد من الحوادث في هذا الشارع. واضاف بسام ان بعض خطوط شبكات الصرف الصحي معطلة وهذا ادى الى تدفق المياه العادمة عليهم وقال بسام ان المدرسة بعيدة جدا عن منازل الطلاب ولا يوجد هناك اي حدائق ومراكز للشباب في المنطقة.
شكاوي دائمة
المواطن محمد ابو هاني تحدث عن سلبيات البلدية التي توجد بالمنطقة ورفضها للشكاوي على موضوع الايجارات بشكل عام وتحدث عن الاشارات الضوئية المعطلة ولا يوجد جدوى من اصلاحها بعد العديد من المطالبات باصلاحها وانقطاع الكهرباء بشكل متواصل ويوجد الكثير من المطباة في الشارع وان الخدمات التي يقدمها المركز الصحي هي اولية وليست شاملة.
مدارس المنطقة
الاستاذ منير مدرس لغة عربية في مدرسة حسبان الثانوية ويقول ان الطلاب يقطنون بعيدا عن المدرسة ويوجد نقص في الغرف الصفية ولا يوجد مدافىء في فصل الشتاء ويقول منير انه وعند خروج الطلاب من المدرسة يقومون برمي النفايات الموجودة في حرم المدرسة الى خارج الاسوار ويقومون بحرقه مما يسبب تلوثا كبيرا في المنطقة واضاف منير ان المركز الصحي لا يشمل كل حالات المعالجة ويقومون بتحويل المواطنين الى المستشفى وعدد الاطباء لا يكفي لمعالجة المواطنين ويوجد نقص في عدد الاطباء التخصصي. واما عن تعبيد الطريق فيقول منير انها الاسوأ في هذه السنة والسنوات السابقة شهدت تعبيد طرق بشكل قوي وجيدة.
انتشار النفايات
واما عن النظافة فيقول منير ان سيارة النفايات تتأخر عندما تأتي الى المنطقة لجمع النفايات مما يسبب روائح كريهة وانتشار الجراذين والفئران حول النفايات وان خطوط المواصلات (النقل) سيء جدا.
بلدية ناعور
الشيخ محمد عبدالعزيز عضو في بلدية ناعور قال ان المدرسة في منطقة حسبان بحاجة الى غرف صفية وبحاجة الى صيانة لانها اصبحت قديمة وبحاجة الى ساحة للطلاب حتى انهم لا يستطيعون التحرك فيها بشكل اوسع وبحاجة ايضا الى ملعب خماسي للمدرسة وتدفئة داخل الغرف الصفية ويوجد نقص في التخصصات الاكاديمي في المدرسة مثل تخصص (الادارة المعوماتية).
المركز الصحي
واما عن المركز الصحي في المنطقة فانه يعتبر مركزا اوليا وليس شاملا ومضى على انشائه اكثر من (55) سنة وطالبت البلدية وزير الصحة باعادة بنائه وتحويله الى مستشفى ووعد الوزير بان يرسل باص يسع ل (12) شخصا ليتم نقلهم الى هذا المستشفى على حساب الوزارة وعيادة الاسنان بالمركز ينقصها غرفة محسنة للاشعة وينقصها ايضا جهاز تصوير للاسنان. وطالب الشيخ محمد بان تقوم الوزارة بتوسيع هذا المركز ليتحول الى مستشفى بالاضافة بالمطالبة بوجود مركز للدفاع المدني ولا يوجد اي اهمية لهذا الموضوع رغم الحرائق التي تحصل بشكل مستمر في المنطقة وفي حين ان هناك حالات طوارىء في المنطقة يستدعون دفاع مدني من خارج المنطقة فعند وصوله الى المنطقة يكون المريض قد فارق الحياة. واما عن مراكز الشباب الثقافية فنحن نطالب بان يكون هناك برامج توعوية وثقافية يتم تقديمها للشباب دورات ومحاضرات عن (المخدرات، الجرائم وانحرافات الشباب). عاطف شيحان يقول ان المنطقة لا يوجد فيها العدد الكافي من المساجد وان المسجد الموجود بعيد جدا عن مساكنهم.
مشاكل المنطقة
ومن خلال اللقاءات التي قامت الشاهد بالاستماع الى مطالب المواطنين والنواقص استطعنا ان نخلص الى نتيجة وهي ان منطقة ناعور تعاني من تلوث بيئي بسبب قيام المشاريع الخاصة في المنطقة بطرح مخلفاتها داخل الاحياء السكنية من اتربة ومخلفات البناء التي تطرح في الشوارع بالاضافة الى ان اصحاب محال الدواجن الحي لا يتخلصون من المخلفات الناتجة عن محالهم بل يضعونها امام المحال وفي الشوارع القريبة منهم كما ان الكثير من المركبات تأتي في ساعات الليل المتأخر وتطرح النفايات فيها حتى يختصروا مسافات للاماكن المخصصة لها. وعلى صعيد اخر تكثر في منطقة ناعور شركات ومصانع الادوية وهذه تشكيلة اخرى لانها مصدر للتلوث في المنطقة ومصدر للروائح الكريهة ايضا كما تعاني الاحياء السكنية والشوارع الرئيسي من تقصير من قبل البلدية فعمال الوطن وناقلات النفايات تتواجد بشكل منتظم ومستمر في اداء عملهم فالحاويات دائما ممتلئة بالنفايات ومصدر للحشرات والقوارض والروائح الكريهة تغص شوارع ناعور بالحفر العميقة والتي ادت الى حدوث الكثير من الحوادث والتي لا يمكن تفاديها بسبب هذه الحفر وبخاصة في الشوارع الحيوية،. وان الكثير من هذه الحفر هي نتيجة حفريات سلطة المياه وان كثيرا من الاضرار اصابت مركباتهم بالاضافة الى تطاير مخلفات الدواجن الى البيوت والمحال التجارية الاخرى وبخاصة المخابز التي تلوث العجين وبالتالي يصبح الخبز محتويا على الريش وغيره. هذا بالاضافة الى انتشار محال الدواجن (النتافات الحية) بين البيوت السكنية والمحال التجارية ووضع هذه المخلفات امام المحال الامر الذي سبب روائح كريهة وتكاثر للذباب وانواع اخرى من تأثير على الزبائن ونظافة هذه المطاعم وعلى صعيد اخر لفت الاهالي الى ان مشكلة التسول حيث يتواجد في المنطقة عشرات المتسولين والذين يمارسون التسول دون ادنى خوف من الجهات المسؤولة وحملوا وزارة التنمية الاجتماعية مسؤولية انتشارهم وما ينتج من ازعاجات نتيجة ضعف الرقابة.