بقلم : د. عائشة الخواجا الرازم
يمكن الموضوع مش قد المقام ... وخاصة في ظل احتراق الوطن وأصحابه تحت نير المجتمعات التي تحبس وتغرم وتوقف مواطنها نتيجة دعسه على سيجارة في بلده أو رميه كتلة ورد جافة من نافذة سيارته على طريق وطنه ... فيصبح كل مواطن مع تطبيق القوانين ضده وضد أضخم رأس في دولته قاضيا وحاكما وشرطيا ... ويستطيع أن يطلب من كل مخالف أن يرفع نفاياته فورا ويزيلها بيديه ويدفع المخالفة الكبيرة التي تتجاوز في بعض البلدان ألف يورو مع توقيف ...!!@
تجارنا يعمهون ويتبغددون ويتدمشقون ويحتقرون عاصمتنا ويبصقون زبالتهم واوساخهم ومكارههم في أبصار الناس بوقاحة منقطعة الشكل والتشبيه. ..
أين المساءلة الحاذقة القانونية التي تجرجرهم ومن لحاهم تسحب حق العاصمة أو الوطن النازف تحت مقاصاتهم وخزناتهم الفائضة بذرائع الإستثمار في الأردن. ..
لم تكن العاصمة في يوم من الأيام مزبلة للمستثمرين المستغفلين أمانة عمان عينك عينك إلا بعد إن ركبتهم الحكومة على ظهرها أقصد على ظهر البلد وشعبها الملخوم ... شعبها الحائر بين ضياع شخصيته وبين ضياع حقوقه بالعيش والسكن البيئي النظيف وبين لهف المستثمرين للأخضر واليابس بحجة دعم الإقتصاد والاستثمار. ..
وأقسم بالعلي العظيم أن ألاموال المتأتية عن الخزعبلات الحكومية الرسمية بقوانين دعم المستثمرين والتطبيل على أقفيتهم ... لم تصب إلا في مكاره الحرام والفساد واللهف والحرمنة والشيطنة الفردية للمتنفذين الواقفين فاتحين سراويل جيوبهم لحشو الفيء والأنفال وبعض السبي ....لأن هذا الوطن لم يعد يصلح في ضمائرهم إلا للتنطع بالجيوب المتلئة بحرام وشعار أضرب واهرب ( kill and Fill ) ينفذونه على اكمل وجه رسمي !
واقسم ان الملايين المملينة التي يكوشون عليها بحجة دعم الخزينة وسلة العملات لم تصب في نظر المواطن ولا صحن عجينه إلا المرض والسم والقرف واللخمة والزبالة والأمراض النفسية التي جعلته يتحسر مجهولا مذهولا أمام عمائر الاستدمار ويذرف الدمع كيف ضاعت البلد ؟
وكيف أصبح الشاب الطبيب والمهندس والضابط والطيار وحامي الديار والشاب المتفوق العلامة والعامل ليل نهار مشردا. ... لا يجد خشة يأوي إليها بينما متر الأرض ارتج في زلزال الهبش والنبش ورفع عصا الملايين لتصب في جيوب وقلوب السماسرة ...
سماسرة الغلو والفحش برفع أسعار الوطاة التي لا تحوي السماسرة إلا بالوفاة. ..
هؤلاء ... عبثوا وما زالوا يعبثون كل لحظة ... يبدعون بعبقرية شيطانية كيف يعيثون فسادا ويلهفون حليب البقرة المريضة من أثدائها النازفة وهي في حمى النفاس دون أن يستشعروا أن البلد هي كائن حي بشعب يريدون له أن يخون هذا البلد ويتعلم الخيانة على أيدي أساتذة السمسرة الوسخة الصديدية!!!....