فارس الحباشنة
كم تمنيت لو اني في العقبة اليوم ، لأعمل مسعفا ومنقذا و سائقا ، و خادما لاهلي وقومي في يوم مصيبة و محنة !
ما حصل في العقبة اكبر من كارثة مفجعة .. وما عرف عن الاْردن كلما إصابته مصيبة اشتد قوة و ايمانا ، و حزما .
الاْردن؛ كالبرتقالة كلما خدشت زادت ابتسامة و جمالا .. ما عرفت اليوم ان الاْردن قوي وعصي على لعنة السياسة و غضب الطبيعة معا .
اليوم خسرنا شهداء و اصابات بليغة بين مواطنين و عمال .. و الفاجعة كانت موجعة ، ولكن من الفاجعة و الالم و الطآمة ولدت روح جديدة .
لاشك ان حجم الكارثة قد يولد افتخارا عظيما ؛ إننا دولة و مؤسسات ، و جاهزية ، و ادارة أزمات .
اعرف ان البلاء كبير الذي حفره انفجار الغاز في العقبة .. و اعرف انه بقدر ما يحاصرنا الخوف و القلق و الدعاء بالفرج و رفع الكربة عن العقبة واهلها ، ان ثمة رجال دولة صادقون واوفياء و مخلصون في باب النار و قلب الازمة يفكرون و يتدبرون .
الاردنيون ، نحن قوم اذا ما اشتد البلاء نتوحد ، ونجتمع في المآسي ، ونتفق على حب وطن يحيى كطائر العنقاء .
الرحمة لأرواح الشهداء .. و أصوات الغربان الناعقة التي تحوم حول أطراف الوطن الموجوع لا تستطيع ان تقول لها الا ان الاردنيين في لحظة المصائب و الكوارث اشد وطنية .. ونعم هذا هو الاْردن الذي نحب ، و نضحي من اجله .