تفاوتت محطات نجاح الشباب الاردني على مختلف المستويات فهناك نجاحات مبهرة وجوائز عديدة حصدها الشباب على مستوى العالم والشرق الاوسط وخاصة في العمل الريادي والابتكار.

الشباب في هذا العام بعد انتهاء جائحة كورونا والاثر الذي تركته عليهم حاولوا ان ينهضوا بأنفسهم ويخرجوا من التراجع الذي شهدوه خلال هذه الجائحة.

تعد مشاركة الشباب في الحياة العامة انعكاسًا لمدى تقدم المجتمع، ونهضته في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وحيث أن دور الشباب ضرورة لإدامة التجربة الديمقراطية، وعامل مهم في التنمية السياسية، فإن من مهام منظمات المجتمع المدني تدعيم هذا الدور، والمساعدة في تعزيز مشاركة الشباب سياسياً وتنموياً واقتصاديًا، وفي نظرة سريعة نجد بأن عام 2022 كان شبابياً وبامتياز.

لقد تأثر الشباب في الأردن بشكل غير متناسب بجائحة كوفيد -19، حيث يعاني 80٪ من الخريجين الشباب من تخفيض في الأجور أو فقدان في الوظائف - لكن على الرغم من ذلك، فإن تصميمهم وإصرارهم على خلق مستقبل أفضل كان أقوى من أي وقت مضى.

وقالت تانيا شابويزات، ممثلة اليونيسف في الأردن: لقد كان الشباب في الأردن من بين الفئات الأكثر تضررًا جراء جائحة كوفيد-19 حيث عانوا من انقطاع في دراساتهم وزيادة في الأعباء المالية وتراجع الفرص الاقتصادية–لكنهم أظهروا مرونة كبيرة وقدرة على التحمل ودافعية نحو التغيير وكانت آمالهم كبيرة نحو المستقبل.

وحاورت $ مجموعة من الشباب النشطاء والعاملين في القطاع الشبابي والمختصين بمختلف القطاعات لتسليط الضوء على محطات نجاح الشباب في ٢٠٢٢.

الشباب والحياة الحزبية والسياسية

قال امين عام وزارة التنمية السياسية د.علي الخوالدة لـ $: اليوم و بعد اقرار توصيات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية واقرار التشريعات ذات العلاقة بتعزيز مشاركة الشباب في الحياة السياسية و خصوصا قانوني الانتخاب و الاحزاب واللذين تعطيان الشباب الاردني فرصا اوسع في الحياة العامة و في مجلس النواب و في عملية صنع القرار اعتقد بأن تطورا أوسع حصل على ضرورة المشاركة و تغييرا في سلوك الشباب الاردني نحو المشاركة في العمل الحزبي خصوصا في ظل تشريعات تحمي الحزبيين و خصوصا طلبة الجامعات و المؤسسات التعليمية.

واضاف الخوالدة: هناك مواد جديدة و مناهج في المدارس الاردنية لاكساب الشباب مفاهيم الديمقراطية و المواطنة و احترام التعددية والرأي و الرأي الاخر وكذلك تطوير مادة التربية الوطنية في الجامعات.

وبين ان هناك خططاً من أجل تحفيز الشباب و اكسابهم المعارف و المهارات والقيم التي تجعل مشاركتهم فاعلة وبنفس الوقت تقوم الاحزاب الحالية بالسعي للوصول إلى الشباب و محاولة كسب تأيدهم و عضويتهم للاحزاب.

وبينت استاذة العلوم السياسية في جامعة الشرق الاوسط اد. سحر الطراونة أن هناك دورًا منوطًا بالمؤسسات المختلفة لا سيما الجامعات في تحقيق التنمية السياسية وبناء اتجاهات إيجابية تسهم في انخراط الشباب والشابات ومشاركتهم في الحياة السياسية والحزبية ايمانًا بأن التغيير للأفضل لن يكون الا بأدوات الديمقراطية والمشاركة من خلال العمل الحزبي، وذلك لأن الجامعات مسؤولة عن قيادة حركة التغيير لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين، انطلاقًا من دورها التثقيفي المرتبط بدورها التعليمي من جهة وباتساع مفهوم الثقافة من جهة أخرى.

