الشاهد -
الحاجة غالية: قطعوا عنها المعونة وتركوها تواجه مصيرها
ام شادي: هجرها زوجها ومهددة بالطرد والديون تلاحقها
الشاهد-فريال البلبيسي
من ضمن الحالات الانسانية التي طرقت بابها صحيفة الشاهد في منطقة الاشرفية عمان الشرقية وفي منزل باب يشتاق للهواء النقي والشمس من شدة الرطوبة ويفوح من هذا المنزل رائحة الرطوبة والعفونة فهو معتم دوما. تقطن في هذا المنزل عجوز في اواخر السبعين من عمرها وهي لا تستطيع النهوض او الحركة الا على (الوكر) وتعاني من ضعف شديد بالبصر وامراض عديدة فهي تعيش وحيدة بمنزل صابرة على صعوبة الحياة وقساوة العيش فيها فهي لا تجد من يخفف عنها الآلام او حتى يعطيها كوب الماء في ساعات الليل. قالت الحاجة غالية الغريب الحمد لله ان عائلتي غريب وعشت غريبه ومازلت غريبة فيها وعن حياتها اكدت لقد توفي زوجي منذ ثلاثين عاما وقمت على تربية ابنائي حتى اشتد عودهم وتزويجهم والان كل له عائلته واصبحت بالمنزل وحيدة، وبكت غالية انني حزينة لان الدنيا اشغلت ابنائي عن زيارتي يوميا وحياتهم ليست سهلة وامورهم المادية ليست جيدة بالكاد يستطيعون اعالة انفسهم في هذه الدنيا التي اصبح فيها الانسان ارخص شيء فكل شيء ارتفع ثمنه الا الانسان الفقير ازداد فقرا. واكدت الحاجة انني اجد صعوبة في الحركة ووضعي الصحي ليس بجيد فانا ابتلاني الله بالعديد من الامراض منها القلب والضغط وهشاشة العظام والسكري كذلك ووضعي الصحي جعلني لا استطيع الخروج من المنزل الا نادرا مما صعب الامور الصحية فانا لا استطيع الذهاب الى المستشفى او زيارة الطبيب لانني اجد صعوبة بالخروج من منزلي هذا جعل الامر صعب بالنسبة للدواء الذي لا استطيع توفيره شهريا وقالت غالية انني انتظر الموت في اية لحظة وخوفي ان اموت داخل المنزل ولا احد يعلم عني، واكدت الحاجة انها لا يوجد لديها راتب شهري تغنيها عن السؤال وقالت انني استحق راتبا شهريا من صندوق المعونة الوطنية. واكدت انها كانت تتقاضى راتبا من صندوق المعونة ولكنه تم قطعه مناشدة الجهات المسؤولة اعادته. وقالت لا اعلم لماذا قطعوه عني فانا لا يوجد لي دخل غيره في هذه الدنيا ونحن بدورنا قمنا بزيارة الحاجة وتأكدنا من وضعها وهي تستحق الراتب من صندوق المعونة الوطنية.
الحالة الثانية
حكايات تروى على لسان من يعشن ظروفا قاهرة منها عذاب الفقر وقهر الزوج الظالم الذي تركها ورحل عنها، هذه المرأة وجدت نفسها تعيش وحيدة مع ابنائها الصغار لا تعلم مصيرها الذي اصبح في مهب الريح فهي مهددة بالطرد من منزلها وقطع الماء والكهرباء عنها الديون تلاحقها وتخنقها والدموع جفت والنوم هجرها بعد ان يأست من مواجهة الحياة الصعبة التي لا ترحم صغيرا او كبيرا والتي حرمها وابناءها الاستقرار والدفء العائلي. الشاهد قامت بزيارة هذه المرأة واستمعت لمعاناتها وظروفها القاسية لتضعها على طاولة القلوب الرحيمة والضمير الحي لعل وعسى يرحمون ضعف هذه المرأة التي لا تجد الاستقرار مع اطفالها. قالت ام شادي والتي تعيش في منطقة الوحدات انني ام لثلاثة ابناء وطفلي الاصغر ما زال رضيعا في عامه الاول واعيش في منزل عبارة عن غرفتين لا يدخلها الهواء او الشمس فهي غير صحية ايجارها الشهري (100) دينار واكدت ام شادي انها تعثرت بدفع ايجار المنزل منذ عام وتسعة شهور وهي مطالبة بمبلغ (1800) دينار لغاية الان ومالك المنزل يطالبها بالرحيل من المنزل واضافت وايضا الكهرباء تطالبني بمبلغ (250) دينار ومؤسسة المياه تطالبني بمبلغ (185) دينار واكدت ان المبلغ سيتضاعف شهريا عليها لانها لا تجد من يدفع عنها المبالغ وقالت هذه الامور تفاقمت معي بعد ان هجرني زوجي وتزوج من اخرى واصبح لا يسأل عن ابنائه وبكت ام شادي ماذا افعل ولمن الجأ فانا لا استطيع العمل لانني بدون شهادة، وولدي الاكبر وعمره الان 18 عاما اتخذ قرارا بترك المدرسة ويعمل موظفا بسيطا براتب ضئيل جدا بالكاد يعيلني مع اطفالي وراتبه لا يكفي لايجار منزل وغيره. وقالت ولدي خسر دراسته من اجل اعالتنا وهو ما زال صغيرا والحياة صعبة، وناشدت ام شادي اهل الخير بان يساندوها ويساعدوها فهي لا تجد ثمن علبة الحليب لطفلها والمدارس على الابواب وعيد الاضحى كذلك ولا اجد ما اكسو به ابنائي لذهابهم للمدرسة او حتى لعيد الاضحى، واكدت نحن نعيش حياة اصعب من الصعب فاطفالي محرومون دوما والسعادة اقفلت ابوابها بوجهنا ولا نجد سوى الحزن والحرمان.