الشاهد -
الشاهد - خالد خشرم
مجرد الدخول الى مخيم من المخيمات فستجد الفقر سمة ظاهرة على ذلك المخيم اضافة الى الحرمان الذي تراه في اعين سكانه من رجال واطفال ونساء ومخيم الحصن حاله حال الكثير من المخيمات على الارض الاردنية حيث نقص الخدمات بكافة اشكالها وانواعها مما يجعله يعد جيبا من جيوب الفقر المدقع في المملكة. نقص البنية التحتية حيث يعاني المخيم من نقص وتشوه في البنية التحتية الاساسية فلا شبكة صرف صحي ولا طرق ونقص في الماء والانارة وغير ذلك على الرغم من بعده فقط لخمسة كيلومترات عن مدينة اربد وقصورها وشوارعها. وخلال جولة الشاهد فيه لم نر اي ملعب او حديقة او مركز صحي حتى النظافة تعتبر شبه مفقودة وتتراكم النفايات بين احياء المخيم بشكل يدعو للتساؤل والاسى. مواطنون يشتكون ويقول المواطن راكان عبدالهادي وهو اب لخمسة اوولاد وثلاث بنات بان لا احد من ابنائه يعمل ويعانون من البطالة ويعيشون جميعا في منزل لا تزيد غرفه عن الاثنتين مسقوفتين (بالزينكو) تتهاطل عليها الامطار شتاء وتخترقها لتبلل كل شيء داخل المنزل وتزيد من حراراتها اشعة شمس الصيف لتجعلها عبارة عن فرن حراري! واكد المواطن ان اولاده قد انهوا تعليمهم وبشهادات عليا ويبحثون عن عمل منذ ما يزيد على ثلاث سنين دون جدوى فلا مؤسسة حكومية تقبلهم ولا بلدية مع انهم قد قبلوا بمن هم اقل منهم شهادة وتعليما فقط لعدم وجود واسطة لديهم ولانهم ابناء مخيم! ويضيف انه يستدين من اهل الخير ثمن فاتورتي الكهرباء والماء ليدفعها حتى لا تقطع عنهم. اطعمة فاسدة كما واشتكى اهالي المخيم ان المطاعم والمحال لديهم تبيعهم اطعمة فاسدة واخرى مكشوفة وغير صحية دون اي رقيب عليهم ولا يوجد اي نوع من انواع التنمية او الرعاية الصحية في المخيم يكفي انهار المياه العادمة التي تجري في المخيم ليل نهار. حيث دخلنا البيوت ورأينا الاطفال الصغار ينامون والجرذان في غرفة واحدة والمرض يلاحق بيوتا اخرى والروائح تخرج من هذه المنازل جراء النفايات والمياه العادمة وقلة الحال! واشتكى مواطنون بانهم يعاملون وكأنهم ليسوا بشرا او بلا كرامة! في هذا المجتمع لان لا احدا يسمع شكواهم ولا يحل مشاكلهم ولا تقدم لهم الخدمات وهم في سجن كبير وجماعي في ظروف القهر والفقر والاوبئة والامراض. نقص الرعاية الصحية هذا ويعاني اهالي مخيم الحصن من عدم قدرتهم للذهاب للمستشفيات والمراكز الصحية ويكتفون بالذهاب لعيادات وكالة الغوث التي تعاني من انقطاع العلاجات والادوية الهامة وان اطفالهم يذهبون للمدارس دون اي فلس بايديهم من قلة الحال. ويشتكي الاهالي من ان صندوق المعونة في منطقتهم لا يعطيهم شيئا وكلما راجعه احدهم يقول له انت تعمل ولا تستحق،بينما غيرنا من اصحاب المنازل الفارهة والسيارات والمحلات يتقاضون رواتبا منها. وطالب السكان الحكومة ان تنظر اليهم بعين الرأفة وتعمل على تحسين الخدمات فيه وتشغيل ابناؤنا وتنظيف المخيم من النفايات المتراكمة فلقد مللنا الحرمان والجرذان وسوء الخدمات ويكفينا فقر وعوز (كما يقولون). قال الاهالي اذا تعلم ابنائنا وتخرجوا لا يجدون اعمالا واذا لم يتعلموا فسيذهبون في طريق الانحراف والسوء وشهاداتهم لا تنفعهم لانهم لا يعملون بها ولا يجدون من يوظفهم، هل فقط لانهم ابناء مخيم! ام لاننا لا نملك الواسطة والمحسوبيات. بالاضافة الى مشاكل عدم التنظيم وعشوائية البناء في المخيم فلا شوارع ولا تنظيم ويتواجد الكثير من المواشي داخل المنازل والاحياء وتربية الحمام والطيور اصبح المخيم حالة مشتركة بينهم وبين السكان واشتكى السكان من اهمال لجنة الشؤون الفلسطينية لهذا المخيم من جميع النواحي وعدم تقديمهم الخدمات اللازمة لهم واتهموهم بانهم يوزعون المكارم الملكية والمساعدات على ذويهم ومعارفهم وبارقام واسماء وهمية ايضا! وطالب الاهالي بان يعيشوا عيشة الكرام ويسدوا رمقهم من العيش ويسدوا احتياجاتهم وتنتهى معاناة مخيمهم اسوة بجميع القرى والمدن في ربوع المملكة.