وقالت الطراونة: التنشئة السياسية ومن ثم المشاركة السياسية مرتبطة لحد كبير بالصورة السياسية التي يرسمها الفرد لنفسه ولنمط الحكومة التي يحب أن ينتمي اليها والتي تخلص الفرد من حالة الإحساس بالتناقض بين انتماءاته المختلفة وتعزز الهوية الوطنية.

ولأن الأحزاب تعد أهم أدوات التنشئة السياسية وتعزز من دور الشباب في المشاركة السياسية كما جاء في قانون الأحزاب السياسية رقم 7 لسنة 2022 يقع على عاتق الجامعات دور في غاية الأهمية من خلال طرح مساقات تعزز عملية تعلم واكتساب معارف وقيم واتجاهات ذات دلالات سياسية، وتثقيف طلبتها حول مفاهيم: الحقوق والواجبات، العدالة والمساواة، الديمقراطية والمسؤولية المجتمعية.

واشارت الطراونة ان الجامعات تعد أحدى أهم الركائز لعملية التحديث السياسي لاحتضانها مختلف التوجهات السياسية فهي تسهم في تمكين الشباب سياسيًا بما ينسجم مع التوجهات الملكية التي انعكست على شكل تعديلات دستورية وتشريعات ناظمة للعملية السياسية، كان آخرها قرار مجلس الوزراء في جلسته بتاريخ 20/11/2022 نظام تنظيم ممارسة الأنشطة الحزبية داخل مؤسسات التعليم العالي.

وبينت ان التمكين يجب ان يكون من خلال عقد ورش توعوية وتدريبية للشباب على قانون الأحزاب والانتخاب الجديدين بالتعاون مع المؤسسات المعنية لتعزيز التجربة وتحقيق الهدف المنشود، والتوعية على الضمانات التي وضعتها الدولة للانخراط بالعمل الحزبي دون التعرض للمساءلة أو التضييق مع الاخذ بعين الاعتبار أن العمل الحزبي المنظم ليس ترفا سياسيا، بل هو بديل برامجي لكل التجمعات داخل المجتمع، كما ان الأحزاب السياسية ستكون محط أنظار الشباب لأنها الوسيلة الأساسية لتمكينهم من المشاركة السياسية الفاعلة، بتهيئة الفرصة لهم ليكونوا مشاريع قادة و وزراء ونواب وفاعلين في خدمة وطنهم وذلك بحسب قانون الانتخاب الجديد.

وبين الناشط السياسي د. حمزة المبيضين انه وفي ظل الظروف الصعبة التي عشناها في عام 2022 إلا أن الشباب كان «مفعما بالحيوية والنشاط وخصوصا انه خرجنا من جائحة كورونا التي كانت تحد من حركة ونشاط الشباب نتيجة لالتزامهم بأوامر الدفاع».

واشار ان جلالة الملك عبدالله الثاني وولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله دائما يرفعان من عزيمة الشباب لاطلاق ابداعهم وتحفيزهم للقيام بالعمل والابتكار لخدمة المجتمع وتأتي هذه من خلال الأوراق النقاشية السامية وكتب التكليف السامي الموجهة للحكومات التي توجههم لدعم الشباب وتمكينهم في العديد من المجالات.

وفي هذا العام وبحسب المبيضين كان للشباب دور واضح وبارز من خلال الإنجازات التي تحققت بجهودهم وانشطتهم في العديد من المجالات المختلفة، حيث كان المجال السياسي هو الابرز الذي حقق فيه الشباب ابداعهم وتميزهم من خلال مشاركة الشباب في ان يكونوا ضمن اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية وما نتج عنها من اقتراحات وقرارات لتعديل قانون الانتخاب والاحزاب.

كما لاحظ إقبال الشباب على المشاركة والانضمام الى الاحزاب لتفعيل مشاركتهم السياسية، وذلك لما نتج عن تعديل قانون الاحزاب بضرورة توسعة مشاركة الشباب في الانضمام إلى الاحزاب، بالإضافة إلى البرامج السياسية التي طرحت للشباب من قبل الوزارات والمؤسسات التي تعنى بذلك.

