أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة ناصر جودة .. مكارم الاخلاق ودبلوماسية...

ناصر جودة .. مكارم الاخلاق ودبلوماسية الانتماء

16-09-2015 01:56 PM
الشاهد -

كتب: محمود كريشان
كان عمر سامي جودة ثلاثة وثلاثين عاما عندما تسلم اولى حقائبه الوزارية عام 1958 ، وهي حقيبة المواصلات في الحكومة الخامسة للرئيس سمير الرفاعي ، فيما كان عمر ابنه ناصر سبعة وثلاثين عاما عندما تسلم اولى حقائبه الوزارية عام 1998 ، وهي حقيبة الاعلام في حكومة الدكتور فايز الطراونة ، مع فارق زمني قوامه اربعين عاما تغيرت فيه الظروف السياسية المحلية والاقليمية والدولية. وعندما تفتح وعي ناصر جودة على الحياة ، رأى اسم خاله الرئيس زيد الرفاعي وصورته في مقدمة المشهد السياسي ، باعتباره واحدا من اهم راسمي السياسة الاردنية المعاصرة ، في وقت لن يسمع فيه ابو طارق ابدا من يناديه بلقب "خالي" لان اخوته من الذكور فقط. ولد في عمان عام 1961 ، ليدرس المرحلتين الابتدائية والاعدادية في مدرسة الفرير ، قبل ان يتوجه الى بريطانيا لاكمال دراسته الثانوية. ليست الوزارة والمناصب السياسية الرفيعة هي التي ربطت بين سيرتي الاب والابن ، فناصر جودة الذي التحق بجامعة جورج تاون في العاصمة الاميركية واشنطن لدراسة السياسة الدولية والقانون الدولي في كلية الخدمة الخارجية ، ربما تعرف الى "اثار" والده الذي سبقه لدراسة الدكتوراه في الجامعة ذاتها قبل ذلك باكثر من ربع قرن ، وربما جلس الابن في الاماكن ذاتها التي جلس فيها والده ذات يوم من خمسينات القرن الماضي. كانت ابواب الوظيفة الرسمية مفتوحة بسهولة امام الشاب العائد بطموحه من العاصمة الاميركية ، فالتحق بالديوان الملكي ليعمل فيه لمدة سبعة اعوام من 1985 وحتى 1992 ، وهي فترة سمحت لناصر جودة بالتعرف عن قرب على اسرار الحياة السياسية الاردنية ، وكذلك التعرف على صانعي السياسة في البلاد. اذا كان عام 1998 هو الذي فتح ابواب الحكومة امام ناصر جودة ، فان عام 1992 هو الذي فتح امامه ابواب الاعلام ، فقد اشرف في ذلك العام على تأسيس وادارة مكتب الاعلام الاردني في لندن ، وهو الذي تعرف من قبل الى بعض اسرار الحياة البريطانية اثناء دراسته للمرحلة الثانوية في مدارسها ، ليعود الى عمان ويتسلم في تشرين الاول 1994 مسؤولية ادارة التلفزيون الاردني ، قبل ان يصبح مديرا عاما للاذاعة والتلفزيون في نيسان من عام 1998 ، وبعد عدة شهور اسند له الدكتور فايز الطراونة حقيبة الاعلام في الحكومة الاخيرة في عهد الملك الراحل الحسين ، وهي مهمة لم تكن سهلة على ناصر جودة ، الذي كان عليه قيادة سفينة الاعلام في فترة متحركة من حياة الاردن السياسية ، شهدت رحيل الملك الحسين وانتقال ولاية العهد ومن ثم تنصيب الملك عبد الله الثاني ، وكان على الاعلام الاردني ان يواكب تلك الاحداث ، ويقدم للدنيا صورة ما يجري في الاردن. من خلال وظائفه المتعددة في الاعلام ، صار ابو طارق صديقا للصحفيين والاعلاميين ، وصار يعرف مواقف وسائل الاعلام واجنداتها ، وعندما اسند اليه المهندس نادر الذهبي حقيبة وزير دولة لشؤون الاعلام والاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة في تشرين الثاني 2007 ، صار على ناصر جودة ان يفسر الغامض ويكشف بعض الصفحات المغلقة في دفاتر الحكومة ، امام اسئلة لا تتوقف من صحفيين يعرف الكثير منهم. في التعديل الاول الذي جرى على حكومة المهندس نادر الذهبي في شباط 2009 ، تسلم ناصر جودة حقيبة الخارجية ، وصار عليه ان يقود "عربة" الدبلوماسية الاردنية ، وهو يعرف ان "مطبات" كثيرة ستواجه هذه "العربة" بسبب تشابك المصالح والعلاقات العربية والاقليمية والدولية ، وطبيعة الدور الذي يمكن ان يلعبه الاردن على صعيد المنطقة والاقليم. جانب مهم من عمل "الخارجية" يقع تحت مظلة الاعلام ، لكن الناس الذين تعودوا على صراحة ابي طارق في مواقعه الوظيفية الاعلامية السابقة ، سيراهنون لاحقا على "لغته الدبلوماسية" التي لن تشفي غليل الاعلاميين ، في وقت يشهد فيه العالم تطورا ملحوظا في الثورة المعلوماتية ووسائل الاتصال. بعد الان سيجد ابو طارق نفسه في مؤتمرات اقليمية ودولية ، بحكم منصبه الدبلوماسي ، وسيكتشف بحكم خبرته الاعلامية المتراكمة ، ان ما يقال لوسائل الاعلام في هذه المؤتمرات ، يختلف تماما عما يدور من نقاشات وما يتخذ من قرارات داخل الغرف والقاعات المغلقة. جودة وزير الخارجية العريق المتزين بابجديات الانتماء والولاء..صادق متواضع ينمي مساحات المحبة والتسامح مجسدا حقيقة رجل الدولة القادم من بيوت الناس الكرام.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :