كتب: محمود كريشان
نقف على مشارف شهر الخير والتكافل "رمضان" المبارك، ويصارع الزملاء في اعرق صحف الوطن الفاقة والعوز، وهم الصابرون منذ نحو ستة شهور لم يتسلموا رواتبهم نظرا لما تعاني منه صحيفتهم من اوضاع صعبة وقاهرة، جعلتها عاجزة عن دفع رواتب الزملاء الذين اصروا على مواصلة رسالتهم الوطنية رغم انهم بدأوا يتلمسوا مقدار الجحود والتنكر الرسمي لهم. ولا ندري ما هو سر "التطنيش الرسمي" لنداءات الاستغاثة التي اطلقتها وتطلقها "الدستور" والتي هي كانت ولا تزال بمثابة اهم خطوط الدفاع عن الدولة والوطن والشواهد على ذلك كثيرة وليس اخرها التصدي بقوة لمن حاولوا استثمار الربيع العربي الساخن الذي عاشه الشارع الاردني لنشر الفوضى وتأجيج الشارع في ظروف دقيقة جدا، وقد كانت "الدستور" الأكثر تأثيرا في تعريتهم وفضحهم على حقيقتهم السوداء، وقد كانت شيخة الصحف الاردنية تعلن انها على عهدها ووعدها بالانتصار لـ"الدولة الأردنية" والوطن، وتقف في وجه الحاقدين والمشككين والجهلة والصغار. وامام ذلك.. ندهش من هذا "الجحود الرسمي"، وكأن الأمر لا يعني كافة الجهات الرسمية ولا الحكومية، عندما لا تكلف اية جهة نفسها للقيام بواجبها تجاه اهم صحف الوطن، مما يرسم عنوانا عريضا وقاتما يؤكد نكران الجميل وتمثل امامنا حكاية "خيل الإنجليز" الذي بعد ان يخدم صاحبه يقوم باطلاق النار عليه، بل وتمثل ايضا قصة "جزاء سينمار" وجمعيها تصب في خانة الجحود ونكران الجميل ما يحمل معه مخاطر ومواعظ للمستقبل لتكون حكاية التنكر لصحيفة الدستور عبرة لمن يعتبر!.. عموما.. ابناء "صحيفة الدستور" لن يقفوا مكتوفي الايدي عندما يتعلق الأمر في ارزاقهم وقوت عيالهم، وقد اصبح معظمهم مطلوبا للمحاكم ودوائر التنفيذ القضائي جراء تراكم اقساط البنوك فجلهم تترتب عليه الديون.. فعلى ماذا سيخافون بعد كل ذلك!...