المحامي موسى سمحان الشيخ
الانتفاضة الثالثة تخطو للامام، الوضع العام في فلسطين، كل فلسطين يؤكد حتمية وضرورة الانتفاضة، وبالمناسبة فتاريخ شعب فلسطين منذ تموضع السرطان الصهيوني على ارضها هو تاريخ ثورات وهبات وانتفاضات، الحرب مستمرة لان الاحتلال موجود ويغير في كل لحظة طبيعة وجغرافيا وتاريخ فلسطين، الدوابشة، ابو خضير تدنيس الاقصى ومحاولة فرض التقسيمين الزماني والمكاني، عوامل وظواهر تؤكد طبيعة هذا الاستعمار الاستيطاني، الاستيطان، الحواجز، هدم البيوت، حصار غزة، استعباد المواطن الفلسطيني كلها عوامل دفعت وتدفع لقتال العدو وبشكل او بآخر، اوسلوا ودعاتها ورموزها، التفاوض وتداعياته، التنسيق الامني، ترهل السلطة وارتباطاتها العربية والدولية الرسمية عوامل تعيق الفعل الثوري، تخنقه، وهي في الحقيقة تدفع به للامام، الانتفاضة الثالثة برميل بارود. هناك من يخاف اليوم من عسكرة الانتفاضة وهناك من يخاف ايضا ان يكون مصيرها كمصير الانتفاضتين الاولى والثانية، وهو خوف مشروع وفي محله من حيث النتائج والتداعيات، لكن واقع الانتفاضة الثالثة من حيث ظروفها وادواتها وواقع الامة العربية - وبالمناسبة فان تحرير فلسطين مهمة عربية واسلامية بقدر ما هي فلسطينية وهذه حقيقة يجب ان تدرك ويبنى عليها فاستقلالية القرار الفلسطيني وظلت يوما على طريقة كلام حق يراد به باطل، الفلسطينيون وفي ميثاقهم الوطني عام 68 وفي المادة 9 اكدوا (الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين) وهو استراتيجية واضحة، وليس تكتيكا بائسا وعاجزا كما في ادبيات الموقف الرسمي الفلسطيني، هنا دعوة واضحة للثورة الشعبية والمسلحة واليوم نجد وبالاحصائيات الميدانية ان مؤيدي وداعمي الكفاح المسلح كما رصدتها الاشهر الثلاثة الاخيرة ارتفعت من 36٪ ثم لاحقا 42% كما في شهر ايلول لتصل قبل بزوغ فجر الانتفاضة الى 57% الشعب اذن يريد انتفاضة شاملة شعبية واشكال اخرى تتصاعد بالتدريج لتصل للكفاح المسلح الذي لن يهزم العدو او يقهر بدونه، هو خوف اذن في غير محله اوسلو الفلسطينية كما كامب ديفيد ووادي عربة فرطت بكل الثوابت وها نحن ندفع الثمن. شباب الانتفاضة - وهم شباب مميزون ومخلصون - يخوضون معركتهم وبغض النظر عن الوضع العربي الرسمي المتهالك وانسداد الافق امام المواطن العربي وبغض النظر عن التنازلات التي تقدمها السلطة في كل يوم، هؤلاء الشباب يرون الوضع الصهيوني المتهافت والضعيف على حقيقة، اصواتهم، سكاكينهم، رجولتهم، تخيف المحتل الم يهزم المحتل مرتين في جنوب لبنان، الم يهزم ثلاثة مرات في غزة امكانية دحر الاحتلال واجباره على الرحيل عن القدس واطلاق سراح الاسرى ووقف بناء المستوطنات والاعظم قادم لا محالة.