حمادة فراعنة
يرى «فلتة زمانه» علي الشهابي، عبر مقالته الهابطة حتى مكب النفايات، يرى أن «الاختلال في ميزان القوة بين العرب والإسرائيليين، بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يفرض إعادة التفكير بشكل جذري في نهج حل مشكلة فلسطين» لأن المستعمرة كما يقول: «أصبحت حقيقة واقعة يتوجب تقبلها، وإن كان على مضض».
ويخلص ذكاء قراءته إلى المعطيات القائمة بقوله: «في ضوء تهجير ملايين الفلسطينيين» من وطنهم المغتصب وأن «معظم أراضيهم وديارهم في فلسطين التاريخية قد فقدت بشكل دائم» وتمت مصادرتها وسرقتها من قبل مؤسسات المستعمرة ومستوطنيها الأجانب، وأن «كفاح الفلسطينيين لاستعادة أرض أجدادهم غير مجد»، ولذلك يجب أن لا تبقى القضية، أو العنوان، أو برنامج العمل الفلسطيني حول: «إستعادة أرض الأجداد، بقدر ما هي الحاجة إلى امتلاك هوية قانونية، ومواطنة تحظى بالاحترام عالمياً بما يسمح للفرد الفلسطيني ممارسة حياته الطبيعية» ولذلك فهو يرى أن «حل مشكلة فلسطين هي توطين الفلسطينيين قانونياً في المملكة الأردنية» ويتم تحويلها إلى «المملكة الأردنية الفلسطينية الموسعة عن طريق توسيع المملكة الأردنية الحالية لسلطتها، كي تغطي الأراضي الفلسطينية والشتات، وسحب الاعتراف بمنظمة التحرير كممثل شرعي للشعب الفلسطيني».
وبشأن القدس، يقول علي الشهابي ، يجب التسليم أن «لا العرب ولا المسلمين لديهم أمل في طرد إسرائيل من القدس» ويقول صراحة «ستظل القدس ورقة مساومة رئيسية، يمكن التنازل الرسمي عن القدس، وتوظيفها كي تكون نقطة إمتياز هامة» لصالح تأمين شروط أفضل لصالح الدولة المستجدة، مع «إعطاء الأماكن المقدسة وضعية خاصة».
وحول حق العودة، يعتبر ذلك وهماً، اذ ان التمسك بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين «خدم مصالح بعض الأنظمة العربية بإعطائها ذريعة قوية لتجنب توطين اللاجئين الفلسطينيين» في بلادهم، وبالمقارنة يقول «اضطرت شعوب أخرى من اللاجئين الذين لم يتغذوا بأية أوهام من العودة إلى بلادهم، بل تقبلوا الواقع المؤلم والتكيف مع تشردهم الدائم» ولذلك لا بد للفلسطينيين «أن تصير المسألة الشاغلة لهم ولأطفالهم هي القدرة على أن يعيشوا حياة كريمة مثمرة بمجرد حصولهم على مواطنة تسمح لهم بفعل -التوطين والتكيف مع التشرد وعدم العودة إلى الوطن- ألا يعودوا عديمي الجنسية».
سلفاً يُقدم فلتة زمانه علي الشهابي نصيحة للفلسطينيين أن يتنازلوا بشكل واضح عن مسألتي: 1- القدس، 2- حق العودة، وبالتالي حل المشكلة الفلسطينية، خارج فلسطين وخاصة في الأردن وعلى حساب الأردن، كما تأمل المستعمرة وتخطط وكأن الشعب الأردني، ومعه الشعب الفلسطيني يقبلان بمثل هكذا حل، وهو يعني شطب فلسطين من خارطة الحياة وتراث التاريخ، والاستجابة المباشرة لتطلعات الصهيونية ومخططاتها وبرامجها، كي يكون الأردن هو وطن الفلسطينيين البديل وملاذهم وقبول بقاء المستعمرة على أرض فلسطين، بل ومكافأتها على استعمارها واحتلالها لفلسطين، وتشريد نصف الشعب الفلسطيني خارج وطنه والإذعان لذلك والتكيف معه!!.