اما في المجال التكنولوجي فقد حقق الشباب عدة جوائز وانتصارات محلية وعربية وعالمية في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات حيث مثلوا بلدنا الحبيب الأردن ورفعوا رايته في البطولات العالمية وظهرت أيضا عدة مشاريع ريادية من قبل الشباب لخدمة المجتمع والمشاركة بها أيضا في المعارض الدولية، واما في المجال الرياضي فقد حقق الشباب من خلال مشاركتهم من قبل اللجنة الأولمبية عدة جوائز وميداليات في مختلف الرياضات وكانت لهم بصمة واضحة في ان رفعوا علم الأردن عاليا.

التدريب المهني واهميته للشباب

جاءت المرحلة في هذا العام بعنوان «نهضة شاملة لتطوير المنظومة التدريبية لدى مؤسّسة التدريب المهني في العام 2022 (أكثر من 15 ألف متدربـ/ـة في 35 معهداً تدريبياً بالمحافظات كافة) و(37 اتفاقية تعاون مع القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية).

وقال مدير عام مؤسسة التدريب المهني المهندس أحمد مفلح الغرايبة: المؤسّسة ماضية لتطوير المنظومة التدريبية ومواكبة التكنولوجيا الحديثة وضمان جودة التدريب وفقاً للتوجيهات الملكية السامية و بمتابعة حثيثة من سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وأهمية مواصلة النهضة بالعقول الشابة المتميزة والبناء على ما تم إنجازه، وتوفير الفرص النوعية المستدامة للشباب والشابات بالمحافظة كافة».

وأكد أنّ المؤسّسة ماضية بتطوير معاهدها وبرامجها التدريبية لتتوافق مع التكنولوجيا الحديثة ومهارات المستقبل خاصة المرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة ومهارات اقتصاد النمو الأخضر، مؤكداً أنّ خطة المؤسّسة الإستراتيجية للأعوام 2022-2025 مبنية على الشراكة الكاملة مع القطاع الخاص وغرف الصناعة في المملكة ممثلة بغرفة صناعة الأردنّ لتوفير فرص التدريب المنتهي بالتشغيل للشباب والشابات بمحافظات المملكة كافة، والحرص على استحداث مراكز التميز بالقطاعات الواعدة المطلوبة لدى أسواق العمل المحلية والدولية والاهتمام بتطوير المدربين بالشراكة مع القطاع الخاص والجهات المانحة، لافتاً للاهتمام بمحور السلامة والصحة المهنية.

وأوضح الغرايبة شمول الخطة لرقمنة جميع عمليات وخدمات المؤسّسة بالشراكة مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة ضمن محور التحول الرقمي، والعمل على استحداث مراكز للتميز بالشراكة مع القطاع الخاص والجامعات الحكومية والخاصة والجهات المانحة في المحافظات كافة، وحرص إدارة المؤسّسة تطوير الكوادر الإدارية والفنية وتوفير البيئة التدريبية الملائمة في المعاهد لضمان جودة التدريب والحفاظ على السلامة والصحة المهنية في كافة المرافق التابعة لها.

وبين الغرايبة أن المؤسسة وقعت 37 إتفاقية تعاون مع القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية ساهمت بتوفير الفرص المتميزة للشباب الذكور والإناث بالمحافظات كافة، وأشار لوصول أعداد المستفيدين من برامج المؤسّسة التدريبية لأكثر من 15 ألف شابـ/ـة، منهم 1536 من حملة الشهادات الجامعية والدبلوم، بالإضافة 3385 من حملة الثانوية العامة، فيما سجل بالبرامج التدريبية هذا العام ثلاثة من حملة الدكتوراه و 31 من حملة الماجستير والدبلوم العالي و 1015 من حملة البكالوريوس و 487 من حملة الدبلوم من كليات المجتمع، في حين يبلغ عدد الخريجين منذ تأسيس المؤسسة أكثر من 430 ألفا منذ تأسيسها عام 1976 نسبة الإناث منهم حوالي 32 بالمئة، ولديها 35 معهداً تضم 350 مشغلاً بطاقة استيعابية 10 آلاف متدرب و تشغيلية تصل لغاية 20 ألف متدرب بالعام التدريبي.