الشاهد - في السنوات الأخيرة رفعت الممثلة الأمريكيّة-الإسرائيليّة ناتالي بورتمان من وتيرة انتقاداتها لدولة الاحتلال والتحدّث عن القضية الفلسطينيّة، وبالمثل، شاركت بورتمان متابعيها على وسيلة التواصل الاجتماعيّ (انستغرام) حقيقة ما يحدث من استيلاء على أراضي الفلسطينيين في حي الشيخ جراح، حيث قدّمت معلومات عن العائلات المهددة بالإجلاء من الحي الواقع بالقدس المُحتلّة.
ورفضت الممثلة الأمريكيّة، الإسرائيليّة الأصل بورتمان، حضور حفلٍ في دولة الاحتلال لتسلم جائزةٍ رفيعةٍ قيمتها مليون دولار أمريكيّ احتجاجًا على سقوط قتلى وجرحى جراء إطلاق الجيش الإسرائيليّ النار على متظاهرين فلسطينيين خلال التظاهرات التي عمّت الجدار الحدوديّ في غزّة.
وقال وكيل أعمال لبورتمان إنّها تأثرت بالأحداث الأخيرة في إسرائيل وقطاع غزة ولا تشعر بارتياح لحضور حفل توزيع جوائز (غينيسيس برايز). وقتل في تلك الأحداث 36 فلسطينيًا وأصيب أكثر من 1600 برصاص جيش الاحتلال الإسرائيليّ منذ بدء تظاهرات في قطاع غزة في 30 آذار (مارس) 2018 للمطالبة بعودة اللاجئين وإزالة السياج الحدودي، وقال منظمون للحفل إنّهم يحترمون قرار بورتمان ويقدرون إنسانيتها.
من هي ناتالي بورتمان؟
ناتالي بورتمان، 42 عامًا، ممثلة ومخرجة أفلام ومنتجة، تحمل الجنسية الأمريكيّة والإسرائيليّة، وشاركت في أفلام عدة من بينها فيلم (حرب النجوم). ولدت في التاسع من حزيران (يونيو) من العام 1981، لطبيبٍ إسرائيليٍّ وزوجته الفنانة الأمريكيّة، وتحافظ على جذورها الإسرائيليّة.
وقد أدت بورتمان أدوارًا صعبةً منذ أوّل عملٍ لها عندما كانت في الحادية عشرة، واشتركت في تمثيل فيلم (المحترف)، الذي يحكي قصة قاتل محترف يصبح معلمها الشخصيّ.
وفي عام 2011، فازت بورتمان بالأوسكار كأفضل ممثلة عن دورها في فيلم “البجعة السوداء”، كما حصلت أيضًا على جائزة “غولدن غلوب”.
وكانت بورتمان قد تعرضت لانتقادات اليهود المتشددين لدى عودتها للقدس، مسقط رأسها، عام 2014 لبدء تصوير أول عمل تخرجه للسينما، وكان فيلمًا مقتبسًا عن روايةٍ للكاتب الإسرائيليّ عاموس عوز “قصة حب وظلمة” التي فازت بجائزةٍ أدبيّةٍ في عام 2002.
وقد ترجمت الرواية من العبرية إلى 28 لغة أخرى، وهي قصة مؤثرة تتناول فترة طفولة عوز في القدس في الأربعينيات والخمسينيات، قبل إعلان دولة إسرائيل وبعدها.
وأدت بورتمان في الفيلم دور أم عوز، التي انتحرت عندما كان ابنها في الثانية عشرة، وقد أثار تصوير الفيلم، في عدة أزقة ضيقة في منطقة نحلؤوت، التي تحولت إلى سابق عهدها خلال فترة الانتداب، غضب بعض اليهود الأرثوذكس المتشددين في الحي.
وقد أعلنت بورتمان مؤخرًا أنّ النظرة الجنسية لها وهي في سن المراهقة جعلتها تفكر بعناية في اختيار أدوارها السينمائية.
وقالت: “شعرت بحاجةٍ إلى تغطية جسدي والتحكم في ردود فعلي وعملي”. وأضافت: “ساعد التحكم في ردود فعلي، تجاه أقل تعليقات بشأن جسدي وحتى تعليقات انطوت على تهديدات أكثر، في ضبط سلوكي في بيئة تتسم بالإرهاب الجنسي”.
وأشارت إلى أن هذه التجارب جعلتها تفكر بنظرةٍ جديدةٍ كليًا بشأن أدوارها السينمائية التي تقبل المشاركة فيها.
وكانت مؤسسة (غينيسيس برايز) أعلنت عن إلغاء حفل توزيع الجوائز الذي عقد في إسرائيل في حزيران (يونيو) من العام 2019، بعد أنْ قالت الممثلة ومخرجة الأفلام والمنتجة التي تحمل الجنسية الأمريكيّة والإسرائيليّة ناتالي بورتمان، إنّها لن تشارك بسبب الأوضاع التي تشهدها إسرائيل والأراضي الفلسطينية أخيرًا.
ومن دون أنْ تتجرد من ديانتها اليهودية ولا جنسيتها الإسرائيليّة، انتقدت الممثلة بورتمان بشدة قانون القوميّة اليهوديّة الذي أقرته إسرائيل في أيّار (مايو) من العام 2018 واصفةً إياه بالعنصريّ والخاطئ.
وينص قانون القومية الذي أقرّه الكنيست على أنّ إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهوديّ، وأنّ القدس عاصمة إسرائيل، ولغتها الرسمية هي العبرية بعد أنْ كانت العربية شبه رسمية. ويُشرع القانون الاستيطان إذ ينص على أنّ “تنمية الاستيطان اليهودي من القيم الوطنية، وستعمل (إسرائيل) على تشجيعه ودعم تأسيسه”.
وأكّدت أنّها تعمل من أجل تحقيق الحرية والعدالة والمساواة للشعب الفلسطينيّ في الوطن والشتات، قائلةً إنّ بإمكانها انتقاد القيادة الإسرائيليّة دون أنْ تدعو العالم لمقاطعة الدولة نفسها.
وتأتي انتقادات بورتمان لاعتقادها بأنّ سوء مُعاملة الفلسطينيين لا تتماشى مع “قيمها اليهودية”، لافتةً إلى أنّها لن ترضى بالعنف والفساد وعدم المساواة وسوء استخدام السلطة، على حدّ تعبيرها.