حسن محمد الزبن
اليوم الخميس من شهر آب والكل في أرجاء الوطن على موعد مع نتائج وزارة التربية والتعليم، والكل يترقب بفارغ الصبر، ففرحة النجاح للطالب وأهله لا تعادلها فرحة، الفرحة التي تأتي بعد جهد وقلق ومثابرة، مقرونة في كل لحظة بدعاء الأمهات والأباء، لأن يتجاوز أبناؤهم هذه المرحلة، التي أصبحت تعد من المراحل الصعبة في حياة كل الأسر الأردنية، ورغم صعوبتها إلا أن الجميع يتقبل النتائج بارتياح، ودون غضب، ودون تأفف، ودون ملاعنات وشتائم، ودون تكسير، ودون ضرب، ولا تجاوزات على القانون، لأن الكل يشعر بعدالة المنافسة، وعدالة الامتحان، فلا يوجد محسوبيات، ولا يوجد "كرت غوار"، قانون مكتوم سري للغاية، لا أحد يطلع على أرقام الجلوس، أو اسماء الطلبة، أو هوياتهم، ولا درجة الفقر أو الغنى للطالب، أو إن كان مسحوقا أو برجوازيا، أو ابن موظف أو وزير، أو من مدرسة حكومية أو مدرسة خاصة، الكل سواء أمام ورقة الإجابة، وفي نظر المعلم الذي يمكن أن يصلح ورقة إبنه أو إبنته دون أن يعلم، هي الفصل الأول والأخير، للنتائج، كل طالب حسبما جد وجد، وحسبما زرع اليوم يكون حصاده.
في هذا اليوم نهيب بكل الأهل إلتزام القانون، ومراعاة تعليمات الأمن العام وإدارة السير، بخصوص التعامل مع الطرق في المملكة، وأن نلتزم الفرح دون إطلاق عيارات نارية، لما فيها من خطر على الأرواح البريئة، وأن نكون من الحرص على سلامة طلابنا الذين تغمرهم الفرحة بالنتيجة فيعتلون الحافلات دون ضوابط تؤثر على سلامتهم، أو يكون قيادة السيارات بطيش وسرعة عالية من نشوة الفرح، أو السير بعكس اتجاه السير فتحصل كارثة مرورية لا سمح الله تكون نتيجتها الأسى والحزن، ونقول لمواكب الناجحين إلتزموا ما يصدر عن رجال الأمن على الطرق، واحترموا توجيهات الدوريات المرورية، لأن الكل يراهن على وعيكم، وعلى إحترامكم للسلامة العامة، وعلى تفهمكم، وإيمان الجميع أننا من أكثر شعوب العالم تحضرا، ورقيا، وعلى عهدنا نرفض كل سلوك همجي وسلبي وغير إيجابي، وإذا كان من بيننا قلة لا تلتزم، فالقانون سيتكفل بهم، وهم بالتأكيد لن يشكلوا ظاهرة في مجتمعنا الحر، وندعو الجميع التعبير عن الفرح دون الإضرار بمن حولهم، ليعم الفرح أرجاء الوطن دون منغصات، وأخطاء تنعكس على صاحب الفرحة بالنتائج، وعلى أسر وعائلات هي في الأصل آمنة، إلا من سلوك يعكر حياتها، مع احترامنا وتأييدنا للفرح، وحق كل فرد في التعبير عن شجونه وسعادته، لكن حريتنا تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين.
مبروك لكل الناجحين في الأردن، وبورك قطافكم وحصادكم، ونقول للطلاب الذين لم يحالفهم الحظ، لا تيأسوا، فما زال في الحياة والمستقبل فسحة أمل لتتجاوزا مرحلة (التوجيهي)، بجدكم ومثابرتكم وإحساسكم بالمسؤولية تجاه أنفسكم، والأبواب مفتوحة لكم، ودمتم على الخير، ودمتم بسلامة من الله العلي القدير.
وحمى الله الأردن،