الشاهد - لقبت بـ"ملكة السماء"، وظلت متربعة على عرش طائرات الركاب لأكثر من نصف قرن، قبل أن تمرض وتموت تدريجيا وتخرج من الخدمة.
هي "بوينغ 747" الطائرة "الأكثر شهرة" التي خرجت رسميا من خط الإنتاج بعد أن أعلنت الشركة الأميركية العملاقة رسميا أنها سلمت آخر طائرة من هذا الطراز يوم السادس من ديسمبر الجاري.
لكن لم تكن النهاية سهلة، وكان "موتها بطيئا" وفق وصف مجلة إيكونوميست التي استعرضت في تقرير السبب وراء "نهاية حقبة" هذه الطائرة العملاقة.
كانت آخر طائرة من هذا النوع تم بيعها لنقل الركاب عام 2017، وذلك لشركة الخطوط الجوية الكورية، وبعد ذلك باتت تستخدم للشحن فقط، ولم يرغب كثيرون في استخدامها للركاب.
تم إنتاج أول بوينغ 747 عام 1970، وانطلقت أول رحلة بين مطاري جون كنيدي في نيويورك وهيثرو في لندن، وحملت هذه الرحلة 366 راكبا، ارتفاعا بعدد الركاب من حوالي 200 راكب على طائرات بوينغ 707، التي استخدمت في الستينيات.
لكن حجم الطائرة الضخم كان عبئا، وقد دلل على ذلك أنه أثناء أزمة النفط في سبعينيات القرن الماضي، كانت الطائرة ذات المحركات الأربعة التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود سببا في خسائر الشركة، لأن الركود في ذلك الوقت جعل من الصعب ملء مقاعدها.
وبعد رفع القيود على مسارات رحلات الطيران في 1978 وزيادة عدد الركاب، أطلقت بوينغ، في عام 1988، طائرة 747-400، التي تستطيع التحليق لمسافة تصل إلى 13.450 كيلومترا دون توقف، أي حوالي 900 كيلومتر أكثر من سابقتها 747-300.
وبعد عام 2000، اشتعلت المنافسة، وفي 2007، أطلقت منافستها الأوروبية "إيرباص" طائرة A380، التي لاتزال أكبر طائرة ركاب على الإطلاق مع سعة 615 مقعدا، وأصبحت الطائرة المفضلة للشركات التي تريد نقل أكبر عدد من الركاب.
وشغلت شركات الطيران "فائقة التوصيل"، مثل طيران الإمارات والخطوط القطرية، طائرات من هذا النوع، وحاليا تشغل "طيران الإمارات" 118 طائرة A380، ولا تشغل بوينغ 747.
وفي الآونة الأخيرة، تم إغواء شركات الطيران بطائرات جديدة طويلة المدى وعالية الكفاءة مثل طائرات إيرباص A350 وطائرة بوينغ 777. وهذه الطائرات تحمل نفس عدد الركاب في بوينغ 747، لكنها تعمل بمحركين اثنين فقط، أي أنها أكثر جدوى اقتصاديا للسير مسافات طويلة.
وفي ظل هذه المنافسة الشديدة، لم يستطع طراز 747 البقاء على قيد الحياة، وكانت "ملكة السماء" مريضة بالفعل على فراش الموت، عندما حل وباء كورونا في نهاية عام 2019 وكتب كلمة النهاية.
الحرة