الشاهد -
بعد كل ما مررنا به من احداث وخسائر بالارواح والممتلكات
الشاهد - نظيرة السيد
انتظر الاردنيون في الايام الاخيرة ان تجري الحكومة (ان لم تتغير) تعديلا وزاريا يشمل الكثير من الوزارات الخدماتية التي تتحمل مسؤولية مباشرة في ما حدث من احداث مفاجئة في الاونة الاخيرة، وقد انتظر الاردنيون ان يطال التعديل اسماء بعينها ومنها وزراء كانوا على تماس مباشر ولهم علاقة في التقصير الذي حصل خلال العاصفة والفيضانات المائية التي اجتاحت العاصمة. هؤلاء الوزراء وبعد ان هدأت الاحوال الجوية وخسرنا ما خسرناه من ارواح وممتلكات بملايين الدنانير، بعض وزرائنا ومسؤولينا حطوا اللوم على المواطن ومنهم وزيرة التنمية الاجتماعية التي لامت ساكني التسوية و،سالكي الانفاق وقالت ان هذه مسؤوليتهم. اما امين عمان فهو ايضا لم يكلف نفسه بالترحم حتى على الضحايا وقال ان سبب الفيضانات وغرق العاصمة يتحمل ايضا مسؤوليته المواطن وان استخدام التسويات والطابق السفلي كسكن للمواطنين امر مخالف لانظمة وقوانين الامانة والرخص الممنوحة من قبلها، ونسي معالي الامين انه وبطانته هم من سمحوا بهذه المخالفات عن طريق منح الرخص وهم يعون تماما ان المباني مخالفة او انهم غضوا النظر عن المخالفين. هذا من جهة اما من جهة اخرى فان الامانة تتحمل المسؤولية كاملة وخاصة انسداد المناهل ومجاري تصريف المياه لاننا كاعلاميين طالما نبهنا لمثل هذه الكارثة وقلنا ان المناهل مغلقة في ارقى احياء عمان فكيف بها في الانفاق والوديان والمرتفعات، نعي تماما ان العاصفة الرملية التي سبقت الامطار كان لها دور في انسداد بعض هذه المناهل لكن منظر العمال ورجال الامن الذين كانوا بايديهم وبكل ما اوتوا من قوة يحاولون فتح هذه المناهل المحكمة الاغلاق والتي مر عليها سنوات دون ان تفتح وبعد هذا كله يأتينا معالي الامين ليضع اللوم على المواطن ولا يفكر حتى بالاعتذار او وضع اللوم على نفسه ونحن نعرف ان هذا لن يحل المشكلة لكنه من قبيل المشاركة والاحساس مع المواطن. اما وزير اشغالنا السيد سامي هلسة فايضا لم يكن موقفه باحسن حال من زملائه الوزراء فها هو يصرح عبر شاشة التلفزيون الاردني ان وزارته متابعة لما جرى على ارض الواقع من فيضانات في العاصمة عمان ومنطقة الاغوار ايضا وقال ان الوزارة بصدد التعاقد مع خبراء من الخارج للتغلب على مشاكل تصريف المياه والفيضانات التي تفاجئنا بها وكأن الاردن لا يوجد به مهندسون وخبراء ومصممون يعرفون واقع المشكلة ويتمكنون من حلها، واذا كان هذا بالفعل ما يحدث فلماذا تكتظ وزاراتنا الخدماتية وامانة عمان بالمهندسين والخبراء وما هو الشغل الشاغل لهم. اما ارصادنا الجوية الموقرة فانها وبعد نقاش وسجال مع المسؤولين في الوزارات وامانة عمان قالت انها حذرت من هذه الاوضاع الجوية المفاجئة وطالبت المواطنين عدم تعريض ارواحهم للخطر وتجنب الطرق الخطرة والوديان والانفاق الامر الذي نفاه مسؤول في الامانة كان يحاور الراصد الجوي رائد خطاب عبر احدى وسائل الاعلام لكن خطاب اقنعه ان الارصاد الجوية حذرت لكن الموجة كانت اقوى من توقعاتها كما لام مسؤول في الامانة وزير التربية وقال ان ترك قرار تعطيل مديريات التربية منوط بالمدراء هو الذي فاقم الازمة وادى الى تعريض ارواح كثيرة للخطر وانه كان من المفترض ان يصدر امر من جهة واحدة بتعطيل المدارس وهذا ما لم تراه وزارة التربية مناسبا لانها ليست الجهة المعنية بترقب الحالة الجوية المفاجئة وهي التي يجب ان تحذر لتفادي تعريض ارواح الطلبة للخطر. كل هذا السرد لما حدث ويحدث في الاردن من مشاكل (لم نأت على ذكرها جميعا لأن بعضا منها فردي اما مشكلة الفيضانات التي حدثت وحصدت ارواحا وكبدتنا خسائر فهي الاولى بالاهتمام لانها عامة وتهم كل مواطن) يأتي رئيس حكومتنا ويجري تعديلا طفيفا على وزارته ليطال وزراء غير معنيين بما دار على ارض الواقع وان هذا التغيير تم لاعتبارات كثيرة ورغم اننا نعرف ان حال الموازنة العامة لا يسر عدو ولا حبيب وحال النقل ايضا حدث ولا حرج الا ان لسان حال الاردنيين يقول انه تعديل وزاري باهت وليس له معنى ولن يحظى بقبول او يسكت الشارع الاردني.