د.سامي علي العموش
تشير استطلاعات الرأي التي أجراها مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية إلى تراجع شعبية الحكومة وعدم قدرتها على إدارة المشهد بنسب عالية وغير مسبوقة، وهذا مؤشر خطير يدل على الإحباط لدى الناس وعدم قدرة الحكومة ورئيسها على ترجمة الرسائل والتوجيهات الملكية إلى حقائق على أرض الواقع، فمن يقرأ بين السطور يجد بأن هناك خلل ما إما في الدراسة التي أجريت أو أن المؤشر خطير جداً عندما يتحدث عن مثل هذه النسب بالنسبة للحكومة وخصوصاً بأن الحكومة شارفت على عامين من توليها المسؤولية ممثلة برئيسها وعلى ذلك فإن المتصفح لما إلتزمت به الحكومة يجد بأن إنجازاتها لا تعد ولا تذكر وخصوصاً في إدارة الأزمات فهي تعاني من ضعف شديد في فن إدارة الأزمة والخروج منها إلى بر الأمان وكثيراً ما تتحرك لها أيدي وأذرع في الدولة العميقة لإتمام الدور، فهي تعاني من ضعف في مسائل عدة: منها الثقة وعدم القدرة على التواصل وإقناع الشارع بسياساتها وطروحها بالإضافة إلى أنه هناك شيء فارق في هذه الحكومة وهو ضعف قوتها في فن إدارة الأزمة، وكثيراً ما كانت تستدعي الدولة تدخل جهات أخرى لإتمام المشهد أمام صمت الحكومة وعدم قدرتها على مواجهة الشارع، وهذا ما أثبتته الدراسات والاستطلاعات التي تظهر ما بين فنية وأخرى.
إن من يعرف الهاشميين وتاريخهم العريق يعرف أنهم الأسهل والأبسط والأكثر ميلاً إلى الناس والشارع فهم يميلون إلى حيث يرى الناس وإلى ماذا يحبون ويريدون ويحترمون فكرهم ورأيهم وهم الأقدر على تقييم الحكومة، يأتي حديثي هذا من منطلق حديث ظهر قبل أيام بأن الحكومة باقية وهناك تعديل موسع على الحكومة أو تغيير مع إعادة التشكيل للرئيس الحالي، ولكني أجزم وهذا رأيي الشخصي بأن صاحب القرار وهذا تاريخياً للهاشميين ينحازون إلى الشارع وهناك شواهد كثيرة في تاريخ الأردن نعرفها جميعاً بأن القرار الأخير دائماً يكون بما يتفق وميول الشارع العام وعلى ذلك فإنني أعول حسب ما أرى إلى تغيير وزاري قريب بوجوه جديدة على أن نجاحها يعتمد على تهيئة الظروف المحيطة لها بإحداث تغييرات بأماكن حساسة لإنجاح عمل الحكومة بحيث تكون قادرة على متابعة العامين القادمين لنهاية الدورة الحالية لمجلس النواب بحيث يتهيئ لمن بعد ذلك خوض الإنتخابات على أسس حزبية تفرز بعض القيادات التي يمكن أن تساهم في صناعة القرار، صحيح قد يسأل سائل هل بالإمكان أن يكون هناك إنتخابات حزبية خلال العامين القادمين؟ والجواب بسيط بأن العمل الحزبي يبدأ ثم يتجذر عبر السنوات القادمة بحيث يفرز في النهاية إفرازات حزبية قائمة على أسس برامجية تتنافس في الخدمة سقفها وشعارها الوطن تستقي منه وتنتمي إليه.