محمود كريشان
"والضحى والليل اذا سجى ما ودعك ربك وما قلى ، وللآخرة خير لك من الاولى ، ولسوف يعطيك ربك فترضى" صدق الله العظيم. رحل جنوبيا نقيا ، يانعا.. بطيبته وبساطته وعفويته.. ولهجته "المعانية" المحببة.. غادرنا "نايف المعاني" قبل الاوان ، دون ان يبلغنا بموعد رحيله ، والا كنا انتظرناه على درج العمر ، نودعه ، نقبله.. نتمعن ببياض قلبه ونقاء سريرته.. آه.. لو انك بيننا ابا شهم ، لرأيت كيف اكتظت معان بابناء الوطن ، بمدنه وقراه ومخيماته وبواديه ، وهي تتشح بالسواد والحداد على فتاها الجميل.. ولسمعت نواح بنات ابيك عليك وهن يقطفن اول زهر اللوز من بستانك الأخضر: "على إيه يا موت توخذ صاحبي مني ، خطيت بالرمل كان القدر مستني"..!! مضى "ابوشهم" مطمئنا ، وصعدت الروح الى باريها راضية مرضية ، فقد ادى رسالته تجاه اهله ووطنه ، وعنقر شماغه وهو يرى انه قد ادى رسالته الانتماء تجاه وطنه واهله، وبعد ان اتم على اكمل وجه مشواره مع اصدقائه: شهم وشيماء وحمزة وسندس وفيصل وفرات ورفيقة دربه الفاضلة "ام شهم". احقا قد قضى نحبه ، هذا "المعاني" النقي ، وفارقنا ولم يأبه،،.. ما قال لنا وداعا.. وما زار رفاق المسيرة ، قبل ان يترجل هذا الفارس عن حصان الحياة.. ولم نتمعن بعد ببريق الزعامة بنظراته ، وبصمات خيره واحسانه ، التي لامست كل من كبا الحظ به ، ومسه شيء من ضنك العيش . اليوم.. نشرع نافذة القلب ، نحو جرح لا يطيب ، لينهمر الدمع سخيا ، وتتحشرج في الحلق غصة حزن ، لان وفاة هذا الاصيل خسارة فادحة. رحمك الله ابا شهم رحمة واسعة بقدر محبة الناس اليك ونواياك البيضاء ، وغفر ما تقدم من ذنبك ، واسكنك فسيح جناته والهم اهلك ومحبيك الصبر والسلوان.. اللهم آمين.