كشفتها تقارير تكمن بادراج مؤسسات رقابية

فساد وهدر للملايين بوزارة الزراعة

كتب عبدالله العظم

في تقليبنا لصفحات واوراق المشاريع التي قامت بتنفيذها وزارة الزراعة تتجلى امامنا صور شتى من الفساد الذي يقود الى هدر كبير بالمال العام، ومن خلال تلك الصور والوقائع لا يغادرنا الشك بان جهات مسوولة بالوزارة اختلقت وابتدعت بعض المشاريع لغايات تنفيعية بحته، ومن ذلك على سبيل المثال مشاريع زراعية مختلفة لم تثبت جدواها، واخرى ملامح الفساد فيها واضحة مثل مشروع تطوير زراعة العنب ومشروع الحزام الاخضر ومشروع تطوير المشاتل الحرجية ومشروع تطوير زراعة الفستق الحلبي، ومشروع زيادة دخل الاسر الريفية الفقيرة.

وفي تفصيلنا لما آلت اليه تلك المشاريع لتوضيح وجهة نظرنا التي لمحنا فيها في صدر هذا السياق وبحسب تقارير رقابية تكمن في ادراج مؤسسة رقابية عريقة في تقيمها لتلك المشاريع في ان الوزارة عمدت لانشاء مشروع لتطوير المشاتل الحرجية والرعوية منذ عام 2007 وبكلفة قدرت آنذاك (667،1) دينار ولمدة ثلاثة سنوات ولغاية الان لم يتم انجاز هذا المشروع، في حين ان عدد تلك المشاتل كان اثنى عشر مشتلا، ثم تقلصت الى خمسة فقط واقتصر المشروع على استبدال شبكات الري وانشاء مصاطب اسمنتية ولم تحقق تلك الاعمال الهدف الرئيسي من المشروع بالاضافة الى ما ذكر ثم صرف مبلغ (875) الف دينار فعليا من المبلغ المقدر ولا تناسب المبلغ المتفق مع الانجازات الفعلية والى ابعد من ذلك فقد تركزت النفقات على شراء السيارات والاليات والمحروقات بقيمة تجاوز (214) الف دينار مع العلم الاكيد بان معظم تلك الاليات والسيارات لا تعمل لصالح المشروع وانما يتم استخدامها في مرافق وجهات اخرى بالوزارة.

وفما يخص مشروع الحزام الاخضر فقد تم صرف مبلغ (168،1) مليون دينار على المشروع ولم ينجز منه سوى 10٪ في حين انه يقارب على الانتهاء وان المبلغ المرصود له (610،1) مليون دينار وهذا ما يشير الى فشل المشروع، وبذات الوقت فقد تركزت المصاريف والنفقات عليه على المحروقات والماء وعلاوات السفر وشراء باصات بكلفة (227) الف دينار مع العلم بان الباصات ايضا تعمل في مديريات اخرى وقيمتها (103) الاف دينار وبلغت مصاريف السفر خلال عام واحد على سبيل المثال ما يقارب 14 الف دنيار بينما ان المشروع لا يستوجب عمليات السفر لاي جهة كانت لكونه يهدف لتشجير جوانب الطرق الداخلية لما يقارب الى الفي كيلومتر ولم تغرس ولم تورق ولم تزهر.

كما واصاب مشروع تحريج الاراضي المحاطة بالسدود ما اصاب باقي المشاريع آنفة الذكر حيث تم رصد مبلغ (381،5) مليون دينار لهذا المشروع وبلغ مجموع المساحات التي تم زراعتها (2400) دونم من اصل (26) الف دونم ولم يبقى من عمر المشروع سوى سنة واحدة، وراح جزء من مصاريفه على مسائل اخرى بنفس الطابع والشكل.

ومرورا على باقي المشاريع نقف عند مشروعي تطوير زراعة العنب والفتسق الحلبي حيث بلغت تكلفة الاول منها (147،2) مليون دينار وتبين وجود نقص في الاشتال، كما وقام المزارعون المستفيدون بقلع المعرشات المحمولة والمشروع وخلع الاشتال وزراعة مناطقها بالزيتون واللوزيات وغيرها الى جانب ان البعض منهم قام ببيع قطع الاراضي المخصصة لتلك الغاية كما واظهرت النتائج فشل الغراس حيث ما تنجح منها سوى 13٪.

اما وبالنسبة للمشروع الثاني حيث تم نقل مخصصات المشروع لبرامج اخرى لا تحقق الاهداف بل ومني بنسبة فشل عالية النتائج وتم انفاق نصف مليون دينار على شراء آليات ايضا لم تستخدم في المشروع.

ومن خلال دراسة سير اعمال مشروع زيادة دخل الاسر الريفية، فقد تبين ان (275) اسرة مستفيدة من مشروع تربية الماعز لا يوجد لديهم رأس من الماعز بحيث قدرت قيمة تلك المبالغ ب (357) الف دينار ولم يتم اتخاذ اي اجراء قانوني بحقهم.

بالاضافة الى قيام المستفيدين بنقل وبيع البيوت البلاستيكية الموزعة عليهم بكلفة (18) الف دينار وتم اتلاف اخرى بقيمة (16) الف دينار وصرف (15) الف دينار بدل سفر.