نبيل صالح شقير
ما تزال الأزمة السورية والأوضاع بها يسيطر عليها طابع العنف وسياسة اللاعودة وكل طرف يريد أن يحسم الموقف لصالحه وبطريقته الخاصة بدلا من الحل السياسي، ان الجماعات المسلحة التي تتلقى الدعم من سلاح وأموال من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة ومن دول عربية نفطية ويظهر ان تلك الدول يئست من تحقيق مخططها أو أي إنجاز سوى تدمير سوريا وبنيتها واقتصادها وتشريد شعبها وتركت الدور لتحقيق هذه الإنجازات لتركيا مع التحرش والإستفزاز على الحدود مع سوريا بسبب بعض القذائف التي سقطت بطريق الخطأ على قرية تركية أوقعت بعض الضحايا الأبرياء مع أن هذه القذائف ممكن أن يكون مطلقها ما يسمى بالجيش الحر خاصة أنهم يدعون بأنهم يسيطرون على بعض المناطق الحدودية مع تركيا نتيجة الدعم من الولايات المتحدة لتقوم بدور التحرش وإثارة الفتنة بين البلدين وهو بحد ذاته دور فخري لمن يدعون الحكم بإسم الدين الذي هو منهم براء وكذلك تشجيع ودعم كل الجماعات والحركات والعصابات التي تدعي الإسلام وتستغله للقيام بما يسمى بالجهاد بسوريا. إن ما تقوم به تركيا هو الهاء الجيش السوري عن معركته بالوقت الحاضر ضد كل هذه الجماعات والعصابات المسلحة وأعوانهم تحت ما يسمى بالجيش الحر الذي عاث بالأرض فسادا وقتلا وتدميرا مما دعا بالجيش السوري لمقاومتهم، وحتى تركيا البلد الكبير والواسع والإمكانيات والموارد استوعب كل من لجأ إليه طلبا للأمن والحماية نتيجة الظروف التي يمر بها في بلده وكل ذلك على حساب الشعب الأردني وأمنت لهم المسكن والغذاء والماء والكهرباء والدواء ومع فقره بالمياه وحتى بعض المجموعات منهم لم يعجبه الوضع القائم بالمخيم فقاموا بعمليات احتجاج واستفزاز لقوات الأمن ولمن يقدمون المساعدة من مختلف الكوادر والأردن لم يأل جهدا بإقناع المجتمع الدولي بمديد المساعدة حتى يستطيع استيعابهم مع أن الأفضل للأردن بأن يعيد لبلده كل من لم يعجبه الوضع وان لا يضع يده بيد من خرج من بلاده وهو متنكرا لها وناكرا للجميل وكل يوم يرتمي بأحضان من سببوا هذه الأزمة ببلاده. ان ما تقوم به تركيا من محاولة فتح جبهة جديدة هو الإستفزاز بعينه وهو يكرس المؤامرة الدنيئة على سوريا ولتعلم تركيا بأن كل الدول لها مناخ وفصول من جملتها الربيع وممكن أن يأتي يوم ويكون به الربيع تركيا بدلا من اعتبار النموذج التركي بالحكم صالحا لكل الدول العربية وعلى نهج جماعة الإخوان المسلمين والتيارات الدينية المتشددة الأخرى.