فرحان فارس الكنيعان الفايز يتحدث عن عمان أيام زمان:
"أيام زمان" كانت عمان مضرب المثل بالأمن والأمان والإستقرار
إرتباط عدد من أبناء عشائر بني صخر بصلة النسب والمصاهرة مع عدد من العائلات العمانية العريقة
أول من سكن في عمان "أيام زمان" من أبناء قبيلة بني صخر: الشيخ مثقال وأبناؤه، والشيخ ظاهر الذياب الفايز، والفريق عكاش الزبن.. وغيرهم..
التاجر بعمان "أيام زمان" كان يمتاز بالأمانة والقناعة والنزاهة.. وقد يربح "10 قروش" ويقول الحمدلله.. فهل نجدهم ذلك اليوم؟!
الشاهد/عمر العرموطي
السيرة الذاتية:
فرحان فارس نمر الكنيعان الفايز. مواليد منجا/بني صخر درست المرحلة الإبتدائية في منجا، ثم الإعدادية في مادبا/مدرسة عماد الدين زنكي، أتذكر مدير المدرسة آنذاك الأستاذ عبداللطيف الشيخ، وأتذكر من زملاء الدراسة: المحافظ الأسبق عبدالسلام الهرمط، والعين الأسبق محمد الشوابكة "أبو خوام"، بعد المرحلة الإعدادية درست حتى الصف العاشر والحادي عشر في كلية الحسين بعمان، ثم سافرت إلى مصر وأتممت دراستي هناك ونجحت في التوجيهي وتخرجت من الثانوية العامة في سنة 1968 ـ 1969م من مدرسة راغب مرجان "النهارية" في باب الحديد بميدان رمسيس في القاهرة، ثم التحقت في جامعة بيروت العربية بلبنان في عام 1969 ـ 1970م. حيث درست في كلية التجارة تخصص محاسبة وإدارة وقد تخرجت منها عام 1972م. وأتذكر من زملاء الدراسة في بيروت "أبناء عمي" وهم: معالي عيد الكنيعان الفايز، وصالح فهد الكنيعان الفايز، ومحمد الشراري الكنيعان الفايز، وكذلك المحامي مازن محمد المنور الحديد، وسعادة السفير تركي حديثة الخريشا، وسمير جريسات، ومن سوريا أتذكر الزملاء: ميشيل الطحان، والزميل المرحوم متعب المهيد. وبعد أن تخرجت من الجامعة عدت إلى عمان وعملت في مجلس شيوخ العشائر الذي كان يترأسه سمو الأمير محمد بن طلال وكان مدير عام المجلس هو معالي صالح المجالي "رحمه الله"، وبعد ذلك تم نقلي إلى وزارة الداخلية، قسم جوازات القدس حيث كنت مسؤولا عن قسم المحاسبة وكان مدير دائرة الجوازات آنذاك هو المرحوم نايف المنور الحديد. ثم شاءت الأقدار بأن أسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في بداية عام 1974م. وقبل مغادرتي وعندما طلبت إجازة لمدة شهرين من دائرة الجوازات نصحني المرحوم نايف الحديد بأن لا أسافر وذلك خوفا من أن أستقر هناك؟! وقد حصل ما تخوف منه فقد إستقريت هناك ومكثت هناك لمدة 26 عاما عملت خلالها بالأعمال الحرة، وفي عام 1985م. تزوجت من إبنة عمي "نايفة مشاري زعل الكنيعان الفايز" وقد عدنا معا إلى الولايات المتحدة وعشنا هناك لمدة 17 عاما وقد كنا نملك عملنا الحر في ولاية كارولينا الجنوبية ونجحنا نجاحا باهرا والحمدلله، وقد رزقنا ب 8 أطفال الإبن الأكبر وأخواته السبعة، وفي عام 2000م بدأنا نتشاور وقررنا بأن نحزم أمتعتنا ونعود إلى وطننا العزيز الأردن وقد تم ذلك عام 2001م في شهر حزيران حيث إستقرينا في عمان لمدة 5 سنوات ثم إنتقلنا إلى مسقط الرأس "منجا" وبنينا فيها بيتا للعائلة حيث أننا لم نشعر بالإستقرار الحقيقي إلا بعد أن سكنا في منجا مع الأهل والأحبة والعشيرة. وأنا الآن أعمل بالأعمال الحرة.
