حث رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، دول العالم على الاعتراف بقيمة نظام الطب التقليدي في بلاده، المعروف باسم "الأيورفيدا"، بينما يرى الكثير من الأطباء أن دعوته تفتقر إلى أسس علمية راسخة.

وأعرب مودي خلال مؤتمر عالمي عن "الأيورفيدا" عقد في ولاية غوا، الواقعة على الساحل الجنوبي الغربي، عن رضاه لانتشار الطب التقليدي الهندي في العديد من دول العالم، وفقا لما ذكرت صحيفة "التايمز".

وأردف: "أنا سعيد لأن أكثر من 30 دولة قد اعترفت بالأيورفيدا بأنه نظام طب بديل"، مضيفا:"يجب أن نصل إلى المزيد من البلدان من خلال توحيد الجهود".

وتعتمد الأيورفيدا على مقاربة "طبيعية" للصحة الجسدية والعقلية، وتتضمن منتجات مشتقة بشكل أساسي من النباتات وتركز على النظام الغذائي وممارسة أنواع من الرياضة وتغيير نمط الحياة.

ولا يزال ملايين الهنود يعتمدون على الطب التقليدي لأنهم لا يستطيعون تحمل تكلفة زيارة الطبيب.

وفي نوفمبر من العام 2014، وخلال سنته الأولى برئاسة الوزراء، أنشأت حكومة مودي وزارة جديدة للأيورفيدا واليوغا والعلاج الطبيعي والأوناني (Unani) وأساليب علاجية أخرى للترويج لها كبدائل محتملة للعلاجات القائمة على العلم.

ورغم أن هذه الأنظمة الطبية التقليدية لها أتباعها الأوفياء، وقد تكون لها بعض الفوائد، فإن القليل فقط من علاجاتها خضع لتجارب واختبارات علمية صارمة، كما أن الدراسات المتوفرة بهذا الإطار تشير لنتائج غير مؤكدة أو سلبية في بعض الأحيان جراء الاعتماد على منتجات مختلفة لطب الأيورفيدا

وخلال تواجده في ولاية غوا، افتتح مودي أيضًا معهدًا جديدًا لأبحاث الطب التقليدي، بالإضافة إلى هيئتين افتراضيتين في دلهي وغازي آباد.

وعلى مر السنين، قدم بعض وزراء مودي وأنصاره ادعاءات غريبة عن فوائد الطب التقليدي، ومنهم رجل الأعمال ومعلم اليوغا، بابا رامديف، الذي اعتاد القول إن "الأيورفيدا"يمكنه علاج الكثير من الأمراض ولاسيما السرطان.

وفي أغسطس الماضي قال رامديف في مقطع مصور: "لإنقاذ البشرية، يجب أن يلجأ العالم إلى اليوغا والأيورفيدا والثقافة الهندية".

ويميل مودي إلى أن يكون أكثر حذراً في تأكيد تصريحات رامديف، إذ قال في مؤتمر ولاية غوا: "لقد جرب العالم العديد من طرق العلاج والآن يعود إلى طريقة الأيورفيدا القديمة".

ويتمثل أحد الأهداف الرئيسية لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في إحياء اعتزاز الهنود بثقافتهم وتراثهم.

ويعتقد حزب بهاراتيا جاناتا أن الكثير من "الحكمة القديمة" للهند قد جرى تدميرها أولاً من قبل الحكم الاستعماري البريطاني ثم فيما بعد بسبب إهمال النخبة "الغربية" التي حكمت البلاد بعد الاستقلال.

ولا يزال الالتزام بالطب التقليدي من نواح عديدة في الهند أمرا منطقيا يحظى بالقبول، حتى أن المهاتما غاندي نفسه كان يشكك في التطعيمات الغربية بالاستناد على أدلة زائفة.

وعارضت الجمعية الطبية الهندية باستمرار بعض الادعاءات التي قدمها بعض الوزراء، بما في ذلك الزعم بشفاء الكثير من المصابين بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد.

وقال سوبهاش آريا، وهو طبيب أطفال متقاعد، إنه وبينما يجب على الجميع التعامل مع الأيورفيدا بعقل متفتح، فإن عملية تنظيم الطب التقليدي أمر حيوي.

وتابع: "مثل جميع الأدوية، يجب اختبار أدوية الأيورفيدا، بما في ذلك المقويات والمكملات الغذائية، بدقة وإخضاعها لمراقبة الجودة".

وختم بالقول: "يجب أن تتوقف المزاعم التي لا أساس لها ن الصحة في وسائل الإعلام بشأن نجاعة الطب التقليدي".

الحرة