الشاهد -
الشاهد-فريال البلبيسي-تصوير تركي السيلاوي
احدثت قضية استشهاد الشاب عبدالمنعم سامي الحوراني هزة كبيرة في الشارع الاردني الذي لم يكن يتوقع ان تطال يد الغدر والارهاب ابناءنا في عقر دارهم وخصوصا مدنيين ليس لهم اي يد او ذنب في الصراعات القائمة غير انهم يقطنون في اهم المدن الاردنية المحاذية للحدود السورية (الرمثا) والتي يعيش اهلها حالة خوف ورعب دائم من الشظايا والقذائف التي تخطىء طريقها وتسقط على مدينتهم وما حادثة استشهاد الحوراني واصابة ابناء عمومته الا دليل واضح على ان يد الغدر وصلت الينا والى ابنائنا دون ذنب اقترفناه اللهم الا اننا ناصرنا المظلوم ووقفنا بجانب من التجأ الينا من نيران القهر والغدر. التفاصيل كاملة لحادثة الاستشهاد تنقلها الشاهد من خلال لقاءات اجرتها مع والد ووالدة الشهيد واقاربه الذين لا يعوضهم شيء في مصابهم هذا لكنهم احتسبوا ابنهم شهيدا ذهب ضحية وهو في عز شبابه وهو لم يهنىء بشهادته الجامعية.
والد الشهيد
قال والد الشهيد عبدالمنعم سامي الحوراني ان ولدي يبلغ من العمر 23 عاما وكان يحضر مشروعا للتخرج بعد عيد الفطر الحالي وهو خريج كلية الحجاوي في جامعة اليرموك فرع الهندسة الكهربائية قوى. وفي يوم الحادثة كان ولدي يعمل مع ابناء عمومته في المحل الذي يملكونه بوسط السوق وهذا المحل يقوم على بيع العصائر والقطايف وعند انفجار الصاروخ كان المرحوم وابناء عمومته داخل المحل حيث ارتد الصاروخ الى داخل المحل واصاب ولدي وابناء عمومته. واكد والد الشهيد ان الحادثة حصلت بتاريخ 25/6/2015 وفي الساعة الثانية ظهرا وقد اصيب بهذا الصاروخ موسى يوسف ياسين الحوراني، وعيسى يوسف ياسين الحوراني، واحمد يوسف ياسين الحوراني وهم اشقاء وابن عم ولدي. واضاف عندما اصيبوا وحضرت لمكان الحادثة عندما سمعت صوت الصاروخ لانني كنت قريبا من المكان وقد حضر العديد من المجاورين واصحاب المحال وكان ولدي يردد اسعفوا احمد وموسى وعيسى واعتقد الجميع انه لم يصب وقاموا باسعاف ابناء عمومته بسياراتهم الى مستشفى الرمثا الحكومي. وعندما عدت الى المحل لاتفقد ولدي وجدته مسجى تحت الطاولة من شدة القذيفة دون ان ينتبه احد اليه مؤكدا انه تم اسعافه الى مستشفي الرمثا الحكومي وكان متوفيا قبل وصوله المستشفى. وتابع والد الشهيد ان ولده من الشباب الملتزمين دينيا منذ الصغر وكان قبل انفجار القذيفة ادى صلاة الظهر. مؤكدا والد الشهيد ان ولده ذهب ضحية القذائف والصواريخ التي تأتي من سوريا مشيرا ان الشهيد كان يحفظ اجزاء من القرآن الكريم ويشارك في المسابقات الثقافية ويقوم بتدريس الطلبة المستجدين لتميزه بمعدلاته. وقال والد الشهيد في اليوم الذي استشهد فيه ولده كانت الصواريخ تنزل على مقربة من المركز الصحي الخاص بالسوريين وان احدى الصواريخ كادت ان تصيب ولده الاكبر والذي يعمل مع منظمة اطباء بلا حدود وقد نجا يومها من قذيفة اخرى سقطت على مقربة من مكان عمله وفي نفس الوقت استشهد ولده عبدالمنعم باحدى الصواريخ. وقال والد الشهيد ما اثلج صدري وخفف من مصابي هو شعوري اثناء التشييع ان الاردنيين جميعا كأنهم اخوة لمنعم، وانه على الرغم مما يعتصر قلبي من حزن وحرقة، الا انني وجدت ان قلوب الاردنيين تشاركه مشاعره ما خفف من مصيبته بفقد ولده. واكد ان رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور ويرافقه عدد من الوزراء زار ديوان عشيرة الحوراني وقدموا واجب العزاء بالشهيد وكذلك قدم رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة واجب العزاء مع العديد من النواب.
جامعة اليرموك
واكد والد الشهيد بان جامعة اليرموك ستقوم بالتنسيب الى مجلس العمداء في جامعة اليرموك للموافقة على منح الشهيد شهادة تخرج من تخصص الهندسة الكهربائية وذلك تكريما للشهيد الطالب ولعائلته. وقال ما يحزنني ما تناقلته المواقع الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي عن رفض عشيرتنا لصيوان العزاء الذي قدمته القوات المسلحة وهذا عار عن الصحة، فنحن لم نرفض ما تقدمت به القوات المسلحة والديوان الملكي ونحن نعبر عن امتناننا الشديد لكافة الجهات الرسمية على ما قدمته من مساعدة في استشهاد ولدنا. والدة الشهيد كانت والدة الشهيد بحالة حزن شديد على ولدها الذي ذهب ضحية صاروخ مفاجىء. وقالت احتسب ولدي شهيدا عند ربه ولكن ما يحزن القلب هو الفراق وهو صعب على كل ام، واكدت ان ما يهدىء من حزنها ان ولدها شهيد. وقالت لقد رحل وترك خلفه محبة الجميع، وشرف الشهادة التي نالها.