المحامي موسى سمحان الشيخ
استطاع اسطول الحرية الثالث ان يعري الوجه الحقيقي البشع لدولة العدو الصهيوني، الاسطول لم يصل الى ضفاف غزة وشواطئها كالعادة، دولة العدو دولة فوق القانون هكذا ارادت نفسها وهكذا هي فعلا، صيرها الضعف العربي والاستخداء والتآمر الدولي قوة شرسة لا ترى سوى القوة دربا لتحقيق طموحاتها العنصرية المريضة، ومع هذا فلقد استطاع هذا الاسطول الشجاع باصراره العنيد ان يوصل رسالة للعالم مفادها ان حصار مليوني شخص فلسطيني ودفنهم احياء لا يمكن ان يستمر للابد، ومما زاد اهمية اسطول الحرية هذه المرة وفعالية مشاركة شخصيات محترمة ووطنية بارزة كالمنصف المرزقي الرئيس التونسي السابق وسواه من الرجال الافذاذ. اما الرسالة الثانية والاهم لاسطول الحرية فهي رسالة عربية بامتياز: رسالة تقول بوضوح شديد ان حصار غزة حصار عربي عربي حيث اظهرت وتظهر الممارسات العربية الرسمية الفاضحة - وهذا ما ظهر بجلاء ووضوح ابان حرب العدو الثالثة على القطاع الباسل الشجاع: حيث ظهر التفاهم العربي مع العدو الصهيوني حتى لا نقول التحالف في اشد صوره قباحة ونذالة، اهناك اصعب واقذر من تآمر المرء على اخيه؟ هل يقوى احد على تفسير اغلاق معبر رفح حتى في وجه الحالات الانسانية؟ غزة ليست بحاجة الى اسطول حرية واحد على اهميته، هي بحاجة الى اساطيل من الكرامة والوطنية والنخوة العربية النائمة. شكرا اسطول الحرية، شكرا رجاله لقد ذكرتمونا كما ذكرتم اطفال غزة الجياع العراة والرجال في الوقت ذاته ذكرتمونا بان غزة تستحق تحالفا عربيا كتحالفات عرب حروب العراق وسوريا واليمن وليبيا، فهنا العدو واضح وضوح الشمس، ومع هذا فغزة صامدة .. صامدة.