الشاهد -
هبة مريضة بالدماغ ومهددة بالعمى
ام فادي زوجها من ذوي الاسبقيات ولا تجد واطفالها ما يأكلون
الشاهد-فريال البلبيسي
عائلات كثيرة وكل عائلة لها قصة يصعب سردها في سطور لكنها قصص مأساوية بتوقيع القدر، لا اذن صاغية تسمع استغاثاتهم او يد حانية تطرق بابهم لتسأل عن احوالهم ظروف قاهرة تعيشها هذه الاسر، التي اصبحت ضحية مجتمع تخلى عنه القدر والمسؤولين والمعنيين الذين يعملون في وزارة التنمية الاجتماعية وصندوق المعونة الوطنية وكذلك اهل الخير في بلدنا، فهم عائلات انقطعت السبل بهم، وتراهم يبكون الليل بالنهار صغارا وكبارا على حالهم الذي لا يوجد له حل فهم جياع ووجوههم يبدو عليها الحزن والشقاء. في هذا العدد طرقنا ابوابا جديدة من تلك البيوت المحرومة والفقيرة، بيت من بيوت منطقة جبل الجوفة، وشاهدنا الحرمان وغياب كل دعم لهذه العائلات، ويبقى السؤال كيف تدبر هذه العائلات لقمة لخبز لابنائها هذه العائلات جارت عليها الحياة واغرقتهم في بحر الحرمان ونهش الفقر اجسادهم ودمرهم نفسيا وجسديا تلك العائلات التي غفت في حضن النسيان فما كفتهم معونة ولا مساعدة ولا انصفتهم الدنيا. وطرقنا ابواب هذه البيت لنكتشف ما خلف ابوابها ونعرض لكم معاناتهم ليتسنى لاهل الخير والمسؤولين في صندوق المعونة ووزارة التنمية الاهتمام بهم.
الحالة الاولى
طرقنا بيتا من تلك البيوت الفقيرة ويعيش معيلها ظرفا صحيا سيئا ومعاناة دائمة تسوء عاما بعد عام ويغرس الفقر انيابه في وجه هذه العائلة والذي جلب معه الحزن والقهر الذي يفتك بهم. حيث قالت هبة وعمرها 34 عاما انني ام لثلاثة ابناء اكبرهم يبلغ من العمر 13 عاما وزوجي مصري الجنسية مما جعل حقوق ابنائي مهضومة ويعاني زوجي من امراض عديدة منها الديسك وضمور في فخذه الايسر ورضه هذا جعل من الحياة المعيشية سيئة جدا، واكدت هبة ان الديون تفاقمت عليهم ولا يستطيعون سدادها بسبب مرض زوجها وعلاجه ودوائه، واضافت انني ايضا اعاني من ارتفاع السائل الدماغي واجريت ثلاثة عمليات جراحية بالدماغ، وكذلك وريد الدماغ الخلفي مغلق ويجب ان اجرى عملية جراحية عاجلة واعاني من مرض الشقيقة وقد اكد الاطباء بانني مهددة بالعمى لارتفاع ضغط دم العين. وقالت هبة انني احتاج حسب ارشاد الطبيب كل ثلاثة ايام الى دواء (دياموكس) وهو علاج لضغط الدماغ وهو مكلف ولا يتوفر الا بالصيدلاليات الخارجية، وهذه مأساة اجتماعية يعاني فيها الاب والام سويا واتى معهم الفقر والمرض سويا، وقالت هبة ومع المرض فنحن نعيش في منزل قديم آيل للسقوط في اية لحظة وايجاره الشهري 100 دينار عدا الماء والكهرباء ونحن لا نأخذ من اية جهة. وناشدت هبة قائلة ابنائي ما زالوا صغارا ومحرومين من كل شيء حتى الطفولة حرموا منها. وانا بحاجة الى دواء دياموكس كل ستة ايام علبة وسعر العلبة (3.700) وقد حذرني الاطباء ان لا اقطعه ابدا لانه مهم جدا لعلاجي وقطعه خطر على الصحة وقالت هبة مناشدة انني اطالب براتب من صدوق المعونة الوطنية لانني استحق هذا الراتب وتنطبق الشروط على حالتي، واناشد أهل الخير توفير الدواء لي.
الحالة الثانية
وطرقنا بابا اخر لعائلة فقيرة في منطقة الجوفة فهذه العائلة لسيدة لديها ولدان اكبرهم يبلغ من العمر 13 عاما، تعيش حياة الفقر لان والد الاسرة يعيش حياة الادمان على الكحول والمخدرات وهو من ذوي الاسبقيات الجرمية يقضي ايامه في السجون هذه العائلة اطفالهم رسمت على وجوههم الحزن وعدم الامان عدا عن معاناتهم بسوء التغذية ويعانون القهر والجوع والاذى النفسي من والد عديم الرحمة والضمير همه الكحول وضرب اطفاله لاتفه الاسباب. قالت ام فادي ابتلاني الله بزوج من ذوي الاسبقيات الجرمية ومن متعاطي المخدرات والكحول عدا انه يقضي غالبية عمره في السجون، واكدت ام فادي بان ولدها الذي يبلغ ن العمر 13 عاما اجبره والده على الخروج من المدرسة وان يعمل عاملا برغم صغر سنه عدا ان البيت الذي نعيش فيه غير صحي ومعتم وفيه رائحة الرطوبة لعدم دخول الهواء النقي والشمس فيه وهي ايضا مهددة بالطرد منه. واضافت ام فادي وهي تبكي بحرقة ان ما يحزنني هو اطفالي الذين ارى على وجوههم الحزن الدائم والحرمان وقد رفض ابني الاكبر العودة للدراسة لانه يعاني من الحرمان عندما يرى اقرانه يشترون الحلويات وغيره ويرتدون الملابس النظيفة والجديدة وهو محروم منها، وطالبت ام فادي من صندوق المعونة الوطنية بمساعدتها، فهي تنطبق عليها الشروط بان زوجها لا يعمل ومن ذوي الاسبقيات ويقضي وقته في السجن. وقالت لا اجد ما اطعم ابنائي وهم يشتمون يوميا روائح عديدة من الطعام وانا لا استطيع توفيره لابنائي مطالبة اهل الخير مساعدتها. وبدورنا نقول هذا بيت اخر من بيوت الفقر والحرمان بيت يستحق المساعدة لعل الله عز وجل يكرمهم ولعل اجمل مقولة قرأتها (السائل هدية الله الى عبده).