الشاهد - أصبحت مشكلة العثور على مواقف للسيارات التي يواجهها المواطنون يوميا غير مقتصرة على الأحياء السكنية والدوائر الحكومية، بل امتدت لتشمل المستشفيات والعيادات الخارجية.
ووفق أطباء مختصين ومواطنين تحدثوا الى «الرأي»، فإن معضلة مواقف السيارات باتت تشكل أزمة حقيقية في المستشفيات والعيادات الخارجية سواء العامة او الخاصة، وما يترتب عليها من ازدحامات ومخالفات ومرورية، وتأخير بمواعيد المراجعين، الى جانب انعكاسات اقتصادية وصحية ونفسية، لايقابلها أي حلول جذرية للتخفيف او الحد منها.
المواطن أحمد صالح دعا الى تخصيص مواقف للسيارات بصورة كافية أمام الأبواب الرئيسية للعيادات الخارجية، وقال: «أثناء مرافقة والدي لمراجعة العيادات الخارجية في مستشفى الملكة علياء اضطررت ان أركن سيارتي في مكان بعيد في الشارع الرئيسي، لعدم وجود أي موقف قريب، علما ان والدي كبير بالسن ومشى مسافة ليست قليلة للوصول».
وتابع: «بعد الخروج من الموعد في العيادات، تفاجأت بمخالفة مرورية لسيارتي»، معتبرا انها «بغير وجه حق»، لأنه لو لم يركن سيارته بهذا الموقع فإن الموعد كان سيتأجل لأشهر أخرى، كما ان جميع المواقع مكتظة بالسيارات والازدحامات الشديدة، وبالتالي لا مفر من الوقوف بالممنوع، على حد تعبيره.
اما المواطنة شذى الطويل فأكدت ان قلة مواقف السيارات هي مفتاح الازدحامات بالمستشفيات والعيادات الخارجية لدينا، مطالبة بضرورة اتخاذ اجراءات من شأنها ان تخفف هذه المعاناة التي باتت تؤرق قاصدي المستشفيات والعيادات، او إنجاز مواقف متعددة سواء بالمجان او بأسعار رمزية.
أمين عام وزارة الصحة سابقا الدكتور عبد الرحمن المعاني، أشار الى اننا بالمملكة بحاجة ماسة ان يرافق البنية التحتية للمستشفيات، تصاميم خارجية لمواقف السيارات، سواء للموظفين او المرضى والمراجعين، وللأسف كثير من المستشفيات في القطاعين العام والخاص تفتقر لذلك.
وبين ان تأمين مواقف للسيارات في المستشفيات، هي من أهم وابرز المشاكل التي تواجه وتؤرق المواطنين، وتحتاج لحلول جذرية من قبل الجهات المسؤولة والمعنية، إذ ان اغلب المستشفيات تم انشاؤها بمواقع تتوفر فيها اراض بأماكن مفتوحة، وبالتالي لا يوجد ما يمنع من بناء مواقف بأسعار رمزية وليست بغرض التجارة، او تخصيصها بشكل مجاني أمام المراجعين.
واعتبر المعاني ان هناك انعكاسات واثاراً سلبية لعدم توفر مواقف السيارات هناك، منها اقتصادية وصحية واجتماعية ونفسية، فكثيرا ما يتعرض المرضى والمراجعون لمخالفات مرورية وازدحامات، واغلاق لمداخل الطوارئ، وتأخير على مواعيدهم وبالتالي تأجيلها بعد فترة طويلة من الانتظار، مما يفاقم الوضع الصحي لديهم، علاوة على ان هناك مرضى من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، لا يستطيعون ان يسيروا على الاقدام لمسافات بعيدة عن العيادات.
وطالب إدارات المستشفيات بشتى انواعها الخاصة والعامة، بضرورة ان يكون لديها دراسة شاملة جادة لاحتياجات كل مستشفى بدءا بمواقف السيارات للمراجعين والمرضى، وانتهاء بالبنية التحتية ككل، وإيجاد حلول ابداعية وحلول جذرية، حسب حاجة مراجعي العيادات الخارجية، واعدادها ونوعيتها.
وشدد المعاني على أهمية ان تتوفر لدى الجهات الرسمية، دراسة وخطة قابلة للتطبيق على أرض الواقع، سواء للمستشفيات القائمة أصلا والتي تعمل، والأخرى الجديدة المستحدثة لتخفف من وطأة هذه المعضلة، فمن حق كل مريض او مراجع ان تتوفر له مواقف للسيارات بصورة كافية ولائقة، وان تكون قريبة من الخدمات بشكل مجاني او بأجر رمزي، دون التعرض للاكتظاظ والازدحامات والمخالفات المرورية، او حتى التأثير على صحتهم بأي شكل من الأشكال.