بقلم : عبدالله محمد القاق
ان يلقي السيد ناصر جودة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والمغتربين كلمة مستفيضة في الندوة الكبرى التي تعقدها مؤسسة عبدالعزيز البابطين الثقافية بالتعاون مع مركز الشرق الاوسط في جامعة اكسفورد بعنوان – اللاجئون والمؤسسات الدولية - في لندن بالفترة ما بين الرابع والعشرين والخامس والعشرين من شهر اكتوبر المقبل يتناول فيها اوضاع اللاجئين والدور الاردني في توفير كل المستلزمات للاجئين السوريين في الاردن والبالغ عددهم حوالي المليون وربع المليون فان ذلك يشكل دورا رياديا لما يقوم به الاردن من خدمات انسانية تمت بتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني والتي عكست انسانية الشعب الاردني من خلال حجم المساعدات التي قدمها لمساعدة الشعب السوري حتى يتجاوز المجنة التي يمر بها هذه الايام بسلام فضلا عن الدور الكبير الذي يلعبه جلالة الملك عبدالله الثاني في دعم قضايا السلم والحق والعدل والانسانية. ولا شك ان هذه المساعدات الاردنية رافقها مساعدات خليجية حيث عقت عدة مؤتمرات بالكويت برئاسة سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت وامير الانسانية الاممية لدعم الشعب السوري حيث تبرعت الكويت بحوالي المليار دولار للاعمال الانسانية في الاردن وغيرها من الدول حيث حصل الادن من المساعدات الكويتية حوالي المائة مليون دولار . والواقع اان هذه الندوة لها اهميتها الكبيرة والتي سيشارك فيها كبار السياسيين العرب والاجانب والتي سيجري خلالها بحث موضوعات اخرى هي البيئة والتنمية البشرية ووسائل الاعلام الجديدة والشباب والتحديات العالمية والمدن واهم الملفات التي نواجهها لقد ابلغني الوزير جودة رئيس الدبلوماسية الاردنية اثناء مشاركتنا في مؤتمر دافوس – المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد قي البحر الميت بحضور لفيف من القادة والمسؤولين العرب والاجانب انه سيشارك في هذه الندوة في اكسفورد والتي تلقى دعوة رسمية نقلتها له من الاستاذ عبد العزيز البابطين في وزارة الخارجية . فهذه الندوة سيشارك بها من الاردن دولة الاستاذ طاهر المصري رئيس الوزراء الاسبق والدكتورة لانا مامكغ وزيرة الثقافة والاستاذ صالح القلاب وزير الاعلام الاسبق والدكتور موسى شتيوي رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية والدكتور ريما خلف نائب رئيس الوزراء السابق وزيرة التخطيط ومن فلسطين مفتي فلسطين سماحة الشيخ محمد حسين ومستشارة رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتورة خيرية الرصاص بالاضافة الى وزراء ومفكرين عرب واجانب. فاذا كانت القضايا السياسية تستأثر باهتمام هذه المؤسسة العربية الرائدة عبدالعزيز البابطين الثقافية نظراً لخطورة الاوضاع الراهنة في المنطقة في ضوء ثورة الربيع العربي، وما آلت اليه من أوضاع من متغيرات على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية أثرت على مجتمعنا وتقدمنا واستقرارنا العربي المنشود، فان امكانية التحاور بين رجال الفكر والثقافة والعلماء العرب، في مؤتمر لندن المقبل لعقد قمة عربية تُعنى بالثقافة وتبتعد بالمفكرين عن قضايا رئيسة شغلت عالمنا العربي منذ عام 1946 حتى الان، فاننا نعتقد ان التحاور لعقد مثل هذه القمة اصبح ضرورة فعلية لتجاذب اطراف الحديث حيال مختلف القضايا لأن هذه من المسائل الحساسة والراهنة في هذه المرحلة، حيث لم تغب مثل هذه اللقاءات الادبية عن الاتحاد الاوروبي في توجهاته نحو بناء استراتيجية ثقافية اوروبية ممنهجة رصدت لها الدول الكبرى المبالغ المالية لتقدم الدراسات والبحوث اللازمة من اجل تطوير التعاون الثقافي الاوروبي وأثره في المرحلة الراهنة، خاصة بعد ثورات الربيع العربي بغية الدخول لدولنا العربية من خلال هذه الثقافة. فالدول العربية ثرية بالمؤسسات الفكرية، الرائدة منها منتدى الفكر العربي ومؤسسة عبدالحميد شومان وكذلك مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري ومؤسسة الفكر العربي في السعودية ايضاً، والاتحادات والروابط الادبية في وطننا العربي من المحيط والخليج التي من شأنها الاسهام في اثراء الثقافة العربية.