"فتى الزرقاء" لا أنزعج من هذا اللقب أبداً
- لا أخجل من الأطراف وأعتبرها شيء مميز
- لم أتلقَّ أي هاتف من المسؤولين للمباركة لي بنجاحي
- سر قوتي هو الله
- "مستحيل انك تنجح"و " مش رح توصل" عبارات جارحة كانت من أقرب الناس
- اتصل بي والدي من السجن وكان منبهر ويبكي من الفرح
- أتمنى أن أصبح قاضيا لأحكم بين الناس بالعدل
- واجهت صعوبات كثيرة وحالتي النفسية كانت صعبة جداً
أهداني الملك منزلا في عمان وهذا ما قاله لي ولي العهد
رم - رحاب الشيخ وهبة الحاج
تصوير سند العبادي
فيديو ليث الغزاوي
مونتاج: محمود السامرائي
بين الدموع والمشاعر التي فيها فرح الانتصار على الألم يروي صالح حمدان الملقب "بفتى الزرقاء"، ل"رم" كيفية تخطيه اللحظات الصعبة ونجاحه في الثانوية العامة، صالح الناجي من حالة الصدمة التي اصابته بعد تعرضه لحادث أليم في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2020، حين قام عدة أشخاص بخطفه من مدينة الهاشمية، ونقله إلى منطقة خالية من السكان شرق محافظة الزرقاء ثم اعتدوا عليه بالضرب وبتروا يديه، وفقأوا إحدى عينيه، وإيذاء الأخرى، ثم تركوه في منطقة خالية من السكان، وبعيدة عن أقرب مستشفى 7 كلم.
وعاد صالح للأضواء مجدداً بعدما تمكّن من اجتياز امتحان الثانوية العامة بنجاح، وحصوله على معدل 85.15% من الفرع الأدبي، وخلال لقاء أجرته "رم" معه، قال:"بالبداية كنت أشعر بأنها ستكون سنة لطيفة، ولكن عندما بدأت بخوض التجربة واجهت صعوبات كثيرة بالدراسة، منها بقائي لمدة طويلة أتابع دروسي على "اللاب توب"، مما أثر على نظري بشكل كبير لأنني أملك عين واحدة، وفي أوقات كنت ارتدي الأطراف الاصطناعية للكتابة، وأوقات أخرى أستعين بوالدتي أو أختي لكتابة الملاحظات لي؛ لأتمكن من حفظها".
وأضاف ،"بالنسبة لحالتي النفسية كانت صعبة جداً خصوصاً في الوقت الذي صد فيه الحكم على والدي بالحبس، وكان ذلك قبل امتحاناتي بفترة قصيرة عندها كدت أن أفقد الأمل، ولكن استمر والدي بتشجيعي ولذلك قررت أن أكمل مسيرتي، وكنت أذهب لزيارة أبي بالسجن باستمرار، وأهدي نجاحي لأبي فقط، وكل شيء أنجزته بحياتي لأجله، وعندما تلقيت خبر نجاحي اتصل بي أبي من السجن وكان منبهر بي ويبكي من الفرح".
وأكمل، كنت أحاول كثيرا لمعرفة نتيجتي، أمي أرسلت رقم الجلوس لخالتها، وعندما تأخرت بالرد ظننت أنني لم أنجح، ولكن بعد مدة اتصلت بوالدتي وأخبرتها بأنني نجحت بهذا المعدل، وهذه الفرحة لا تعوض، ومن الصعب جداً أن أوصفها، "النجاح كثير حلو"، ومررت بمواقف صعبة جداً خلال دراستي منها أنني كنت أسمع عبارات جارحة من أقرب الناس لي، مثل "ما رح تنجح"، "مش رح توصل"، "مستحيل انك تنجح"، أنا كنت أخذ العبارات هذه كدافع لأكمل مسيرتي، ونجحت الحمدلله، أتمنى أن أدرس القانون بالجامعة الأردنية؛ سأكون قاضي وأريد أن أبدع وأتميز بهذا التخصص وسأحكم بحق الله وبعدالة بين الناس، لا شيء مستحيل، بإذن الله".
وعن كيفية تقديمه للامتحانات، أجاب صالح،"كان معي كاتب ومراقب، وكنت أقول الجواب للكاتب، وكنا نجلس بغرفة غير مغلقة، وكانت أصعب مادة الرياضيات، ولكن اجتزتها بمعدل ممتاز".
وأكد صالح أنه لولا الحادثة التي حصلت معه لما وصل إلى النجاح، مضيفاً،" أعتبر نفسي جايب 100% بالتوجيهي، لأنني تعبت وواجهت صعوبات كثيرة، والله أعطاني قدرة الحفظ ما بعرف من وين اجتني، وبالنسبة للأطراف تساعدني تقريبا بنسبة 50%، ولكن بحاجة لممارسة بالنهاية، ولا أخجل منها أبداً وأعتبرها شيء مميز واخترت ان تكون باللون الأسود".
ويطلق صالح تنهيدة ليكمل حديثه، " وصلت الامور للموت والله نجاني، بالنسبة للحادثة لازم انساها وما اتذكرها، لأنه اذا ضليتني اتذكرها ما بقدر أكمل ورح أوقف، ولما اتذكرها بحكيها وأنا بضحك، ولا أشعر بأنني اخذت حقي؛ لأنه بالنهاية المجرمين معتادين على السجن ولكن عندما ينفذ فيهم حكم الأعدام أكون قد أخذت حقي بالكامل، سر قوتي هو الله، وبالنسبة للفيديو في وقت الحادثة عندما كنت بالمستشفى عمي كان يقرأ القرءان لي وكنت أردده، لما كان يجي عندي الدكتور النفسي بالمستشفى يطلع يحكي لأمي أبنك هو من يعطينا دافع، ولم أتلقى ولا جلسة مع الطبيب النفسي وجعلت من هذه الحادثة دافعاً لي".وتابع، "لم أتلقَّ أي هاتف من المسؤولين للمباركة لي بنجاحي، ومدرستي النظم الحديثة كانت داعمة لي".
وكشف صالح أن هنالك تهديدات تصله لغاية الآن، وكان تصلني تهديدات كثيرة لغاية الان، وآخر تهديد كان قبل أسبوع من حساب وهمي على الفيس بوك، وكان محتواه كما قال:"لسا ما أخذنا حقنا ورح ناخذ بثأرنا منك" وتواصلت مع الجرائم الإلكترونية للتحقيق وتحديد هوية الشخص، وهذه التهديدات لن توقفني".
وبالنسبة للقب "فتى الزرقاء" رد صالح:"لا أنزعج من هذا اللقب وتعودت عليه لأنه الناس عرفتني فيه وهذا اللقب هو من رفعني".
واختتم صالح حديثه قائلاً،"عندي صاحب اسمه محمد كان معي من الصف الثاني ولغاية الآن هو بجانبي ودعمني بشكل كبير ولولا وجوده معي لما استطعت ان أجتاز ما حدث لي، ضله معي 45 يوم بالمستشفى، وتعرفت على أصدقاء جدد عندما ذهبت للعمرة، الله رزقني بناس وغيرلي كثير شغلات بحياتي، وبدأت بداية جديدة بكل شيء، عندما خرجت من البيئة التي كنت أعيش فيها وأنا الآن أسكن بعمان طبربور بالبيت الذي أهدانا إياه جلالة الملك عبد الله، البلد وقفت معي عشان هيك أنا بدي أرد الجميل وأعمل شيء لبلدي أخدمها، وجلالة الملك دعمني كثير".