العام ٢٠٢٠ قد يكون بداية لتاريخ جديد يحمل في طياته أزمات و حروب متتالية للبشرية جمعاء فما ان دخلنا ذلك العام حتى تلقى العالم خبر ازمة صحية عصفت بدول عديدة و خلفت ازمة كورونا ملايين الوفيات ومئات الملايين من الإصابات وتعطلت اقتصاديات الدول ودفع البشر ثمن تلك الازمة صحياً واقتصادياً واجتماعيًا ونفسياً ولا زالت الازمة مستمرة …
وما ان بدأ العالم يلتقط أنفاسه وتعود الحياة الى ما كانت عليه حتى اشتعلت الحرب الروسية الأوكرانية والتي خلفت اكبر ازمة للغذاء والطاقة ورفعت معدلات التضخم الى ارقام قياسية لم يشهدها العصر الحديث ولا زالت دائرة الصراع تمتد و تتسع ولن تستطيع أوروبا تحمل المزيد وستدخل روسيا في حرب استنزاف طويلة الأمد لا يعلم احد متى ستنتهي …
وفي تلك الاثناء تشتعل ازمة جديدة بين الصين و تايوان بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي الأخيرة وسيكون التنين الصين مضطراً للدفاع عن هيبته ووحدة أراضيه خوفاً من انتقال العدوى لمناطق أخرى تريد الاستقلال والانفصال وحتى يكون الحزب الشيوعي الحاكم في الصين قادراً على تنفيذ ما توعد به ليلاً نهاراً لمن يقترب من مبدأ الصين الواحدة وسيكون لهذة الازمة ان اتسعت آثار إقتصادية كبيرة على العالم وستدخل سلاسل الامداد و التوريد والشحن في كبوة لا ندري متى تنتهي ..
الشرق الأوسط ليس ببعيد عما يحدث والكيان الإسرائيلي مستمر بتهديداته لإيران واختلاق أزمات مع الفلسطينيين في الضفة و غزة والتهديد المستمر لحرمة الأقصى والمقدسات وبما ان هذا الكيان يعيش ازمة سياسية ويستعد لخامس انتخابات للكنيست في اربع سنوات يبدوا ان الدم الفلسطيني سيكون وقود الانتخابات القادمة..
العراق لبنان تونس اليمن السودان و سوريا جميعها دول تشهد تقلبات سياسية و اقتصادية صعبة و تأثير الازمات والحروب التي يعيشها العالم اليوم ستفرض نفسها على المشهد في تلك الدول وسيكون هناك حروب بالإنابة وستشهد الدول الضعيفة والفقيرة اضطرابات وتحولات جذرية بسبب الجوع والفقر والبطالة ..
محلياً المرحلة القادمة تحتاج الى حنكة سياسية منقطعة النظير والبقاء خارج دائرة الصراع ليس سهلاً ويحتاج الى جهد دبلوماسي وسياسي مكثف وبالتوازي مع الإصلاحات السياسية والاقتصادية والإدارية والمواطن يترقب النتائج ..
منير دية
خبير إقتصادي