الشاهد - دعا ملك المغرب محمد السادس، الجمعة، إلى التعامل بجدية في مواجهة "إجهاد مائي هيكلي" تعانيه المملكة، وذلك في خطاب بمناسبة افتتاح أعمال البرلمان، مدشنا عودته إلى المغرب بعد غياب مؤخرا.
وقال العاهل المغربي "ندعو لأخذ إشكالية الماء، في كل أبعادها، بالجدية اللازمة، لاسيما عبر القطع مع كل أشكال التبذير، والاستغلال العشوائي وغير المسؤول".
ونبه إلى أن المغرب "أصبح يعيش في وضعية إجهاد مائي هيكلي"، و"يمر بمرحلة جفاف صعبة، هي الأكثر حدة، منذ أكثر من ثلاثة عقود".
يعاني المغرب هذا العام جفافا حادا تسبب خصوصا في تراجع نتائج القطاع الزراعي، الأساسي للنمو الاقتصادي. وأدى ذلك، بالإضافة إلى تداعيات الحرب في أوكرانيا، إلى تراجع توقعات النمو لهذا العام إلى 0.8% فقط، وفق المصرف المركزي.
يدشن الخطاب الملكي السنوي أمام أعضاء غرفتي البرلمان النشاط السياسي في البلاد في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية، جراء تباطؤ النمو وارتفاع معدل التضخم إلى مستويات قياسية بلغت 8% في آب/أغسطس، بحسب أرقام رسمية.
كما يدشن عودة الملك محمد السادس (59 عاما) إلى الساحة السياسية، بعد مقام خاص في فرنسا خلال الفترة الماضية، وفق وسائل إعلام محلية ودولية. وهي المرة الأولى التي يلقي فيها خطابه أمام البرلمانيين حضوريا بعد وباء كورونا.
وأفادت المندوبية السامية للتخطيط (رسمي) في مذكرة هذا الأسبوع أن مستوى الفقر والهشاشة في المغرب عاد إلى المستوى الذي كان عليه في العام 2014، بسبب التداعيات المتتالية لأزمة كورونا والتضخم.
ويراهن المغرب على رفع حجم الاستثمارات العمومية والخاصة لإعادة تنشيط الاقتصاد، بحيث دعا الملك الحكومة في خطابه الجمعة إلى إقامة "تعاقد وطني للاستثمار" يهدف إلى "تعبئة 550 مليار درهم (نحو 25 مليار دولار)"، وإحداث 550 ألف منصب عمل ما بين 2022 و2026.
يأمل المغرب، الذي يبلغ عدد سكانه نحو 36 مليون نسمة، استعادة النمو الاقتصادي بمعدل 3.6% العام المقبل، إذا بلغ محصول الحبوب متوسط 75 مليون قنطار، وهو ما يظل مرتبطا بمستوى الأمطار.
أ ف ب