صعد إمام مسجد في مدينة الرملة بالداخل الفلسطيني المحتل منذ عام 1948 ليلقي خطبة الجمعة أمس 13 يناير/كانون الثاني 2023، ليفاجأ المصلون بنزوله من على المنبر بعد نحو دقيقة واحدة فقط من صعوده.
وبثّت وسائل إعلام فلسطينية مقطع فيديو لخطبة الجمعة القصيرة جدا بمسجد عاطف الجاروشي في حي الجواريش، التي تحدث فيها الشيخ أحمد أبو عبيد عن قتل خمسيني يعمل في تنظيف المسجد.
الخطيب قال مستنكرا "لو كان الواحد منكم مكاني الآن عن ماذا يتكلم؟ أنا ليس عندي شيء أقوله، ولا أستطيع أن أتكلم كلمة زيادة، عدا الذي حصل اليوم وهذه الكارثة والمصيبة".
وأضاف "اليوم الجمعة رجل قائم على تنظيف المسجد يُقتل على باب المسجد، على ماذا؟ لا أعرف، ويا مؤذن أقم الصلاة".
وقُتل علي الجاروشي في الخمسينيات من العمر في إطلاق نار بحي الجواريش في مدينة الرملة فجر الجمعة، في جريمة قتل هي الرابعة منذ مطلع العام الحالي التي تُسجل في المجتمع العربي بالداخل الفلسطيني المحتل.
وفي ظل استمرار تقاعس شرطة الاحتلال الإسرائيلي، تتصاعد جرائم القتل والعنف في الداخل الفلسطيني على نحو تسبب في فقدان الأمن والأمان الاجتماعي وتزايد مخاوف المواطنين من انتشار السلاح.
واحتجاجا على جرائم القتل، تخرج بين حين وآخر مسيرات ومظاهرات ببلدات الداخل الفلسطيني تطالب بمكافحة فوضى السلاح وسياسة اللاعقاب التي تجعل المجرمين في مأمن إذا سفكوا دم الفلسطينيين.
اعتصام ببلدة مجد الكروم يطالب بمكافحة فوضى السلاح والحد من الجريمة (الجزيرة)
وفي عام 2022 سجلت 110 جرائم قتل، كان من بين ضحاياها 12 امرأة و7 قاصرين و3 أطفال، وفق إحصاء أجراه ائتلاف حراك "نساء ضد السلاح"، بينما شهد عام 2020 مقتل 113 شخصا.
ومنذ عام 2000 قتل نحو 1700 عربي، وسط فوضى السلاح وتقاعس سلطات إنفاذ القانون وتواطؤ الشرطة الإسرائيلية مع عصابات الجريمة المنظمة التي تتغول وتسيطر على مفاصل الحياة لفلسطينيي 48.
وحسب تقديرات الشرطة الإسرائيلية، توجد قرابة 500 ألف قطعة سلاح في البلدات العربية من دون تراخيص. وبموجب الإحصائيات الرسمية وإقرار وزارة الأمن الداخلي، فإن مصدر 70% من الأسلحة في البلدات العربية بالداخل هو مخازن مقارّ الشرطة ومستودعات الجيش الإسرائيلي.