د. مفلح الجراح
لم التقي ابدا بوزير الداخلية مازن الفراية، وما اعرفه عن الرجل كما سمع غيري من وسائل الاعلام فقط؛ وهذا كان في بداية تسلمه لحقيبة الداخلية، هذه الحقيبة التي عرف دائما عن حامليها الغلظة والشدة؛ فالوزارة سياديه بامتياز، وأذرعها ممتدة الى كافة أجهزة ومؤسسات الدولة، وخصوصا ان جميع الدوائر المنتشرة في المحافظات تتبع لمجلس المحافظة والذي يرأسه المحافظ في طبيعة الحال.
وبعد مشاهدات عديدة لكثير من المواطنين الأردنيين، والمقيمين في وطن العروبة الأردن العزيز، أستطيع ان أؤكد ان شخصية الوزير الفراية فريدة من نوعها بصفات الرجولة والهيبة التي اكتسبها بهوا الجنوب الأردني، وبانخراطه بسلك القوات المسلحة الأردنية الباسلة التي صقلت شخصية هذا الرجل بالقوة والانتظام والصبر والشجاعة وتقدير الموقف وفوق كل ذلك بالإنسانية الرقيقة التي تزين كل نفس بشرية.
نعم وعن قرب شهدت حالة إنسانية وصلت الى معاليه ولم يتأنى باتخاذ قراره الجريء والمصيب في حل مشكلة إنسانية بحته بعد ان تأكد من سلامة الوثائق والإجراءات؛ مما كان لذلك الأثر الكبير والطيب في نفوس الذين يفزعون لقضاء حوائجهم ويقصدون العباد الذين اختصهم الله في قضاء حوائج الناس، وهؤلاء العباد هم الآمنون من عذاب النار" ان لله عبادا اختصهم في قضاء حوائج الناس يفزع إليهم الناس لقضاء حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب النار".
ان الحفاظ على الوطن ومقدراته لا يأتي بالأقوال ابدا؛ بل بالأفعال الصادقة والمتزنة والجريئة التي نقوم بها، وخصوصا من هم في مواقع المسؤولية كموقع وزير الداخلية الذي يشغله الان معالي مازن الفراية الذي اثبت وبكل نزاهة واقتدار على قيادته لوزارة إنسانية قبل ان تكون سيادية، ومجسدا لواقع وفكر قيادتنا الهاشمية المظفرة في التسامح واحترام الاخر، ومترجما لتوجيهاتها السديدة في حفظ الامن والأمان والارواح، واحترام حقوق الانسان، وانصاف الناس بمختلف جنسياتهم ومشاربهم واصولهم.