الشاهد - يحاول نشطاء البيئة جذب أنظار وسائل الإعلام إلى الاهتمام بقضيتهم التي يرونها مصيرية بالنسبة للجنس البشري، لكن هذه المرة بأسلوب غريب يخالف القانون في أغلب الأحيان، وهو محاولة الاعتداء على اللوحات الأكثر شهرة في العالم ومنها لوحة الموناليزا ولوحة "دوار الشمس" لفان غوخ وغيرها.
جذب الاهتمام
الفنان التشكيلي محمد عبلة، يقول إن نشطاء البيئة يحاولون إيصال صوتهم إلى شريحة أكبر من المتابعين من أجل التوعية بقضايا الاحتباس الحراري وتغير المناخ وما يحدث هو محاولة للفت النظر، من خلال اختيار اللوحات الأكثر شهرة والتي ستجلب التغطية الإعلامية بشكل أكبر.
وأضاف الفنان التشكيلي، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هذا الأمر وإن يمثل قضايا هامة ولكنه ينطوي على خطورة كبيرة، ويعتبر إساءة للفن والطبيعة وهو أمر لا يليق.
وحذر من أن الأمر قد يؤدي إلى تدمير هذه الأعمال الفنية التي لا تقدر بثمن، كما حدث مع لوحة بوتشيلي في فلورنسا، وقد تكرر الأمر مع لوحتي موناليزا وفان غوخ، اللتين لحسن الحظ كانتا محميتين بمانع من الزجاج، ولم تتضررا، مطالبا بوقف مثل هذه الاعتداءات على الأعمال الفنية.
لوحة دوار الشمس
الأسبوع الماضي، رمى ناشطون بيئيون من حركة "جاست ستوب أويل"، حساء الطماطم على لوحة "دوار الشمس" الشهيرة لفان غوخ المعروضة في متحف "ناشونال غاليري" في لندن.
وأظهرت صور وفيديوهات نشرتها الحركة التي تطالب بالوقف الفوري لكل المشاريع النفطية أو الغازية، ناشطتين ترميان عبوتين تحويان الحساء على العمل الذي تُقدّر قيمته بأكثر من 84 مليون دولار.
الموناليزا
وفي شهر مايو الماضي، تعرضت اللوحة الأشهر عالميا "الموناليزا"، لاعتداء من قبل شاب في العشرينيات من عمره، تنكر في شكل امرأة عجوز وارتدى شعرا مستعارا، جالسا على كرسي متحرك بشكل لا يسمح لأحد أن يشك في أمره.
ودخل الشاب إلى متحف اللوفر بباريس، مباشرة إلى القاعة 6 المكتظة عادة بأكبر عدد من الزوار الراغبين برؤية اللوحة الأشهر بالعالم، وهي الموناليزا التي رسمها ليوناردو دافنشي قبل أكثر من 500 عام.
ولأنه يعلم أن الاعتداء مباشرة على الموناليزا صعب جدا، لعرضها خلف لوح من زجاج مضاد للرصاص، ومعزز بحراسة إلكترونية مشددة، فإنه نهض عن الكرسي وشوّه فقط لوحها الزجاجي بقطعة حلوى غطت معظمه السفلي، ثم راح ينثر ورود باقة كانت معه، وسط قلق واستغراب الزوار.
العشاء الأخير
وفي شهر يونيو الماضي، ألصقت مجموعة من نشطاء المناخ أيديها بالإطار المحيط بنسخة من لوحة "العشاء الأخير" الشهيرة لليوناردو دافنشي التي تحتفظ بها الأكاديمية الملكية للفنون بلندن، مطالبين بوقف تراخيص النفط.
وقال نشطاء مجموعة "أوقفوا النفط" Just Stop Oil إنها المرة الخامسة التي يحدثون فيها إرباكاً لمؤسسة فنية كبرى، كشكل من أشكال المقاومة المدنية.
ويأتي ذلك بعد يوم من التصاق متظاهرين بإطار لوحة "ذا هاي وين" للفنان الإنجليزي جون كونستابل في المعرض الوطني، وتغطية اللوحة برؤية يائسة "معاد تخيّلها" للمشهد الذي يجسده العمل.
محاولات أخرى
وفي شهر يوليو الماضي، خاطر ناشطان بيئيان بلصق أصابعهما بإطار لوحة للرسام الهولندي فينسنت فان غوخ في متحف بالعاصمة البريطانية لندن، للتعبير عن رفضهما لبناء أي منشأة جديدة مرتبطة بالوقود الأحفوري.
وينتمي الناشطان إلى حركة "Just Stop Oil" أيضا، فيما أوضح كل من المتحف والحركة البيئية أن الناشطَين ألصقا أصابعهما بلوحة «Peach Trees In Blossom»، التي رسمها فان جوخ عام 1889، وتمثل منظرا طبيعيا في جنوب فرنسا.
وفي إيطاليا، قام متظاهرون بيئيون بتثبيت أيديهم على قاعدة تمثال قديم في متحف الفاتيكان، في محاولة للضغط ضد إعادة فتح مناجم الفحم القديمة وإطلاق خطط للتنقيب عن الغاز الطبيعي.
سكاي نيوز عربية