المحامي موسى سمحان الشيخ
المتغير الجديد والحاد في المنطقة هو الاتفاق الايراني الاخير مع امريكا والغرب، اتفاق رجح كفة ايران من ناحية وكبل يديها من ناحية اخرى، رجح كفتها بفك الحصار عنها، والاعتراف بها كقوة اقليمية وازنه، وفتح امامها اسواق الغرب وسمح لها باسترداد مائة وخمسين مليار دولار وبالمقابل ولمدة عشر سنوات الى خمسة عشر عاما قيدا وحد من اي طموحات نووية عسكرية لدى ايران باستثناء برنامجها الصاروخي البلاستي الذي شكل وما زال يشكل رعبا حقيقيا للغرب والعرب في آن معا. العرب والرسميون العرب بشكل خاص يرون في الاتفاق الاخير تهديدا لمصالحهم ويرن فيما يحدث في العراق وسوريا واليمن ولبنان طموحا ايرانيا طائفيا لا تخطئه العين بل ويخافون على الامارات - جزرها الثلاثة - والبحرين وحتى فلسطين من خلال حركتي الجهاد وحماس، العرب الرسميون مذعورون وهذا حالهم غالبا منذ ان حرفونا اتجاه البوصلة التي يجب وينبغي ان تظل مصوبة باتجاه العدو القومي: اسرائيل وحلفاؤها سيما امريكا، الاولوية ليس للصراعات المذهبية والطائفية والاثنية في ظل عدو واضح هو اسرائيل التي ترى اليوم اوجه تقارب عديدة مع العرب انطلاقا من مصالحها وطموحاتها العدوانية فقط، هذا الاحساس بالخطر لدى بعض المعتدلين العرب ودولة العدو الصهيوني سيربك المنطقة مجددا سيما اذا لم تحسب ايران خطواتها بدقة ومسؤولية تليق بجار قوي وكبير ومسلم. من اجل هذا واكثر، كارتر وزير دفاع امريكا في المنطقة ليهديء مخاوف حلفائه العرب الذين باعتهم امريكا بارخص الاثمان وليؤكد حسب تصريحاته في تل ابيب ان امريكا اوباما (ستحمي اسرائيل ليلا ونهارا) هذا ما قاله حرفيا وسمعته الاردن والسعودية والعراق والعرب، العدو الاسرائيلي وبدعم امريكا عمل وسيعمل جاهدا على توسيع الهوة بين ايران والعرب ومن يراقب تصريحات ساسة تل ابيب - كما في مقال أفي كوهين في صحيفة اسرائيل هيوم حيث يدعو لحلف اسرائيلي عربي في مواجهة طهران سوى دليل قاطع على سعي اسرائيل والغرب وبادوات محلية مرتبطة وجاهلة لاغراق المنطقة بالدم ونسيان كرامة العرب وفلسطين والشعوب العربية المظلومة.