الشاهد -
ربى العطار
غريب هذا الإصرار بالتضييق على معيشة الناس وتكدير حياتهم، وغريب أيضاً هذا التهميش لمطالب المواطنين ومناكفتهم.
الغلاء الفاحش وجشع المحتكرين ومخالب الفقر التي تنهش لحوم الناس تجعل هذا الوطن ينزف ويئن.
لا تسمع بين زحمة الناس إلا النحيب ولا ترى في عيونهم إلا دموعا مخنوقة تصفعهم أصابع القهر والفقر وتخنقهم قلة الحيلة.
تسعيرة محروقات مشوهة إلى الآن لانعرف كيف يتم احتسابها، والضريبة المفروضة على البنزين أعلى من سعره الحقيقي.
زوبعة على قانون الطفل، دون الاعتراف بحق آلاف الأطفال في أبسط أحلامهم من تعليم جيد وغير تجاري.
باص سريع وإجراءات تنفيذ أبطأ من سلحفاة.
حتى مهرجان جرش لم يسلم من ضعف الاهتمام، فالتجهيزات ضعيفة والتنسيق ركيك رغم الدعم المادي، والفنان الأردني أصبح مادة للنقد والتنمر.
جرائم الأسرة تنتشر مثل النار في الهشيم بسبب الضغوط التي تعانيه العديد من العائلات الأردنية التي يطرق بابها جيش البطالة والفقر والفواتير والالتزامات الكبيرة في حدود راتب لا يكفي سد ربع تلك الالتزامات.
أخطاء طبية وتخاذل في القطاع الصحي، وترهل في معظم الوزارات.
انتشار السلوكيات المشينة بين المراهقين بسبب مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت أداة لتسخيف الشباب وتسطيح عقولهم.
لا ندري كيف مازالت الحكومة تقف صامتة على مثل هذا الانفلات في الغلاء وتدعمه، واين دورها في المستجدات التي تهوي بالقيم والمبادئ التي تربى عليها الاردنيون، وكيف تسمح بانحدار القطاع الصحي.
يبدو أن بنك القرارات الحصيفه نفد أو تعطل ولم يعد لدى حكومتنا الرشيدة أي حل، أو أنها تساهم في إشعال فتيل الغضب وإضعاف مشاعر الولاء والانتماء للوطن.