حمادة فراعنة.
في البيان الختامي لقمة الرياض الأميركية الإسلامية يوم 22/5/2017، ولا كلمة واحدة عن فلسطين، بينما في قمة جدة الأميركية العربية يوم 16/7/2022 شغلت فلسطين الموقع المتقدم في نص البيان، البند رقم 4 من بين 21 بنداً تضمنها البيان الختامي للقمة، وقد نص حرفياً على ما يلي:
«جدد الرئيس بايدن التأكيد على التزام الولايات المتحدة بالعمل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الاوسط، وأكد القادة ضرورة التوصل لحل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، على أساس حل الدولتين، مشددين على أهمية المبادرة العربية، وأكد القادة ضرورة وقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين، واحترام الوضع التاريخي القائم في القدس ومقدساتها، وعلى الدور الرئيسي للوصاية الهاشمية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، وأشاد الرئيس بايدن بالأدوار المهمة في عملية السلام للأردن ومصر، ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، ودعمها للشعب الفلسطيني ومؤسساته».
رغم كل الملاحظات التي يمكن أن تُسجل على هذه الفحوى، ولكنها سجلت مكسباً إن لم يكن انتصاراً لفلسطين عبر تأكيد القضايا والعناوين التي ذكرها البيان الجماعي الختامي للقمة العربية الأميركية.
الولايات المتحدة موقفها ليس محايداً في التعامل مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل تقف داعمة بإنحياز قوي لصالح المستعمرة، ومن هذه الخلفية يجب تقييم البيان الختامي للقمة التي حضرها الرئيس جو بايدن وشارك بها.
ليس الفرق في نتائج قمة الرياض 2017، عن قمة جدة عام 2022، أن الأول كان للرئيس الجمهوري ترامب والثاني للديمقراطي بايدن، بل المعطيات هي التي تغيرت، والمقاربات شديدة الوضوح، بين الاجتياح الروسي إلى أوكرانيا، وبين الاحتلال الإسرائيلي لأراضي ثلاثة بلدان عربية، والرفض العربي لتطلعات إيران نحو السلاح النووي، بينما تملك المستعمرة الأسلحة النووية، والرفض الأميركي كما قال بايدن لتغيير الحدود اعتماداً على القدرة العسكرية، بينما تتميز المستعمرة باستمرار تغيير حدودها وفق قدراتها العسكرية، فمن يعرف حدود المستعمرة؟؟ الذين اعترفوا بالمستعمرة هل يملكون الإجابة في معرفة حدود المستعمرة: هل هي حدود التقسيم 1947؟ أم حدود الهدنة لعام 1948؟؟ أم حدود 1967؟ أم حدود الجدار العنصري؟؟ وهل هي تشمل القدس أو بدونها؟؟.
خطابات القادة العرب المشاركين في قمة جدة تختلف جوهرياً عن خطاباتهم في قمة الرياض، وإذا كان رأس الدولة الأردنية الملك عبدالله قد سبق وسجل خطاباً مميزاً في قمة الرياض، فقد شاركه هذا التمايز لصالح فلسطين وضد المستعمرة أغلبية القادة العرب، وهذا يدلل على وجود حالة من الحضور للقضية الفلسطينية، والإنحياز لشعبها، والتأكيد من جانبهم على ضرورة استعادة حقوقه الوطنية غير القابلة للتبديد أو التلاشي أو الشطب بسبب التقادم أو بسبب تفوق المستعمرة.
لقد سجل أمير قطر خطاباً حافلاً بالعناوين والتفاصيل عن سلوك المستعمرة وجرائمها وخروقاتها، مما يعكس يقظة قادة النظام العربي ومتابعتهم للمشهد السياسي في فلسطين من قبل طرفي الصراع.
فلسطين كسبت في قمة جدة، وستنتصر لدى القمم المقبلة.- الدستور.