المرحوم الشيخ فارس الكنيعان الفايز:
الوالد "رحمه الله" كان من بين القلة الموجودين في منطقة البادية الوسطى الذين يجيدون القراءة والكتابة، في بداية شبابه حوالي عام 1932م إلتحق بالجيش العربي وعمل كاتبا عند كلوب باشا الذي كان يعمل قائدا للجيش العربي آنذاك "أبوحنيك" وقد عمل معه لمدة طويلة وقد كان قريبا جدا ومحبوبا جدا لدى أبو حنيك وعندما قرر الوالد بأن يستقيل من الجيش كان والدي بإجازة ولم يعد إلى عمله بعد إنتهاء الإجازة إلى مركزه في قيادة البادية لذلك بعد أن تغيب والدي أدرك أبوحنيك بأن المرحوم والدي ينوي الإستقالة بالتالي حضر أبو حنيك إلى منجا وطلب من عمي المرحوم الشيخ زعل الكنيعان الفايز بأن يقنع والدي بالعودة إلى الخدمة معه بالجيش ولكن والدي رفض ذلك لرغبته بالتفرغ للزراعة وتربية الماشية والعناية بها لأنه لا يريد الإعتماد على الرعيان فقط بل أنه يريد إشرافا مباشرا منه شخصيا على هذه الأعمال. لذلك بعد إصرار والدي على موقفه وافق أبو حنيك بالنهاية على إستقالة والدي، وقال والدي لكلوب باشا: إن إبن أخي "مشاري زعل الكنيعان الفايز" سوف يحل مكاني حيث كان "مشاري" مجندا مع كلوب باشا أيضا. وبسبب العلاقة الحميمة التي تربط والدي مع كلوب باشا فقد أطلق "أبوحنيك" على إبنه البكر إسم فارس؟!، وقد كان فارس كلوب يحضر إلى الأردن ويزورنا في بلدة منجا. وقد كان والدي "رحمه الله" يتردد على عمان باستمرار مع وجهاء قبيلة بني صخر من أجل متابعة ومناقشة أمور العشيرة من خلال عقد الإجتماعات مع كبار الشخصيات بالإشتراك مع شيوخ عشائر بني صخر ومنهم: أخوه زعل الكنيعان الفايز، والشراري البخيت الفايز، ومثقال باشا الفايز، وحديثة الخريشا، وعضوب الزبن وغيرهم.. إضافة إلى متابعة أمورهم الإقتصادية ولا سيما الأمور المتعلقة بالزراعة والمواشي.
عمان أيام زمان...
كانت عمان أيام زمان تتسم بالبساطة وأتذكر بأننا كنا ننزل إلى سقف السيل ونذهب إلى المقاهي أو إلى السينما عندما كنا طلابا. كان يوجد أريحية وسعادة حقيقية وكنت أدرس في كلية الحسين وقد سكنت في جبل الأشرفية "حي الأرمن" وكان يسكن معي معالي الدكتور نايف هايل أبو جنيب الفايز "وزير الصحة الأسبق" وأتذكر من زملائي السادة: بدر حران البخيت الفايز والمرحوم ممدوح متعب البخيت الفايز، والنشمي صالح عيد "مدير محطات ART الفضائية سابقا" وأذكر العميد المتقاعد علي مصلح أبوعواد الذي كان يعمل في قيادة البادية برتبة عميد. كنا نذهب في نهاية الأسبوع لنسهر بالسينما ولنتسامر بالشقة وكنا نتأخر بالسهر حتى الساعة الواحدة أو الثانية بعد منتصف الليل وكانت المواصلات متوفرة "التاكسي والسيرفيس" وكانت عمان مضرب المثل بالأمن والأمان، وأتذكر بأننا عندما كنا نمر بجانب سيل عمان بأن كان أشبه بنهر صغير. كنت أسمع من كبار السن من أبناء عشيرتنا "الكنيعان الفايز" بأنه كان يدرس من أبناء منجا في عمان أيام زمان: المرحوم حجاب فهد الكنيعان الفايز، والمرحوم مشاري زعل الكنيعان الفايز والعم الفاضل طويل العمر معالي السيد محمد نزال العرموطي، فكانوا يدرسون بمدارس عمان وكانوا يسكنون بعمان حتى نهاية الأسبوع وبعد ذلك يعودون ثانية إلى منجا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع. أيام زمان كان يوجد باص واحد يذهب من مادبا إلى عمان ثم يعود ثانية إلى مادبا وكان يقود الباص شخص من آل الديري من مادبا، وكذلك كان يوجد سيارة تاكسي تذهب من مادبا إلى عمان وتعود ثانية إلى مادبا وكان يقودها عبطان الشخاترة، وإن بلدتنا "منجا" تقع على الطريق بين مادبا وعمان وكان أبناء عشيرتنا يذهبون إلى عمان بواسطة هذه المواصلات. وقد إشترى عمي الحاج زعل الكنيعان الفايز سيارة "فورد" بكم، بالخمسينات من شحادة الطوال على ما أعتقد، وبعد ذلك إشترى حجاب فهد الكنيعان الفايز كذلك سيارة "فوردـ بكم" فكان بمنجا سيارتان فقط لمدة طويلة، إلى أن إشترى والدي سيارة جيب ثم إشترى عمي الشراري السيارة الرابعة، بينما الآن يوجد لدينا في منجا 200 سيارة والحمدلله.