ففي المؤتمرات الثقافية التي حضرتها بدعوة من الاستاذ عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري العربي في الكويت وفي غيرها من الدول العربيةمراكش والقاهرة والكويت وبيروت ، يجمع الاستاذ البابطين بحكمته وخبرته الواسعة العديد من المثقفين على ضرورة احياء هذه الفكرة والتي من شأنها تكريم المبدعين العرب كما احتفت مؤخرا مؤسسة الاستاذ البابطين في دورتها الجديدة بالشاعرين عبدالله سنان ومحمد شحاته، والتي وصفها الكتّاب والنقاد العرب بأنها خطوة جديرة بالتقدير لكونها تتسم بالجودة والاتقان وتضيف بذلك نجاحاً جديداً اضافة الى نجاحات سابقة من شأنها سد الفجوات والثغرات التي تركتها جهات ومؤسسات رسمية اغفلت دورها في خدمة الثقافة والادب بل وتركز على تقديم خدمات جليلة للأدب الانساني الراقي.. فقد لمست ذلك في هذه الندوات التي عقدتها مؤسسة الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري في كل من الكويت والقاهرة والجزائر واسبانيا والاهتمام بالفكرة حيث وضعت هذه الندوات كل الخطط الكفيلة بانجاح الحوار والتواصل بين العلماء والشخصيات بغية التقارب بين الشعوب وحققت خلال عمرها القصير اعمالاً كبيرة نحو بناء صرح الادب الشامخ القادر على ان يضفي لوناً انسانياً على العالم المليء بمظاهر الفرقة في محاولة لتشذيبها وتجميلها، ، ففي هذه اللقاءات الجادة للمؤسسة الكويتية يمنح الابجديات الثقافي والاعلامي والاجتماعي ايقاعها.فانعقاد القمة الثقافية في ضوء ما ألمسه من لقاءات ثقافية متجددة لهذه المؤسسة، لها أهمية كبيرة لأنها مارست دورها الثقافي بامتياز فعمدت الى ثقافة المواجهة، ثقافة التلاقي والتلاقح والتواصل والتفاعل والتكامل في ارساء أسس عميقة وثابتة للحوار بين الشرق والغرب واستطاعت التصدي للحواجز والتحديات وتحطيم جدار الطلاق الحضاري والثقافات والديانات لان الثقافة تثري التنوع والاختلاف، فالمجتمعات القائمة على التنافر والتضاد اكثر دينامية حضارية وتوهجاً من تلك القائمة على الاحادية والتماثل التي تصيبها الرتابة والبلادة مع الوقت بالوهن والهرم..!وانطلاقاً من هذه الرؤى الثقافية، فقد أكد المشاركون في المنتديات الثقافية العربية ومنها مؤسسة الاستاذ عبدالعزيز البابطين للابداع الشعري، اهمية حوار الحضارات في تجسيد العملية السياسية واثرها في تلاقح الافكار، لأن الاطار الصحيح للفهم والتحاور لاية مؤسسة ثقافية كما ابلغني الاستاذ امين عام مؤسسة عبدالعزيز البابطين عبدالعزيز السريع هو اطار الامة، لا الاطار الاقليمي لان الثقافة العربية كانت دائماً تجتاز الحدود القطرية، كما هذه المؤسسة لم ترهن نفسها لأية انقسامات يحفل بها الوطن العربي بل سعت الى دعم الشعر والثقافة وحوار الحضارات لما لها من اهمية في دعم وارساء السلام وتسعى الى تكريس الحضارة العربية – الاوروبية لما لها من انعكاسات ايجابية على المجتمع والشعوب التي ترتبط بمصيره احد.ان واقع التخلف الفكري في الوطن العربي او تجلياته يكمن في ظواهر الاتجاهات وانماط السلوك المختلفة وخاصة من منظور ما هو تقدم علمي واجتماعي بل وسياسي ديمقراطي بوجه خاص، وهو يمثل ايضا الانعكاس الثقافي في الاساس الذي يحتاج الى تقدم وتنمية المجتمع العربي على وجه العموم.. لكي نُسخر كل الاطراف للمصلحة العامة والنهوض بالثقافة.. فالحرية التي تشهدها عبر الرأي والتعبير والقول، خطوات جادة لتطوير أي عمل سياسي واقتصادي واجتماعي وتنموي فبدون هذه الحرية والديمقراطية، فانه لا يمكن الحصول على قطاف لثمار ابتكارية في اي ميدان من الميادين الا بتوافر الجهود الرامية لايجاد حوار حقيقي من منظور ثقافي لاستشراف الحاضر والمستقبل للوقوف على معيقات العمل موضوعياً، والسعي لازالة هذه الفجوات التي تحول دون انطلاقة هذه الثقافة في عصر العولمة لما يتمتع به من انفتاح على كل بوابات الحدود المحلية للاشخاص والبضائع بل وسيولة المعرفة عبر وسائط الاتصال والتي يمكن ان تسهم في تفعيل وتطوير ثقافتنا العربية مع الثقافة العالمية بشتى الوجود والابعاد!ولا شك ان ما تقوم به المؤسسات الثقافية بالمرحلة الراهنة، وما يواجهه العالم العربي من انقسامات وخلافات عديدة، فان عقد القمة الثقافية، كما ابلغني الاستاذ عبدالعزيز البابطين صاحب هذه المؤسسة الشعرية الرائدة ضروري، باعتبار ان تطوير التنمية والثقافة واقامة مجتمع المعرفة يمثلان نقلة نوعية في تغطية الدورى الثقافية العربية الكاملة لاكتساب المعرفة، وتوفير قنوات التواصل التي تضمن بناء مجتمع معاصر مغاير تماماً لسوابقه، ألا وهو مجتمع «الثقافة والمعرفة وتمكين الجهات المختصة من بناء نموذجها الخاص بما يوافق ثقافتها ويواكب هويتها الحضارية، وهو تحدٍ هائل بكل المقاييس، والذي نامل من كل الاتحادات والروابط الثقافية القيام به لمواجهة الاحداث والتطورات السياسية الراهنة. رئيس تحرير جريدة سلوان الاخبارية – abdqaq@orange .jo