بقلم عارف العتيبي
منذ سنوات عجاف زادت على القرن من الزمن، والعالم الغربي ينظر الى ارضنا ومن عليها، انها مورد رزق ومحطة تجارب لاسلحتها وذخيرتها، وموقع مناسب لجمع الفضلات واتلافها على ارضنا. في غفوة الاحرار، تمكن الاستعمار من السيطرة على حريتنا وسلوكنا وسخرها في خدمته، مستغلا موقعنا الجغرافي ومواردنا الطبيعية والمنافذ البحرية التي تربط شرقنا بغربهم، فاقاموا دولة اسرائيل العنصرية على انقاض خيبتنا وترددنا وخوفنا على مصالحنا الشخصية. بهذا الزرع الحرام للكيان الصهيوني في الجسم العربي، تمكن هذا الغرب من خلق قاعدة امامية، وموطىء قدم لزحفها عند الحاجة. لقد قالها صراحة (ماكس نوردو) حين خطب في ذكرى وعد بلفور عام 1919 امام بلفور ولويد جورج رئيس الحكومة آنذاك، حيث قال: (نعرف ما تتوقعون منا .. ان نكون حرس قناة السويس، علينا ان نكون حراس طريقكم الى الهند عبر الشرق الادنى، نحن على استعداد لتنفيذ ذلك، عليكم مدنا بالدعم لنصبح قوة تستطيع تحقيق ذلك. لا احد ينكر بان وعد بلفور قد اخذ طريقه بالحراب البريطانية والغدر الذي اوجد بيننا هذا الكيان، مما امن على الاقل في القرن الماضي والحاضر موارد الرزق التي ينعمون بها على حسابنا هناك في الغرب. واما حقل التجارب العربي للاسلحة الفتاكة، فقد امن دراسة وافية للخبراء والعلماء وارباب الصناعة هناك بعد ان قدم الضحايا الكثر من النساء والشيوخ والاطفال هدية لهذه الدراسات. وآخر الهدايا الامريكية للكيان الاسرائيلي هو الغاز السام الذي تستخدمه عصابات البغي والشر ضد اهل الانتفاضة على ارض فلسطين المحتلة. يدعونها قنابل مسيلة للدموع وثبت للمجتمع الدولي بانه غاز ثمين اذا استعمل في الاماكن الضيقة، وهذا التأكيد تم بعد موت عشرات الضحايا واجهاض عدد كبير من النساء الحوامل. لقد كان لاحتجاج رئيس لجنة الصليب الاحمر الدولي (كونيليو سوماروغا) في جنيف خير دليل على سياسة امريكا اللتي لا تريد الخير الى كل العرب وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني. اما المجال الثالث لهذا الغرب على ارضنا في الشرق الاوسط، فهو ايجاد هذه الرقعة من العالم على انها افضل مكان في العالم لزمن النفايات النووية والساحة على حساب صحة الملايين من الناس لغياب الرقابة وتآمر بعض الاشخاص من اجل مكاسب خاصة. لقد استوعبت الارض العربية وشواطئها 17 مليون طن من النفايات السامة، وهذه المواد السامة تؤدي سنويا الى اتلاف 5 ملايين طن من الاسماك والثروات المائية بالاضافة الى تعرض السكان نتيجة هذه السموم الى العاهات الوراثية والامراض الخطيرة التي لا شفاء منها. ثلاثة حقائق يعيشها العرب في وضعهم المزري الى انخفاض حائط ردعهم ودفاعهم بوجه التحديات الزاحفة. اسرائيل واسلحة امريكا ونفايات الغرب المسمومة هي من نصيبنا، وندعو الله ان يجنبنا مزيدا من المخاطر التي تعد لنا في المستقبل نتيجة الضياع وفقدان الارادة التي تعيشها هذه الامة، الى ان نصل الى درجة عالية من الوعي والتصميم ووحدةج القرار، وارتفاع خط الدفاع والردع والامان.