موسى سمحان الشيخ
في حياتنا اليومية أمور كثيرة تستحق الوقوف أمامها تأملها، تفحصها، وهي لكثرة تكرارها تصبح ظواهر إجتماعية أو شبه إجتماعية، أو على الأصح تصبح مشاكل حادة، عوائق ضد التطور والمضي إلى الأمام، فمثلا ومما حدث معي بالذات، ذهبت إلى إحدى الوزارات العتيدة والتي يؤمها مئات المراجعين اليوميين، ذهبت لأدفع نقودا لغرض ما، كنت أظن أن العملية لن تستغرق أكثر من خسمة عشر دقيقة، لأجد أنني كنت واهما، لأجد أننا في عصر الإنترنت والتكنولوجيا نعود إلى الوراء إن لم يكن إلى وراء الوراء، فعملية دفع خمسة عشر دينارا، تحتاج إلى المرور بأربعة موظفين وموظفات وبشهادة أربعة شاشات "لا أدري ما هي مهماتها بالضبط" بالإضافة إلى أربعة تواقيع وهناك الختم الرسمي يوما ما وقبل وصول الإدارة إلى هذا المستوى من التقدم كانت عملية كهذه تستغرق بالكاد عشرة دقائق إلى الوراء سر.. تراجع.. تراجع وعلى المواطن البائس من أمثالنا أن يدفع الثمن ومع هذا فهناك من يزعم أننا نتقدم خرجت لأبحث عن تكسي يوصلني إلى حيث يجب أن يصل إيصال الدفع، وكانت رحلة العذاب مع تكسيات العاصمة النظيفة جدا ببركة أمانة عمان في ثوبها الجديد إذا كنت معمرا مثلي لن تجد من يحملك حتى لو دفع ثلاثة أضعاف التسعيرة، عشرات التكاسي تمر من أمامك ولا أحد يلتفت إليك مع أنها فارغة، فارغة تماما، السائقون أغلبهم حتى لا نظلم المحترمين منهم، يبحثون عن ركاب معينين أو عن فئات معينة من المواطنين بالتأكيد لسنا من بينهم، ألا يوجد رادع لهؤلاء، الا توجد طريقة ما لإعادة هؤلاء لجادة الصواب؟، مثالان يؤكدان أننا ما زلنا في البداية، وحتى لا نقول في بداية البداية، مع أنني أرى أحيانا نصف الكوب المليان.