علاقة عشائر بين صخر بعمان أيام زمان:
كنا أيام زمان نحن أبناء عشيرة الكنيعان الفايز نشتري بضائعنا من عمان ومادبا فنشتري كل ما يلزمنا خلال فصل الصيف من سكر وشاي وتمر وقهوة وملابس. وقد شارك شيوخنا من "الكنيعان الفايز" في إستقبال الملك المؤسس عبدالله الأول إبن الحسين "طيب الله ثراه" عند قدومه إلى عمان عام 1921م بالإشتراك مع شيوخ ووجهاء المملكة. كان أبناء الكنيعان الفايز عندما ينزلون إلى عمان "أيام زمان" بدلا من أن يذهبوا إلى المقهى أو الفندق كانوا ينزلون عند الشيخ نزال العرموطي في مضافته في جبل نزال لأنهم كانوا يعتبرونه واحدا منهم، وكذلك كنا إذا أردنا بيع الحلال وقد لا تباع بنفس اليوم فكنا نضعها عند نزال العرموطي بجبل نزال لنبيعها باليوم التالي. وفيما بعد عندما تعلم شبابنا ودرسوا في الجامعات وانخرطوا في الجيش والسلك الحكومي توطدت علاقاتنا أكثر فأكثر مع عمان وصارت جزءا من حياتنا، فصرنا نذهب يوميا إلى عمان ونعود ثانية إلى منجا. وإن بلدتنا "منجا" هي جزء من محافظة العاصمة عمان، وقد كان لدى كبارنا "رحمهم الله" بعد نظر فبدلا من أن تكون منجا تابعة لمادبا كانت بلدتنا تابعة "ولا تزال للآن" تابعة لمحافظة العاصمة عمان لأن عمان لها مستقبل إقتصادي أكثر. وقد إرتبط عدد من أبناء قبيلة بني صخر بصلة النسب والمصاهرة مع عدد من عائلات عمان العريقة وهنا أحب أن أضرب أمثلة على ذلك من الأسماء التالية: الشيخ ظاهر الذياب الفايز تزوج من عائلة الكردي بعمان، وكذلك مثقال باشا الفايز تزوج من عائلة خير، كما تزوج إبن عمي المحامي صالح زعل الكنيعان الفايز من عائلة شامية في عمان وكذلك إبن عمي معالي الكنيعان الفايز تزوج من عائلة ناخوة الشركسية حيث زادت الرابطة بين قبيلة بني صخر والعائلات العمانية وأصبحنا عائلة واحدة. أبناء عشائر بني صخر "الأوائل" الذين سكنوا بعمان أيام زمان: بحسب معرفتي فإن أول من سكن في عمان من أبناء عشائر بني صخر: الشيخ مثقال الفايز الذي سكن في حي الشابسوغ بعمان، والفريق عكاش الزبن الذي سكن بالقرب من المستشفى الطلياني، والشيخ تركي المفلح القمعان الزبن الذي سكن عند قيادة البادية في منطقة المصدار، وكذلك معالي عاكف مثقال الفايز وإخوانه طايل وطلال وطراد ومنصور ومحمد، وكذلك الشيخ ظاهر الذياب الفايز الذي سكن في عمان لفترة من الزمن. وبعد هذا الجيل من الرعيل الأول أصبح يسكن في عمان عدد كبير من أبناء قبيلة بين صخر.
بماذا تمتاز عمان عن غيرها من العواصم؟
الميزة الرئيسية التي لاحظتها بعمان بما أنني زرت عددا كبيرا من عواصم العالم هي أن عمان قد بنيت على جبال ووديان وفيها طلوع ونزول، وكما يقال مبنية على سبعة جبال. والميزة الثانية هي نعمة الأمن والأمان والإستقرار. كما إنني أحب أن أؤكد على نقطة هامة وهي أن تجار عمان "أيام زمان" كانوا يمتازون بالنزاهة والمصداقية والأمانة فمثلا بالمقارنة "مع قسم من تجار اليوم" فإن تاجر اليوم قد يشتري نوع معين من البضاعة من الصين بدينار واحد فقط لكن هذا التاجر قد يبيع هذا الصنف إلى المستهلك بعشرة دنانير، وهذا ربح فاحش وحرام؟! بينما التاجر في عمان "أيام زمان" قد يربح "10 قروش" ويقول الحمدلله، بإختصار كان هناك أمانة وقناعة ونزاهة عند تاجر الأمس؟!
ماذا تحب، وماذا لا تحب بعمان "اليوم"؟
بالنسبة لمجتمع عمان "اليوم" فقد أصبح خليطا فيسكن بالعاصمة الآن جنسيات من كل أنحاء العالم وبكل أسف فقد أدى ذلك إلى أزمة أخلاقية على جميع الأصعدة. نحن الآن مقبلون على إستحقاق سياسي وطني دستوري هام وهو موضوع الإنتخابات النيابية وأنا أقول بهذا الموضوع بأن نواب الأردن "أيام زمان" لم يتقاضوا رواتبا ولا إمتيازات لكنهم كانوا يغارون على الأردن ويتفانون في خدمة الوطن والمواطن، لكن هذا الأمر إختلف اليوم فأصبحت النيابة تجارة وإمتيازات والأصوات يتم شراؤها بالمال؟!، ونتيجة لذلك فإننا نرى بأن الغث ينجح بالإنتخابات والسمين لا ينجح "لا تعليق"....؟!