أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية اجتماعي أسماك القرش البيضاء في تكاثر مستمر على الساحل...

أسماك القرش البيضاء في تكاثر مستمر على الساحل الشرقي الأميركي

26-07-2022 12:40 PM
الشاهد -

ازداد عدد أسماك القرش البيضاء الكبيرة في السنوات الأخيرة قبالة الساحل الشرقي الأميركي، ما يزيد من احتمال حصول مواجهات خطرة مع السباحين.

ففي كل عام، خلال أشهر الصيف، تتحرك هذه الحيوانات المفترسة أعلى ساحل المحيط الأطلسي للولايات المتحدة، نحو نيو إنغلاند، وتحدث ذروة الموسم بين آب/أغسطس وتشرين الأول/أكتوبر.

وفي كايب كود بولاية ماساتشوستس، أصبحت هذه الحيوانات التي تعرّف عليها الجمهور العريض من خلال فيلم "جوز" لستيفن سبيلبرغ، من الرموز السياحية إذ تزين صورها القبعات والقمصان.

لكنها تسببت هذا العام بإغلاق الشواطئ موقتا بسبب انتشارها بأعداد كبيرة في المياه.

ووُضعت علامات على ما يقرب من 300 سمكة قرش بيضاء كبيرة على مر السنين، ونحو 10 منها باتت موجودة بالفعل في المنطقة، بحسب غريغوري سكومال، عالم الأحياء المتخصص في أسماك القرش في ولاية ماساتشوستس.

وتشير تقديراته إلى أن أكثر من 100 سمكة قرش بيضاء كبيرة قد تمر عبر هذه المياه كل عام.

ووُضعت قواعد في المحيط الأطلسي منذ التسعينيات لحمايتها من الصيد.

ويوضح سكومال "هناك زيادة عامة في عدد هذه الحيوانات، ما يعود برأينا إلى حالة انتعاش (...) بعد مستويات عالية جدا من الاستغلال المفرط"، رغم صعوبة إعطاء تقدير دقيق للعدد.

تميل أسماك القرش البيضاء أيضا إلى السباحة قرب الشاطئ لاصطياد إحدى فرائسها المفضلة: الفقمة.

وتمت حماية هذه الحيوانات أيضا، وأعدادها آخذة في الازدياد.

ونتيجة ذلك، تزداد أعداد أسماك القرش التي باتت تقترب أكثر من مناطق السباحة.

ويقول غريغوري سكومال "هجمات القرش نادرة جدا، لكن في السنوات العشر الماضية، شهدنا المزيد منها".

حوادث عض

في ولاية نيويورك، أعلن الحاكم أخيرا عن تسيير دوريات مراقبة إضافية، بما في ذلك عن طريق الطائرات المسيّرة أو الطوافات.

على الشواطئ السياحية في لونغ آيلاند، أوردت الصحافة معلومات عن حوادث عض من أسماك القرش، قد لا يكون القرش الأبيض مسؤولاً عنها بالضرورة، إذ إن أنواعا أخرى كثيرة تتنقل في مياه المنطقة، لا سيما أسماك القرش النمرية وقرش الرمل البري.

هذا العدد من الهجمات غير عادي، بعد عدم تسجيل أي منها لثلاث سنوات.

وبحسب غافن نايلور، وهو مدير برنامج بحثي عن أسماك القرش في جامعة فلوريدا، فإن هذه الملاحظة مرتبطة بالوجود المتزايد هذا العام لأسماك معينة تجتذب الحيوانات المفترسة، ربما بسبب التيارات الدافئة.

وفيما قد تختلف الأمور بدرجة كبيرة محليا من عام إلى آخر، لا يزال على المستوى العالمي يُسجل حوالي 75 هجوما من أسماك القرش كل عام، بعد انخفاضها إلى نحو 60 هجوما خلال عامين من الجائحة.

وتوقع هذه الهجمات 5 وفيات في المعدل سنويا.

في السنوات العشرين الماضية، تم الإبلاغ عن حالتي وفاة فقط في شمال ولاية ديلاوير في الولايات المتحدة، في كايب كود عام 2018، وفي ولاية ماين عام 2020.

لكن في المستقبل، من غير المستبعد ازدياد عدد الضحايا. ويقول غافن نايلور "هناك مزيد من أسماك القرش البيضاء، لذا فإن الاحتمال سيزداد (...) لتسجيل مزيد من حوادث العض".

أما في الوقت الحالي، فليس للاختلافات العامة المسجلة أي دلالات إحصائية، حسب نايلور.

وشكل راكبو الأمواج الذين يغامرون بالتعمق أكثر في المياه، نصف ضحايا الهجمات غير المبررة عام 2021. إلى الجنوب، لا تزال فلوريدا، بشواطئها السياحية ومناخها المداري، تستحوذ على 60% من الهجمات في الولايات المتحدة، وما يقرب من 40% على المستوى العالمي.

الحد من المخاطر

أسماك القرش ليست أبدا تلك الوحوش المتعطشة للدماء كما يتم تصويرها أحيانا في الأفلام.

فقد أظهرت الدراسات أنها قد تستهدف السباحين لاعتقادها بأنهم فرائسها المعتادة، وهو ما يحصل خصوصا مع أسماك القرش البيضاء التي تعاني من ضعف البصر.

ويقول غريغوري سكومال "بوجود كثيرين في المياه حول العالم، لو كانت أسماك القرش تفضل أن تتغذى على فريستها البشرية، لكنا سنواجه عشرات آلاف الهجمات كل عام".

ومع تغير المناخ، يتوقع الخبير أن تؤدي الزيادة في درجات حرارة المحيطات تدريجياً إلى إطالة الموسم الذي تتواجد فيه أسماك القرش في شمال الولايات المتحدة.

وثمة تطبيق إلكتروني يتيح لأي شخص الإبلاغ عن رصد سمكة قرش.

كما ينصح عالم الأحياء المائية في نيو إنغلاند نيك ويتني بضرورة "التنبه إلى كل ما هو موجود في الجوار".

فإذا كانت طيور كثيرة تصطاد الأسماك، "فربما يعني ذلك على الأرجح وجود أسماك القرش التي تتغذى عليها أيضا".

وإذا تعرض الشخص للعض، فإن الخطر الحقيقي هو النزيف، لذلك من المهم الوصول إلى الشاطئ والسيطرة على النزيف حتى وصول فرق الإغاثة.

أ ف ب




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :