الشاهد - تمكن مجلس النواب الأمريكي أخيراً، وبعد 15 جولة تصويت، من انتخاب الجمهوري كيفين مكارثي رئيساً له، ما يعني أنه بات الآن بإمكان أعضاء الحزب الجمهوري البدء في خطتهم الرئيسية: "عزل الرئيس جو بايدن"، كما يوضح الكاتب والمحلل نوح بيرلاتسكي في مقال بصحيفة "إندبندنت".
ويرى بيرلاتسكي أن الجمهوريون "يريدون عزل بايدن بطريقة حزبية وغير شرعية لأنهم يريدون نزع الشرعية عن عملية العزل التي يكرهونها، لكونها استخدمت ضد الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، عندما ارتكب جرائم خطيرة".
أعذار واهية
ويشير الكاتب إلى أنه "ليس سراً أن العديد من أعضاء الأغلبية في مجلس النواب يريدون العثور على أي عذر لخلع بايدن من منصبه. وفي عام 2020، حتى قبل انتخاب بايدن، قالت عضوة مجلس الشيوخ عن ولاية أيوا جوني إرنست
https://www.bloomberg.com/news/articles/2020-02-02/ernst-warns-of-gop-push-to-impeach-biden-over-ukraine-if-he-wins#xj4y7vzkg إن الجمهوريين سيعزلون بايدن في أقرب وقت ممكن بسبب شيء يتعلق بتورط ابنه هانتر بايدن في أوكرانيا".
في عام 2021، هدد السيناتور ليندسي غراهام من ولاية كارولينا الجنوبية بايدن بعزله على خلفية سحب القوات الأمريكية من أفغانستان. وفي الأول من يناير (كانون الثاني) من هذا العام، غردت ممثلة جورجيا مارغوري تايلور غرين، حليفة مكارثي الرئيسية التي حاولت التقليل من أهمية الهجوم العنيف الذي تعرضت له العاصمة في 6 يناير (كانون الثاني)، قائلة إن عام 2023 "سوف يكون عاماً عظيماً لإدانة جو بايدن".
68% يرغبون بعزل بايدن
ويقول بيرلاتسكي إن رغبة الجمهوريين بخلع بايدن من منصبه لا تنبع من المنتخبين فحسب، إذ أظهر استطلاع للرأي أجري في شهر مايو (أيار) الماضي أن 68% من الناخبين الجمهوريين يعتقدون أن بايدن لا بد وأن يُعزل من منصبه.
جادل بارتون جيلمان بمقال في مجلة "ذا أتلانتيك"
بأن مساءلة بايدن من قبل الجمهوريين هي نتيجة طبيعية، أو رد فعل طبيعي لإنكار ترامب للانتخابات التي فاز بها بايدن، مضيفاً أن "الجمهوريون على عكس كل الأدلة، يرون أن بايدن رئيس غير شرعي سرق انتخابات 2020 على حساب مرشحهم ترامب، لذا يبدو عزله طبيعيا".
ويرى الكاتب أنه لا شك في أن ما ذكره جيلمان يعد جزءا من الحافز، لكن الجمهوريين يريدون أيضاً الانتقام لأن عملية العزل استخدمت مرتين ضد ترامب، إذ تم عزل الرئيس السابق مرة واحدة بسبب الكشف عن محاولته ابتزاز أوكرانيا لمساعدته في انتخابات عام 2020، ومرة ثانية بعد تورطه في محاولة انقلاب 6 يناير (كانون الثاني) العنيفة، واعتبر ترامب وحلفاؤه الإقالة إهانة شخصية للرئيس، لذلك هم يريدون الانتقام.
لعبة عادلة
ويعتقد الجمهوريون أن فعل الشيء نفسه عبر استغلال شرعية العزل "لعبة عادلة"، إنهم يريدون الحط من قدر القواعد الدستورية حتى لا يأخذها الناس على محمل الجد. وبهذه الطريقة، عندما يقوم جمهوريون مثل ترامب بعمل مروع مثل التخطيط لانقلاب، ويحاول السياسيون المسؤولون عزله، حينها يستطيع الجمهوريون أن يقولوا: "الإقالة مزحة حزبية".
واقتبس بيرلاتسكي عن الفيلسوف جان بول سارتر، الذي جادل بأن هذا النوع من السخرية المتعمدة من الفضيلة هو السمة المميزة لمعاداة السامية والفاشية، مشيراً إلى أن "الفاشيون المعادين للسامية يعرفون أن ملاحظاتهم تافهة وقابلة للطعن. ولكنهم يسلون أنفسهم، لأن خصمهم هو الذي يضطر إلى استخدام الكلمات بمسؤولية، لأنه يؤمن بالكلمات. بل إنهم يحبون التلاعب بالخطاب لأنهم بتقديمهم أسباباً سخيفة يشوهون مصداقية محاوريهم. وهم يبتهجون بالتصرف بسوء نية، لأنهم لا يسعون إلى إقناعهم بالحجج السليمة، بل إلى التخويف وعدم الانسجام".
ويرى الكاتب أنه بالنسبة للجمهوريين في هذه الأيام، فإن القانون الحقيقي والشرعي الوحيد هو أنهم يجب أن يحكموا، مشيراً إلى أنهم "يسعون إلى التخلص من الضوابط والتوازنات والعمليات الديمقراطية التي تعوق سلطتهم من خلال عزل بايدن، إذ يريدون إظهار ازدرائهم للضوابط والتوازنات الديمقراطية وللأدوات التي استخدمت لمحاولة محاسبة ترامب".