رجا طلب
يسجل لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف شجاعته في إسقاط والغاء حالة التناقض المفترضة بين «اليهودية والنازية» وذلك من خلال تصريحه الذي سيدخل التاريخ حتماً والذي قال فيه «إن هناك دماء يهودية تسري في عروق ادولف هتلر» والذي جاء في سياق التأكيد على أن يهودية الرئيس الأوكراني فلاديمير زلينسكي لا تعني أن حكومته لا ترعى «النازيين الجدد» من عناصر كتيبة ازووف، أهمية التصريح أنه جاء من قبل وزير خارجية مشهود له بالرزانة الفكرية والسياسية ولكونه وزير خارجية لدولة عظمى بالإضافة إلى إسناد تصريحه المثير بمعطيات تاريخية أشار إليها عدد من المؤرخين في الغرب بخصوص دماء هتلر اليهودية وأهم هذه المعطيات هي مذكرات النازي «هانز فرانك» المسماة (مواجهة المشنقة) والتي نشرت في عام 1953 بعد سنوات على إعدامه. حيث قال فرانك فيها إنه حقق وبشكل سري في أصول أدولف هتلر بناء على طلب الزعيم النازي نفسه ووصل لنتيجة مفادها أن (ماريا آنا شيكلغروبر) جدة هتلر لأبيه أنجبت صبياً غير شرعي من رب عائلة فرانكنبرغر اليهودية الثرية في مدينة غراتس النمساوية التي كانت تعمل لديها طاهية.
تصريح لافروف زلزل كيان الصهيونية العالمية التي اعتاشت على مدى أكثر من 77 سنة على واقعة «الهولوكوست» والتي وظفت بطريقة «نازية» وعبقرية على حساب الشعب الفلسطيني وارضه، رغم أن «الهولوكوست» أو عمليات القتل الجماعية لم ترتكبها القوات الألمانية–النازية بحق اليهود دون غيرهم بل شملت بدرجة كبيرة جداً «الروس السلاف والبلغار والبولنديين والرومان وعدداً من الأعراق بمن فيهم الغجر والأتراك»، حيث ارتكب الالمان المذابح بحق تلك الاعراق لكونهم كانوا يرون أنها أقل درجة وقيمة من «الجنس الاري» وليس لأي سبب آخر، وهي الحقيقة التي ما زال العالم وتحديدا العالم الغربي لا يتجرأ على المجاهرة بها أو التركيز عليها نظراً للإرهاب الواقع عليه من «الصهيونية العالمية بزعامة «آل روتشيلد» وتحالفاتهم السياسية والاقتصادية والمالية في أميركا وأوروبا وحول العالم.
النازيون قتلة ومجرمون ولا يجب نسيان ما ارتكبوه بحق الملايين من البشر بغض النظر عن أصولهم وأعراقهم، ولكن رد الفعل الصهيوني العنيف والمجلجل وبخاصة «الصهاينة الإسرائيليون» على تصريح لافروف يظهر مدى الرعب الذي يتملك ويسيطر على «الشخصية اليهودية الصهيونية» من هذا الأمر، فهو رعب ناتج عن مدى إدراك تلك الشخصية لعمق الفظائع التي ارتكبها اليهود الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني والعرب، ورعبهم من إعادة إنتاج تاريخهم الأسود على ذات القواعد التي جرى ويجري فيها تصنيف السلوك الإجرامي الناتج عن أي عقيدة تميز سواء أكان هذا التمييز عرقياً أو دينياً على أنه سلوك نازي تماماً مثل سلوك هتلر والحزب النازي، فالنازية أضحت عقيدة إجرامية ليست مرتبطة بقوم أو بجنس أو دين واليهودية ليست استثناء.
ما أرعب اليهود الصهاينة في تصريحات لافروف أن رواية الهولوكوست دخلت غرفة الانعاش وبدا العمل على نزع قناع الخداع والدعاية السياسية عنها بشكل علمي وبالأدلة والوثائق والنتيجة جاءت على النحو التالي: (أن زعيماً مجرماً مثل هتلر تجري في عروقه دماء يهودية قتل يهوداً) هذه الصورة المرعبة جعلت نفتالي بينت يكذب وعلى رؤوس الأشهاد ويقول إن الرئيس بوتين وخلال مكالمته الهاتفية الأخيرة بينهما اعتذر عن تصريحات لافروف وذلك بهدف إعادة «القدسية» لكذبة «المظلومية التاريخية لليهود ولشعب الله المختار».
أعتقد أنه آن الأوان للمطالبة بمحاكمة «إسرائيل» على جرائمها التاريخية بحق الفلسطينيين والعرب حيث ارتكبت «إسرائيل» أكثر من مئتي مجزرة في فلسطين التاريخية كما ارتكبت العشرات من المجازر في لبنان وسوريا ومصر ومجزرة حمام الشط في تونس، وهي كلها ارتُكبت على خلفية عقائدية عنصرية من قبل «دولة أعلنت أنها دولة يهودية ولليهود فقط «أي انها دولة دينية عنصرية، وهل هناك أوضح من ذلك؟