الشاهد - على غير العادة، حظي عيد الأب باهتمام غير مسبوق في عدة دول عربية من بينها الأردن، عرفانا للأب وتقديرا لجهوده، وتكريما له على ما يبذله في حياة أطفاله.
وتعود قصة الاحتفال بعيد الأب إلى بدايات القرن الماضي عندما تقدمت بالاقتراح فتاة أرادت تكريم والدها، الذي عمل على تربيتها وإخوتها بعد وفاة والدتها، حيث جاءت فكرتها أثناء الاحتفال بعيد الأم، إذ شعرت أن والدها كما كل الآباء يستحقون الثناء على جهودهم التي يقدمونها لأطفالهم.
الفتاة قدمت اقتراحها بعريضة طالبت فيها بتخصيص يوم للأب، وأيدت هذه العريضة جهات عدة، وبنهاية المطاف تم الاحتفال أول مرة بعيد الأب في 19 حزيران عام 1910 في مدينة سبوكين الاميركية، بعدها انتشر الاحتفال بكل أنحاء العالم.
ويرى أستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي أن الاحتفال بيوم الأب، خطوة جيدة، وفي المكان الصحيح لإعادة الدور للأب.
ويضيف في حديثه إلى «الرأي» أن الاحتفال كان يقتصر على الأم فقط في الماضي، ما يجعلها تحتل المرتبة الأولى سواء عند الأبناء أو المجتمع، باستثناء الأسر التي تعي وتقدر مكانه الأب.
ويشير إلى أن غياب الأب الطويل عن البيت، وعدم مكوثه مع أبنائه مطولا؛ لوجوده في العمل، عمق مكانه الأم لدى الأبناء.
ويذكر أن الهدف ليس العيد بحد ذاته، وإنما هو رمزية كبيرة في قلوب الجميع لمكانة الأب؛ لأن دوره تربوي اجتماعي وإرشادي وناصح ومعلم و..، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الاحتفال سواء أكان بيوم الأم أو الأب هو احتفال لأفراد الأسرة جميعها.
ويبين أن الأهمية اجتماعية تربوية ودينية أيضا، إذ أن الديانات السماوية جميعها تحث على بر وإكرام الوالدين، وتعظم دورهما، وتتفق على مكانتهما، ووجوب احترامهما ورعايتهما، مبينا في الوقت ذاته أن هذا ما نتفوق به على المجتمعات الأخرى.
ويبين الخزاعي أنه لطبيعة الحياة وصعوباتها تطلب من الأم أن تكون شريكة في الحياة الاقتصادية أيضا، وعدم اقتصارها على التربوية، ما أدى إلى التشاركية فيما بينهما على تربية الأبناء والقيام بأية أعمال معا، ويتقاسمان أدوارهما حتى في الأعمال المنزلية.
ويدعو الخزاعلة جميع الأبناء إلى تواصلهم الدائم مع آبائهم وبالأخص كبار السن والمرضى منهم.
من جهته، يقول الأمين العام للمجلس الوطني لشؤون الأسرة الدكتور محمد مقدادي إن الأسرة بكونها اللبنة الأساسية في المجتمع، فلا بد من العمل على تأهيل وتقوية الأساس، لضمان متانة المجتمع وبالتالي تحقيق استقراره.
ويلفت إلى أن تعزيز مفهوم المسؤولية المشتركة والتكاملية في الأدوار أساس نجاح الأسرة، وعامل مهم في تحقيق رفاهها، والحفاظ على استقرارها ككيان مستقل. ويبين أن المجلس منذ التأسيس سعى لتحقيق هدفه ورؤيته في إيجاد بيئة معززة للأسرة الأردنية، وعليه فقد عمل على إعداد الدراسات ووضع الخطط والاستراتيجيات والبرامج المتعلقة بكافة أفراد الأسرة دون استثناء، والمنطلقة من واقع حالها.
وعن تخصيص يوم عالمي للأب، أكد مقدادي أن المسؤوليات التي تقع على عاتق الآباء كثيرة، خاصة في ظل الوضع الراهن، مشيرا إلى أن الوطني لشؤون الأسرة خصص للآباء العاملين فيه منذ العام 2013، «إجازة أُبوة» لمدة ثلاثة أيام عندما يرزق بمولود جديد؛ تأكيدا على أهمية وجود الأب إلى جانب بقية أفراد أسرته، وكذلك تقوية لأواصر المحبة بينه وبين أطفاله.
و يتابع مقدادي أن المجلس قام بإصدار التقريرين الأول والثاني حول أحوال الأسرة الأردنية في العامين 2015 و2018؛ حيث قدم التقريران صورة عن الأحوال الأسرية، مُؤكدا على أنّ التقرير الذي أُصدر سنة 2018 تطرق إلى عدة محاور من بينها الإرشاد الأسري وأهمية تلقي الخدمات في هذا الجانب بما يضمن بيئة أسرية سليمة وآمنة، بالإضافة إلى أساليب التربية التي يتبعها الآباء في تربية أبنائهم؛ حيث أنّ نمط التربية يُمكن أن يكون أكثر أهمية من مقدار الوقت الذي يقضيه الأب مع الأبناء.
وعن الأساليب المتبعة في التربية؛ فقد أوضحت نتائج المسح أن الحوار كان أكثر أساليب التربية انتشارا بنسبة (86%)، تلاه التشجيع والتحفيز ومن ثم الحزم، أما آخر الأساليب اتباعا في التربية وأقلها انتشارا فقد كان أسلوب الطرد من المنزل بما نسبته (17%).