محمد بركات الطراونة
علينا أن نأخذ بعين الاعتبار، أن المرحلة القادمة ستشهد منعطفاً مهماً، على صعيد الإصلاح السياسي بعد ما توصلت إليه اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية من توصيات، واستكملت خطواتها الدستورية عبر الحكومة ومجلسي الأعيان والنواب، والمصادقة الملكية عليها كتشريعات دائمة وواجبة التطبيق، هنا نتناول محوراً مهماً من محاور وأدوات الإصلاح السياسي ومن خلاله يمكن أن نشهد نقلة نوعية في العمل الحزبي البرامجي، ألا وهو محور الشباب الذين يشكلون حسب بعض الدراسات ٧٠% من السكان، وعليهم يعول جلالة الملك في إحداث التغيير المنشود ?الوصول إلى مواقع قيادية، وضخ دماء جديدة تنهض في القطاع الإداري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي، خاصة وأن التشريعات التي أقرت مؤخراً، تسهم في زيادة مشاركة الشباب في الحياة الحزبية والسياسية وإقبالهم على الانضمام إلى الأحزاب، أو المساهمة الفاعلة في إحداث وتأسيس أحزاب جديدة، خاصة وأن قانون الأحزاب الجديد تضمن نصوصاً تشريعية واضحة وغير مسبوقة، تضمن حق المواطن في الانضمام إلى الأحزاب السياسية، في اجواء من الحماية القانونية.
وتزامناً مع إقرار هذه التشريعات الحديثة والمتطورة، فقد تم فتح الباب لممارسة العمل الحزبي داخل الجامعات، وهو أمر غير مسبوق، ويجب أن تظهر آثاره الايجابية واضحة على المسيرة الحزبية والسياسية، خاصة وأنه سبق ذلك مطالبات شبابية واسعة، للوصول إلى هذه المرحلة، واوصل الشباب صوتهم بقوة وصراحة الى جلالة الملك من خلال لقاءات جلالته بالطلبة في الجامعات، حيث برز التأكيد والحرص الملكي، من خلال توجيهات واضحة للحكومات المتعاقبة، وأصحاب القرار بالتجاوب مع مطالب الشباب، وتلبية رغبتهم، وخاصة أنهم هم الأقدر على تحديد أولوياتهم?وتلبية تطلعاتهم، ولأن أوضاع المواطن المعيشة، والتحديث الاقتصادي مرتبطان مع التحديث السياسي، من هنا تبرز أهمية المشاركة الشبابية، في الوصول إلى حلول للتحديات التي تواجههم على صعيد الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وينسحب ذلك على المشاركة في معالجة ما يواجه الشباب على صعيد البطالة، ووضع البرامج الكفيلة في إيجاد فرص عمل جديدة وهنا تبرز أن تمارس الأحزاب دورها لتكون قادرة من خلاله على إقناع الشباب بأهمية حضورهم في مؤسسات صنع القرار، من خلال الانخراط في العمل الحزبي والنيابي، واننا نعول كثيراً على دور الشباب الناشط ?أصحاب الخبرة والتجربة في مختلف مناطق المملكة والذين يمتلكون رغبة شديدة في الانخراط في العمل الحزبي، وعليهم أن يجسدوا ذلك عملياً، من خلال انخراطهم وخوضهم غمار الحراك الحزبي، وتحديد الخيارات التي تناسبه، وهنا تبرز أهمية دور الأحزاب القائمة أو تلك التي تحت التأسيس، أو التي يجري التفكير بتأسيسها، في التواصل مع الشباب ومعرفة العوامل والظروف التي تحول دون انخراطهم، وتشجعهم على ممارسة دورهم الفاعل في الحياة الحزبية والسياسية.
ويذكر هنا، أن المشاركة الشبابية في الحياة السياسية هي الوسيلة الانجع والاقدر على ضمان قدرة الشباب، للتعبير عن اولوياتهم وإدماجها ضمن أولويات القطاعات المختلفة داخل الدولة، كما أن مشاركتهم تعكس مدى تطور المجتمع وتقدمه في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وادامة المسيرة الديمقراطية، صحيح أن الشباب لديهم أولويات مهمة، تتمثل في حل مشكلة البطالة، وتأمينهم بفرص العمل، لكن ذلك يجب أن يكون دافعاً قوياً للانخراط في العمل الحزبي والنيابي، وتوسيع المشاركة الشعبية في الحياة السياسية وصنع واتخاذ القرار.