المحامي موسى سمحان الشيخ
لا شيء تغير عربيا واسلاميا في الذكرى السادسة والاربعين لاحراق الاقصى سوى ازدياد الخذلان والتمزق والاسى العربي، منذ ان اقدم الصهيوني دينيس مايكل رومان على فعل جريمته الشنعاء باحراق المسجد القبلي والمحاولات الصهيونية على اشدها لتهويد القدس بالكامل وطمس معالم الحضارة العربية والاسلامية لاقامة الهيكل اليهودي بعد اقرار التقسيم الزماني والمكاني، للاقصى رب يحميه وسواعد اطفال ونساء ورجال اشداء يذودون عنه ولكن اين العرب؟ اين مليار ونصف مسلم؟ يوم احرق المسجد قالت جولدا مائير لم انم ليلتها وحينما اصبح الصباح وجاء المساء وعلا شخير العرب كدأبهم، انفرجت اسارير الدبلوماسية العجوز. اليوم تهدد دولة العدو باقتحام الاقصى في ذكرى احراقه، اليوم يصطف اطفال فلسطين وهم يرفعون الرايات والاعلام العربية في باحات المسجد المستباح في خطوة رمزية على دعم العرب لهم، ولكن العرب في حقيقة الامر والواقع ليسوا هنا لقد ارتحلوا لمكان آخر طلبا للماء والكلأ ففلسطين لم يعد مسجدها قبلتهم الاولى وهم عبء على امة اصبحت عبئا على نفسها، وللتفكير فقط فان المقادسة الذين يخوضون في كل يوم معركة الدفاع عن اقصاهم هؤلاء بلغت البطالة لديهم حسب المركزي للاحصاء الفلسطيني بلغت في عام 2013 نسبته 23٪ مقابل 22٪ في الضفة وفي غزة ناهز ال 40٪ فقراء ولكنهم مناضلون، عاطلون عن العمل بيد انهم احرار المؤلم حقا ان 75,3 من مواطني شرق القدس يعيشون تحت خط الفقر المدقع؟ وهؤلاء هم حماة الاقصى. الجنرال الصهيوني المعروف موشيه يعالون قال يوما: بضرورة(كي الوعي الفلسطيني) اي حرق عقول الفلسطينيين واستئصال افئدتهم لتعطيل حس المقاومة لديهم واخضاعهم واذلالهم ورغم كل ما حدث ويحدث على ارض فلسطين فقد صمدت فلسطين كل فلسطين رغم اختلال ميزان القوى والخذلان العربي والصمت الدولي بل وفوق هذا كله ضعف قيادة السلطة واستسلامها لمبدأ التفاوض، بينما صمدت غزة في وجه ثلاثة حروب طاحنة، وقادها الشهيد الشيخ احمد ياسين من مسجده وعلى كرسيه كان يؤمن رحمه الله بان الحل هو في المقاومة وعلى دربه يسير اطفال فلسطين يرفعون رايات العروبة.